المونيتور : واشنطن والإتحاد الأوروبي يحاولان التحالف مجددا مع مصر
أ ش أ
ذكر موقع “المونيتور” ، المختص في شئون الشرق الأوسط ، أن هناك الكثير من المؤشرات الدالة على أن كلا من الولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي يعملان ، حاليا ، على إعادة ضبط علاقاتهما مع مصر في محاولة لاستعادة تحالفاتهما مع القاهرة.
ولفت إلى إنه بعد مرور أشهر من التأجيل والرسائل متضاربة، قررت الولايات المتحدة أخيرا تسليم مصر 10 مروحيات مقاتلة من طراز “أباتشي” قبيل زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي المقررة إلى واشنطن.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -في شهادته أمام الكونجرس مؤخرا-أن العلاقات بين مصر وبلاده “استراتيجية”، وإن لم يكن يستطع الجزم بأن الإدارة الانتقالية تتخذ خطوات فعلية لدعم التحول الديمقراطي.
ورأى الموقع أن كيري سعى حثيثا لاصلاح العلاقات مع مصر وتقليل هوة الخلافات في وجهات النظر بين القاهرة وواشنطن متخوفا، على الأرجح ، من تحول مصر إلى روسيا والصين لتزويدها بالمعدات العسكرية حال تبنى بلاده موقفا متشددا تجاهها.
وأشار الموقع أيضا إلى قرار واشنطن ، أوائل الشهر الجاري، بإدارج جماعة أنصار بيت المقدس ، على قائمة المنظمات الإرهابية ، وهو التنظيم الذي تبنى العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الامن المصرية خلال الأشهر الماضية.
على الصعيد الأوروبي ، اعتبر الموقع دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإجراء تحقيق في أنشطة جماعة الإخوان داخل الممكلة المتحدة خطوة على طريق ضبط العلاقات الأوروبية مع مصر ، إضافة إلى دعوة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الحكومة البريطانية الراهنة للتنسيق مع كلا من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين من أجل مجابهة الجماعات الإسلامية المتطرفة حول العالم.
وأشار الموقع أيضا إلى زيارة منسقة العلاقات الخارجية بالإتحاد الاوروبي كاثرين آشتون إلى القاهرة مؤخرا ، حيث التقت الرئيس عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي ، وتوصلت إلى اتفاق حول إرسال بعثة أوروبية لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورأى ، “المونيتور” ، من جانبه، أنه قد يكون من السابق لآوانه الاحتفاء بمثل هذه “الانتصارات” ، على حد وصفه، في ظل مواصلة الاتحاد الإفريقي قراره بتجميد عضوية مصر ..متسائلا لماذا يلجأ اللاعبون الدوليون للتحالف مع مصر من جديد؟
وأضاف متسائلا:”هل هذا التحول أمر طبيعي نظرا إلى أن السياسية بطبيعة الحال “لعبة ميكافيلية” أم أن الحكومات تضطر في نهاية المطاف تفضيل مصالحها على حساب المبادىء؟ أم أن السعودية ، التي تتبنى موقفا متشددا حيال الاخوان، تمارس ضغوطا من أجل فرض هذا التحول؟ أم أن الولايات المتحدة والأوروبيين باتوا يستشعرون خطرا في الإسلام السياسي نظرا لعلاقاته مع منظمات إرهابية دولية ؟
وتابع الموقع بأن طوال السنوات السابقة ، اوحت الدراسات الصادرة عن مراكز البحث الأمريكية للصناع القرار داخل واشنطن بأن الشعبية التي تتمتع بها الحركات الإسلامية في الشرق الاوسط ستخولها ، أجلا أم لاحقا، من الوصول إلى سدة الحكم ولذا سيكون دربا من دروب الغباء أن يتجاهل الإسلاميين أو يعاديهم.
وأضاف بإنه في الأيام الأولى لثورة ال25 من يناير ، سارع المحللون لنصح الإدارة الامريكية بضرورة التحالف مع قادة مصر الجدد، في إشارة إلى جماعة الإخوان ، برغم أنها لم يكن دورا كبيرا في الثورة/حسبما قال الموقع/
ولفت إلى إنه حتى بعد سقوط نظام الإخوان في يوليو الماضي ،راهن المحللون على عدم قدرة الحكومة الإنتقالية على الحفاظ على حكومة يغيب عنا الإخوان ولكن مع مرور الوقت ، بات واضحا أن الإسلاميين ،رغم قدراتهم التي لا يمكن إنكارها ومواردهم، غير قادرين على اجتذاب الكتلة الشعبية اللازمة لتعطيل أو وقف تقدم مسيرة التحول السياسي.