#
مدبولي: مليار دولار لمواجهة أزمة الكهرباء .. ووقف انقطاع الكهرباء بحلول الأسبوع الثالث من يوليو

مدبولي: مليار دولار لمواجهة أزمة الكهرباء .. ووقف انقطاع الكهرباء بحلول الأسبوع الثالث من يوليو

كشف رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة وضعت خطة للتعامل مع موجات ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة في فصل الصيف الحالي، مؤكدا التزام الحكومة بالعمل وفق خطة مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء بنهاية عام 2024.

وشدد رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، بحضور وزيري الكهرباء محمد شاكر، والبترول طارق الملا اليوم، على الحاجة إلى مليار دولار؛ من أجل تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف.

وأرجع الأزمة التي شهدها قطاع الكهرباء في مصر أمس؛ إلى عدم توفر الغاز الطبيعي بالكميات الاعتيادية لتشغيل محطات توليد الكهرباء، حيث حدث نقص في توريد الغاز لمدة 12 ساعة متصلة؛ مما أثر على المعدل الطبيعي لتوليد الكهرباء؛ وهو ما اضطر الحكومة إلى زيادة فترة انقطاع التيار الكهربائي؛ تخفيفا للأحمال على الشبكة الوطنية، لاسيما في ضوء تعرض مصر لموجة حارة غير مسبوقة.

وقال إن التشغيل الكامل للمحطات أمس كان سيتسبب في انقطاع الكهرباء، والإضرار بمحطات التوليد، مشيرا إلى أن استهلاك الطاقة خلال اليومين الماضيين سجل رقما غير مسبوق.

وأضاف مدبولي، أن الحكومة تشعر بمعاناة المواطنين والأسر المصرية من أزمة قطع الكهرباء.

وقال “وأجدد اعتذار الحكومة عن قطع الكهرباء؛ وهو موضوع شديدة الصعوبة علينا كمسؤولين.. وأنا على المستوى الشخصي؛ تصلني استغاثة وشكاوى كثيرة من مواطنين؛ لديهم ظروف صحية أو إنسانية؛ وهو موضوع شديد الصعوبة، بالإضافة إلى تزامن ذلك مع امتحانات الثانوية العامة”.

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة “شغلها الشاغل”، منذ حدوث أزمة الكهرباء وبدأ تخفيف الأحمال في حدود الساعتين يوميا، هو كيفية الخروج من هذه الأزمة بصورة نهائية.

ولفت إلى أنه جرى الإعلان سابقا عن وضع خطة لإنهاء تخفيف الأحمال بنهاية عام 2024، “ونعمل على هذا الموضوع بمنتهى القوى”، مضيفا أنه مع زيادة الاستهلاك المرتبطة في التنمية الكبيرة في البلاد والزيادة السكانية؛ أصبح هناك ضغط على الموارد الدولارية من أجل تدبير الحجم المطلوب لضمان تشغيل الكهرباء على مدار الـ 24 ساعة.

وأكد رئيس الوزراء أنه لا يوجد أزمة توليد طاقة على الإطلاق ولا نقل في الشبكات داخل مصر، لكن مشكلة تدبير الوقود.

وأوضح أن محطات توليد الكهرباء تعمل وفق مكونين أساسيين هما المازوت والغاز الطبيعي، “ووضعنا الخطة على أساس الالتزام بقطع الكهرباء ساعتين؛ للوصول لهدف التوقف التام عن تخفيف الأحمال قبل نهاية هذا العام”.

وأشار إلى أن أزمة تخفيف الأحمال لا تمس المواطن فقط لكن تمس أيضًا القطاعات الأخرى مثل الصناعة والاستثمار، “ولانريد أبدًا تضرر أي مصنع أو أن يتأثر من موضوع إيقاف الغاز بسبب هذه الأزمة”.

وأضاف رئيس الوزراء أنه خلال شهر يونيو الجاري، حدثت 3 موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة؛ مقارنة بالسنوات الماضية، لاسيما الموجة التي ضربت البلاد خلال عيد الأضحى المبارك، وكانت شديدة الصعوبة، حيث فاقت درجات الحرارة الـ 40 درجة، وسجلت أسوان رقما تاريخيا تجاوز 50 درجة مئوية، ومع ذلك كانت الحكومة حريصة على متابعة الالتزام بقطع الكهرباء ساعتين فقط، مع مختلف الوزارات .

وأكد رئيس الوزراء أنه بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم وضع خطة استباقية لفترة الصيف لتخفيف قطع الكهرباء، نظرا للأزمة غير المسبوقة في ارتفاع درجات الحرارة؛ لتجاوز فترة انقطاع التيار، وجرى عمل دراسات من قبل وزير البترول أظهرت الحاجة إلى استيراد شحنات إضافية من المازوت والغاز الطبيعي بقيمة مليار دولار ؛ للوصول إلى صفر انقطاع كهرباء.

وأوضح أنه جرت زيادة الاحتياطات الاستراتيجية للمازوت في ظل أزمة ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية، جرى استيراد 300 ألف طن مازوت إضافي بقيمة 180 مليون دولار، وتم التعاقد عليها من قبل وزير البترول وستصل إلى مصر، خلال الأسبوع القادم.

وأشار إلى الحاجة لاستيراد كميات إضافية من المازوت والغاز الطبيعي بإجمالي مليار و180 مليون دولار لتجاوز انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف بما قيمته 57 مليار جنيه، وتم التوجيه بالبدء الفوري لاستقدام الشحنات بصورة فورية لتعديل فترة الصيف، وذلك بالتنسيق مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي.

ولفت إلى أن استقدام الشحنات ستأخذ فترة زمنية في التعاقدات؛ ولكي نصل إلى الحجم الكامل من توافر جميع الشحنات لوقف الانقطاع سيكون بحلول الأسبوع الثالث من شهر يوليو القادم.

وقال إنه سيتم قطع الكهرباء خلال الأسبوع الجاري ثلاث ساعات يوميا واعتبارا من الأسبوع المقبل ستكون ساعتين، حتى الأسبوع الثالث من يوليو سيتم التوقف تماما عن قطع الكهرباء طول فترة الصيف.

وأشار إلى أن المبلغ الذى سيتم استيراد المنتجات به؛ يعتبر رقما مبدئيا ومن الممكن زيادة بعض المنتجات إذا تطلب الأمر.

وأعلن عن وضع خطة لترشيد الكهرباء اعتبارا من الشهر القادم؛ حيث ستغلق جميع المحال التجارية من العاشرة مساء، والمطاعم الساعة الواحدة صباحا، وحث المواطنين على ترشيد استهلاك الكهرباء.

وقال رئيس الوزراء، إن البلاد تعرضت مرة أخرى عقب إجازة عيد الأضحى المبارك لموجة شديدة الحرارة ومستمرة حتى الآن؛ وهو ما تواكب مع عودة طاقة العمل بأكملها في أنحاء البلاد سواء في القطاع الخاص أو الحكومي؛ ما ترتب عليه تسجيل حجم استهلاك للطاقة الكهربائية غير مسبوق؛ حيث تم الاقتراب من معدل 36 جيجا استهلاك قبل منتصف أمس.

وأوضح أن مصر لديها شبكة طاقة إقليمية تربطها بدول الجوار، حيث تستطيع الدول المشاركة في الشبكة من تصدير ما لديها من فائض في الطاقة حال توافره لباقي الدول في الشبكة، لافتا إلى أن مصر تصدر ما لديها من فائض خلال فترة الشتاء لكنها توقفت عن التصدير خلال فترة الصيف فضلا عن استيراد كميات اضافية من دول الجوار لتغطية الاحتياجات الداخلية للدولة نظرا لزيادة حجم الاستهلاك.

ولفت إلى أن سبب الأزمة التي شهدناها أمس، خروج أحد حقول الغاز في دول الجوار – التي تضخ داخل الشبكة الإقليمية – عن الخدمة نتيجة عطل فني استمر لمدة أكثر من 12 ساعة، مشيرا إلى أنه فور حدوث ذلك جرى تشكيل خلية أزمة واستمرت على مدار الساعة حتى عودة الحقل للإنتاج مرة اخرى صباح اليوم بكامل الانتاج وعودة الضخ.

وأوضح أن الدولة لم تكن تستطيع مع هذا النقص في كمية الغاز، الاستمرار في استهلاك الغاز المتواجد في الشبكة الداخلية نظرا لما كان سيترتب عليه من مشاكل في تشغيل المحطات كافة؛ وعليه كان القرار هو زيادة من فترة انقطاع الكهرباء حتى عودة ضخ الغاز من الحقول في البلاد المجاورة.

وقال رئيس الوزراء إن الحكومة وضعت خطة لتجاوز فترة الصيف والتعامل مع الموجات الحارة غير المسبوقة، والوارد تكرارها خلال شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر المقبلين.

وأوضح أن وزير البترول عرض على مجلس الوزراء حاجته لزيادة الاحتياطات الاستراتيجية للمازوت، مبينا أن مصر لديها احتياطات موجودة ويتم استخدامها للمناورة ما بين المحطات وبعضها البعض لكن تحسبا للحرارة العالية المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة، طلب رئيس الوزراء زيادة حجم هذه الاحتياطيات لتوفير احتياطيات إضافية.

وأضاف أن وزير البترول طلب استيراد 300 ألف طن مازوت إضافية بقيمة 180 مليون دولار، وتمت الموافقة الفورية منذ 48 ساعة، وتوجيه وزير المالية بتدبير المبلغ المعادل بالجنيه المصري، وبدأ التعاقد بالفعل على 300 ألف طن مازوت وستصل مصر بداية الأسبوع القادم، وذلك من أجل زيادة الاحتياطات الاستراتيجية المستخدمة داخل محطات الكهرباء.

ومع الأزمة غير المسبوقة التي حدثت أمس، أوضح مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه الحكومة بالتدخل بصورة استثنائية وحل المشكلة وتخفيف آثار المعاناة عن المواطنين، وبناء على ذلك عقد اجتماع فوري مع الوزراء والتنسيق مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي لوضع خطة استباقية واستثناية هدفها تخفيف قطع الكهرباء خلال فترة الصيف تحسبا للموجات الحارة المتوقع حدوثها.

وأوضح رئيس الوزراء أن قيمة شحنات الغاز الطبيعي والمازوت المطلوبة لتجاوز فترة الصيف، والوصول إلى صفر انقطاع كهرباء طوال هذه المدة؛ بلغت بصورة مبدئية مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى 180 مليون دولار التي جرى الاتفاق عليها مؤخرا لاستقدام 300 ألف طن مازوت، مؤكدا أن هذه القيمة يتم تدبيرها من الموارد الدولارية للدولة المصرية خلال هذه الفترة المهمة.

ووجه مدبولي، وزير البترول بالبدء الفوري في التعاقد على هذه الشحنات لاستقدامها بصورة فورية لتجاوز فترة الصيف، وتم التنسيق مع وزير المالية لتدبير هذه المبالغ بالجنيه المصري وبالتنسيق مع محافظ البنك المركزي لتدبير المعادل لهم بالدولار.

وأوضح أن الحكومة ستكون قادرة على الوصول إلى هذه الشحنات بالكامل، مع الأسبوع الثالث من شهر يوليو، والتي تمكن من وقف قطع الكهرباء بالكامل خلال فترة الصيف، مبينا أن الحكومة ستضطر إلى الاستمرار في تخفيف الأحمال، لمدة 3 ساعة حتى نهاية الأسبوع الجاري؛ واعتبارا من الأسبوع القادم ستكون فترة تخفيف الأحمال ساعتين وتدريجيا حتى الأسبوع الثالث من يوليو ومع وصول كل الشحنات؛ سيتم وقف قطع الكهرباء خلال فترة الصيف.

وأكد مدبولي حرص الدولة على تجاوز هذه الأزمة، مشيرا إلى أنه وجه بالاستعداد لتدبير الاحتياجات والمنتجات لتشغيل جميع المحطات بكامل طاقتها لتجاوز فترة الصيف، فضلا عن توجيهاته لوزيري الكهرباء والبترول بوضع خطة للاشهر المتبقية من العام عقب انتهاء فصل الصيف لتقليل عملية تخفيف الأحمال.

كما أكد رئيس الوزراء، ضرورة التوجه لترشيد استهلاك الطاقة، مشيرا إلى أنه طلب من وزير التنمية المحلية البدء في أولى خطوات عملية الترشيد والتي ستبدأ اعتبارا من أول الشهر المقبل من خلال التأكيد على غلق المحال التجارية (المحال التجارية المنفردة سواء في الطرق والشوارع أو المولات) في أنحاء الجمهورية الساعة العاشرة مساء، فيما عدا الصيدليات و”السوبر ماركت” والمطاعم والتي ستغلق بحد أقصى الواحدة صباحا، داعيا المواطنين للمساعدة في عملية الترشيد داخل المنازل والمنشات؛ لمساعدة الدولة في التقليل من حجم المنتجات التي تستوردها.

وأكد أن الدولة تجاوزت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها ومتبقى فقط حل مشكلة انقطاع الكهرباء والتي سيتم العمل عليها من خلال الخطة الموضوعة لتجاوز الازمة لينصب التركيز خلال المرحلة المقبلة على عودة الاقتصاد المصري للانطلاق والتعافي وتحقيق معدلات نمو عالية وجذب استثمارات كبيرة وهي خطة الحكومة خلال الفترة المقلبة .

وقال إن الدولة تعمل على استيعاب تداعيات الأزمات الاقليمية والتحرك في اتجاه تنمية الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

2024-06-25