اليوم ذكرى وفاته الأولى.. بالصور.. سعيد صالح “صاحب صاحبه” السينما المصرية
تحل اليوم السبت الذكرى الأولى لوفاة الفنان سعيد صالح، الذي غيبه الموت في الأول من أغسطس عام 2014 عن عمر 76 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية، نقل على أثرها لمستشفى القوات المسلحة، قبل أن تفشل جهود الأطباء في إفاقته وإنقاذه، وذلك بعد أن تعرض في عام 2005 لآلام حادة في القلب بسبب ضيق في ثلاثة شرايين.
لم يستطع الفنان سعيد صالح طوال مشواره الفني أن يبقي على اسمه من ضمن مصاف نجوم الشباك، برغم بداياته التي كانت تؤهله لذلك، وقدراته الفنية التي اتفق عليها معظم النقاد، ولكنه انشغل عن الفن بأشياء أخرى، أهمها السياسة التي كان يمارسها بشكل مستمر في المسرح، وقد اتبع صالح منهج الصدام في الانتقاد على عكس صديق عمره عادل إمام الذي كان يمارس السياسة في أعماله الفنية دون الاحتكاك برجال الدولة، في حين كان سعيد صالح كثير الصدام بالنظام في أعماله الفنية وهذا لم يقيه شر من ينتقدهم.
وقد تسبب منهج الصدام في الانتقاد الذي كان يتبعه الفنان الراحل فى مسرحياته في الزج به داخل السجن لعدة سنوات، بعد تلفيق بعض التهم له، والتي كان أولها تعاطيه المخدرات، في الوقت الذي كان هو أكثر التزامًا من غيره من النجوم، ليخرج صالح بعدها نصف نجم حتى إنه كان يوافق على أي أدوار تقدم له، حتى وإن كانت مشهدًا واحدًا لا قيمة له، مثلما فعل في فيلم “الواد محروس بتاع الوزير” الذي ظهر فيه بمشهد صامت بآخر الفيلم مع عادل إمام.
ومن أهم الأسباب التي أخرت نجومية سعيد صالح، وأدت إلى إقصائه عن مصاف نجوم الصف الأول، حسن نيته وطيبته المبالغ فيها، وحفاظه على صورة الصديق الجدع، حتى ولو كان هذا ضد مصلحته، لدرجة أنه تنازل لصديق عمره الفنان عادل إمام عن شخصية “بهجت الأباصيري” في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، ما يدل على عدم اهتمام سعيد صالح باختيار الأدوار والنظر إلى ما في صالحه، وأضاع ذلك عليه فرصًا كثيرة.
حياة سعيد صالح الأسرية لم تكن مستقرة، حيث شهدت علاقته بزوجته الأولى ونجلته العديد من الأزمات والتخبطات التي شغلت تفكيره وأبعدته عن التركيز في الفن، كما أنه قضى فترة طويلة من عمره بمفرده؛ باحثا عن الاستقرار والأسرة التي تشعره بنوع من الأمان الاجتماعي، ومع ذلك عمل في أكثر من 500 فيلم، وأكثر من 300 مسرحية.
وانشغل سعيد صالح طوال مشواره الفنى التمثيلي بحلمه بأن يكون مطربًا، برغم أنه تقدم إلى نقابة الموسيقيين، ولكن حلمي بكر رفض إجازة صوته، وأقر أن صوت سعيد صالح كان يخدم السياق الدرامي ليس إلا، مثله مثل فؤاد المهندس وشويكار وعادل إمام، ومع ذلك أصر صالح على ممارسة الغناء والتلحين، وجاءت ألحانه تعتمد في معظمها على التراث والفولكلور أي أنه كان ملحنًا سماعيًا، فلم يكتب النوتة الموسيقية أبدًا.