الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان
ضاعف الرسول صلى الله عليه وسلم من اجتهاده في شهر رمضان وطلب لأمته العفو والغفران وساعد المحتاجين وأكرم السائلين وأطلق سراح الأسرى بعد إعلان البيان وكان يلقى جبريل كل ليلة فيدارسه القرآن .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يبشر صحابته بقدوم شهر الصيام فيقول : “قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار ، وتغل الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر” .
وأول عمل له – صلى الله عليه وسلم – في شهر الصيام كان إطلاق سراح الأسرى .
ومن هديه – صلى الله عليه وسلم – أن يعجل بالإفطار ويؤخر السحور رفقاً بأمته ورحمة بصحابته فيفطر على رطبات فإذا لم يجد فتمرات فإن لم يجد حسا حسوات من الماء ( جرعات ) .
ولما حاول الصحابة مواصلة ساعات الصيام مثله نهاهم عن ذلك وقال : “لست مثلكم إنني أبيت فيطعمني ربي ويسقيني” .
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس بالخير وكان أجود مايكون في شهر رمضان وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن” .
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بأن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة ( صلاة عيد الفطر ) ، وقد أجاز العلماء إخراجها طوال أيام شهر الصيام نقداً” .
وقبول الصيام مشروط بإخراجها يقول النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – : “صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لايرتفع إلا بزكاة الفطر” .
عن أبي سلمة أنه سأل عائشة – رضي الله عنها – : كيف كانت صلاة رسول الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ، فقالت عائشة : فقلت : يارسول الله ، أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : ياعائشة ، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي” .
خص النبي – صلى الله عليه وسلم – الثلث الأخير من شهر رمضان بمزيد من الجهد والعمل والعبادة .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل العشر أواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله” .
وعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعتكف العشر الأواخر من رمضان” .
وعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت : “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده” .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً” .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” .
في سنن الترمذي بسند حسن قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم” .
في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” .
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي