«الأرض» تحطم الأرقام القياسية لأعلى درجات حرارة.. و 23 تريليون دولار خسائر الاقتصاد العالمى بحلول 2050

شهد العالم خلال الأيام الماضية ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة، إذ تجاوزت درجة الحرارة العالمية متوسط 17 درجة مئوية على سطح الكوكب لأول مرة، وفقا للقياسات الأولية التى أجراها خبراء الأرصاد الجوية الأمريكيون ،وهو الرقم الأعلى على الإطلاق، ولفتت هيئة الأرصاد إلى أن أعلى درجة حرارة مسجلة لسطح الأرض هي 16.88 درجة في يوليو 2016، ليأتي هذا العام ويسجل رقما جديدا، وفقا لسكاي نيوز عربية.

ودائما ما يحدث هذا الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة مع بداية ظهور ظاهرة النينو التي تزيد من درجة الحرارة علي اليابسة وفي المحيطات، وتوقعت أن يتم كسر هذا الرقم في المستقبل، لتسجل الحرارة درجات أعلى.

وكان العلماء حذروا على مدار أشهر من أن عام 2023 قد يشهد رقما قياسيا لدرجات الحرارة بسبب التغير المناخى. وأشاروا أيضا إلى أن ظاهرة النينو التى يقصد بها التبريد الطبيعى للمحيط والتى كانت بمثابة مضاد للاحتباس، قد حل محلها الظاهرة المضادة بتدفئة مياه المحيطات والمعروفة باسم النينو. وقد شهد شمال الأطلنطى تدفئة قياسية هذا العام.
ويقول عالم المناخ بجامعة ستانفورد الأمريكية إن أرقاما قياسية مثل هذه هى مجرد دليل آخر على الاقتراح الذى أصبح مدعوما بشكل هائل بأن الاحتباس الحرارى العالمى يدفعنا إلى مستقبل أكثر سخونة.
وقال عالم المناخ بجامعة ماين شون بريكل، الذى أنشأ أداة تحليل المناخ ريناليزر، التى تستخدم بيانات الأقمار الصناعية ونماذج محاكاة الكمبيوتر لقياس حالة العالم، أن الأرقام اليومية غير رسمية لكنها تقدم لقطة مفيدة عما يحدث فى عالم تزداد درجة حرارته.
في الوقت نفسه، تواجه كندا صيفًا طويلًا وقويًا مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي ساهمت في اتساع واستمرار حرائق الغابات. وأظهرت البيانات الفيدرالية أن أكثر من ٩ ملايين هكتار من البلاد احترقت، محطمة الرقم القياسي منذ ٣٤عامًا . وحذر المسئولون الكنديون من أن البلاد تواجه تزايد موجات ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل.

وفي النمسا، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى ٣٥ مئوية، أعلنت السلطات عن خط ساخن مجاني لتلقي النصائح بشأن كيفية التعامل مع الحر.

وقامت ولاية كارينثيا جنوب البلاد بتنشيط خطة حماية من الحرارة لأكثر من ٩٠٠ دار رعاية ومستشفى ومواقع أخرى، لتحديد الأشخاص المعرضين بشكل خاص لخطر الحرارة المرتفعة.

وحثت وزارة الصحة الألمانية الأشخاص على التزام المنازل واستهلاك كميات كافية من السوائل، وتجنب الأنشطة الشاقة، خاصة أثناء النهار.

فيما كشفت تقارير دولية  أن 23 تريليون دولار خسائر الاقتصاد العالمى بحلول 2050، كما أن هناك 72 مليار دولار خسائر اقتصادية فى النصف الأول من عام 2022، وأن تكلفة تكيف الدول النامية 300 مليار دولار مع تغيرات المناخ 2030، موضحا أن 2 إلى 9 % من ناتج الدول الإفريقية تنفق لمواجهة آثار تغير المناخ، كما أن حجم الخسائر الإقتصادية الأمريكية خلال العام الماضى وصل إلى 145 مليار دولار.