خلال مؤتمر صحفي مع شكري.. وزير خارجية قبرص: العلاقات مع مصر استراتيجية وقائمة على الروابط التاريخية
أكد وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اليوم الثلاثاء، أن علاقات بلاده مع مصر قوية واستراتيجية تقوم على الصدق والثقة والتضامن والروابط التاريخية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية سامح شكري اليوم مع نظيره القبرصي في ختام مباحثاتهما بالقاهرة.
وقال كومبوس إن المباحثات تركزت على الرؤية المشتركة حول الخطوات السياسية المستقبلية فضلًا عن جميع التحديات، مؤكدًا أن المهمة المشتركة للبلدين هي تعميق الروابط الثنائية بطريقة ملموسة، قائلًا أحرزنا اليوم هذا بعد توقيع مذكرة تفاهم حول العمالة المصرية في قبرص التي تعد خطوة ممتازة نحو تحقيق التعاون في المجال الاقتصادي”.
وأشار الوزير القبرصي إلى مناقشة 4 محاور رئيسية خلال زيارته إلى مصر، مؤكدًا التزام بلاده بالقانون الدولي بجميع جوانبه وأهميته وعلاقته بالتعاون الإقليمي، مضيفًا “ناقشنا التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالقضية القبرصية والتزامنا بحل المشكلة في حدود مجلس الأمن وقراراته ذات الصلة”.
وأردف قائلًا “مصر صديق دائم ولديها موقف لا يتغير في المحافل الدولية.. لقد تحدثنا عن الجوانب المختلفة للأجندة المشتركة ومجال الطاقة ونقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى مصر، حيث إننا لدينا عمل مع مصر في مجال قطاع الطاقة”.
وقال الوزير إن بلاده لديها تعاون ثنائي مع مصر في قطاع الطاقة لأهميته في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن سعادة بلاده بالإعداد لاجتماع الحكومتين القادم، والاجتماع الثلاثي العاشر في إطار الآلية مع اليونان.
وحول الوضع في قطاع غزة، قال إن توسع العمليات العسكرية داخل رفح وغزة، يخلق عواقب وخيمة، ويجب أن يتوقف، لافتا إلى أن قبرص تدين الهجمات العسكرية والجوية التي تودي بحياة المدنيين بما في ذلك الأطفال، وهناك حاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار.
وقال الوزير القبرصي “مصر تقود مسارًا نحو وقف إطلاق النار في غزة.. وينبغي على المجتمع الدولي تقديم الشكر لمصر، والإقرار بقيادتها لدعمها لحل الأزمة، وجهودها في جميع الجبهات، حيث أبرزت قيادة رائعة وقامت بدور محوري من أجل استقرار المنطقة”.
وأوضح أن أن قبرص عبرت عن شواغلها حول الوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يجب الدفع قدمًا بمسار المساعدات الإنسانية، عبر معبر رفح لأنه بمثابة خط الحياة لسكان غزة ولا بديل له.
وتابع قائلًا “أكدنا دائمًا أن وجود ممر للمساعدات الإنسانية البحرية من قبرص يعوض بشكل أو بأخر الوضع السائد في غزة.. ولهذا فإن الإسهام في هذا المجال أمر مهم، ولدينا واجب معنوي لمواصلة جهودنا، ونسهم وفقًا لقدراتنا الحالية، ولكننا نؤكد في نفس الوقت أهمية المعبر البري، في ظل وجود مخاطر متزايدة كما نرى في البحر الأحمر ولبنان وغيرها من المناطق، لذلك علينا أن نتوخي الحذر في أي مشاكل أخرى”.
وقال وزير الخارجية القبرصي إن الآفاق السياسية محور رئيسي لاستقرار المنطقة، ووفقًا لقرارات مجلس الأمن وحل الدولتين، فهي نقطة مهمة وخيار سياسي محوري، وقد أقرت قبرص بحق التقرير الذاتي للفلسطينيين ودولة فلسطين عام 1988، وقد أثبتت قبرص أنها تؤكد على موقفها ومبدأها في هذا الإطار، وناقشت كيفية التنسيق على المستوي الدولي وخاصة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وقامت بتعزيز موقف مصر ودعمها في جميع الجوانب من خلال علاقتها بالاتحاد الأوروبي.
وأكد أن قبرص ستواصل دعم جهود مصر بكل ما أوتيت به من قوة وفرصة، مضيفًا: “يجب أن يفهم الاتحاد الأوروبي أنه من خلال دعم مصر في جميع المجالات، فإنه يدعم أمن الكتلة”.
وحول مذكرة التفاهم بين البلدين لتوظيف العمالة المصرية في قبرص، أكد وزير الخارجية القبرصي، أن الاتفاق يأتي في إطار تعزيز حركة العمالة المصرية في جميع القطاعات الاقتصادية حتى يستطيعوا العمل في قبرص بطريقة منظمة، وسيمكن قبرص من الاستفادة القصوى من العمالة المصرية التي ترغب في العمل في الخارج.
وأشار إلى أنه وفقا لاحتياجات بلاده الاقتصادية فإن هناك قطاعات كثيرة بحاجة لهذه العمالة حيث سيتم التنسيق في هذا الإطار وهو ما سيسمح للمصريين للعمل بعقود ثابتة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام في قطاعات العمل التي سيتم تحديدها بالتنسيق مع الجانب المصري.
ولفت إلى أنه سيتم البدء في مشروع تجريبي نموذجي للعام الأول تشرف عليه لجنة تضم الوزارات المعنية التي لديها المسئوليات ذات الصلة.
وحول الصعوبات اللوجستية التي تعيق تفعيل عمل الممر البحري على ساحل قطاع غزة بالشكل الملائم، والوضع الراهن لعمل الممر، قال إن هناك بعض التقارير والتفاصيل الفنية المتعلقة بالمناخ وبعض الأمور المتعلقة بتأسيس الممر، فضلا عن التقارير الأمريكية، مضيفا أنه من المتوقع تشغيله مجددًا الأسبوع الجاري.
وأضاف كومبوس، أن هناك سفنا تتجه إلى الممر بشكل يومي وتوجد أماكن لتخزينها حتى يمكن تحميلها وتوزيعها في قطاع غزة، مطالبا بزيادة الدعم اللوجستي فيما يتعلق بالنقل والسفن والتحميل والتوزيع، لإغاثة الفلسطينيين.
وأكد وزير خارجية قبرص أن الممر البحري لن يكون بديلا عن المعابر البرية، وأن بلاده تدعم فتح جميع المعابر البرية وتتحدث عن هذا الموضوع لأنه سيغير من ديناميكيات الوضع الراهن ويمكن من إدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، محذرا من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا أن أي مساعدات تدخل من مصلحة الشعب الفلسطيني وتسهم في تحسن الوضع هناك.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)