
خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي بموسكو .. شكري : يؤكد لنظيره الروسى سعى مصر لإيجاد حلول دبلوماسية للصراع فى أوكرانيا
أكد وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الثلاثاء، أن مباحثاته مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، ركزت على الهدف المشترك لتطوير العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، بما يخدم مصالح الشعبين، وأثر ذلك على جهود التنمية الاقتصادية.
وأعرب سامح شكري، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب انتهاء مباحثاتهما في موسكو، عن سعادته بالمفاوضات مع نظيره الروسي التي امتدت لأكثر من ساعتين، وتناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في تزايد مستمر، وأن استمرار الاعتماد على السلع التي يتم تبادلها بين مصر وروسيا، أمر هام، وجاري الحفاظ عليه والتوسع فيه.
وأوضح أنه ناقش مع نظيره الروسي، الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد على اهتمام مصر كما يهتم المجتمع الدولي كله، بالتوصل إلى الظروف التي تسمح بانتهاء المواجهة العسكرية في أوكرانيا.
وقال شكري “في إطار المنطقة العربية، تناولنا القضية الفلسطينية والتطورات الأخيرة وأهمية وجود تهدئة وعدم التصعيد والامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تؤدي إلى تعقيد الموقف وضرورة إيجاد الإطار السياسي اللازم لإنهاء الأزمة على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة تكثيف الجهود الدولية واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته وفقا لمقررات الشرعية الدولية للتوصل إلى حل نهائي يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وقال شكري، خلال مؤتمر صحفي، إنه تم أيضا تناول الأوضاع في ليبيا والجهود التي تبذلها مصر من أجل إيجاد توافق ليبي ليبي يؤدي إلى انتهاء المرحلة الانتقالية، ويقود الى انتخابات يعبر فيها الشعب الليبي عن إرادته ويشكل حكومة تمثل مصالحه وتنهي من تواجد القوات الأجنبية والمليشيات وتعيد مقدرات الشعب الليبي إليه.
وأكد ضرورة الحفاظ على أطر الشرعية المتمثلة في المؤسسات الليبية، واتفاق الصخيرات، وما تلى ذلك من توافقات ليبية ليبية وعدم تجاوز ذلك، من خلال التعامل مع مؤسسات انتهت ولايتها ولم تضطلع بمسؤولياتها وفقا لما كان مقررا.
وشدد على أن مصر سوف تستمر في الجهود للتوصل فيما بين مجلس الدولة ومجلس النواب الليبيين للتوافق حول الإطار الدستوري، الذي يؤهل لانتهاء المرحلة الانتقالية، ويؤتي بالانتخابات التشريعية والرئاسية بالتزامن.
وأشار إلى أن مصر تبذل الجهود أيضا في إطار التنسيق بين مجموعة (5 + 5) العسكرية لتوحيد المؤسسة العسكرية، ومنع أي انزلاق نحو عودة المواجهات العسكرية.
وأكد شكري أهمية أن يتم ذلك في إطار يعتمد على التوافق الليبي الليبي وعدم تعدد وازدواجية الأطر حتى لا يتم تعقيد الموقف، منوها بأن لمصر مصلحة رئيسية بحكم العلاقة الوثيقة فيما بين الشعبين المصري والليبي والجوار المباشر والمصالح المتبادلة والحفاظ على الأمن القومي وأيضا التعامل مع قضية الإرهاب، والقضاء على هذا التحدي من خلال التعاون مع كافة الشركاء سواء الإقليميين أوالدوليين.
قال إنه تم أيضا تناول الأوضاع في سوريا، وأهمية الحفاظ على وحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لها، وعدم تواجد قوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف “سوف نستمر في التواصل مع المبعوث الأممي من أجل تحقيق التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، ونعمل من خلال شركائنا ومنهم روسيا على الوصول إلى وضع يحافظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها”.
ولفت إلى أن هناك قضايا عديدة من ضمنها القضايا الإفريقية وأهمية تدعيم علاقات التعاون فيما بين الدول الإفريقية وشركائها الدولين سواء كان روسيا أو الاتحاد الأوروبي أوالولايت المتحدة أو الصين، وكلها دوائر مصر حريصة بأن تلعب دورا يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وأيضا يصب في مصلحة الجهود التنموية .
وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يفرض تحديات عديدة، ومن الأهمية أن يكون هناك مراعاة للضغوط التي تواجه الدول النامية بصفة عامة، ومن ضمنها مصر وإيجاد الآليات الملائمة لرفع هذا العبء عن الشعوب التي تتطلع إلى مزيد من التنمية والوفاء بتطلعات شعوبها.
وقال “سوف نستمر في تواصلنا الوثيق فيما بيننا لدعم العلاقة الثنائية ونعتز بالاحتفال بـ 80 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. سوف نستمر في التنسيق الوثيق والعمل المشترك على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”.
وأكد شكري أن “فيما يتعلق بالاتصالات والتعاون القائم بين مصر وروسيا والخاصة بالقضية الفلسطينية، فإن روسيا دولة دائمة العضوية بمجلس الأمن وطرف في الرباعية الدولية، ومهتمة بالقضية الفلسطينية وداعمة للحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أنه لا غنى عن استمرار التواصل بين مصر وروسيا، وإيجاد الأطروحات التي تعزز من الالتزام بقواعد الشرعية الدولية والاعتماد على التوصل إلى حل نهائي على أساس حل الدولتين”.
وقال شكري إن مصر مستمرة في التنسيق الوثيق مع روسيا؛ من أجل الدفع قدما بجهود التسوية، وإنهاء الأزمة الراهنة، وتتطلع لهذا الجهد المشترك بالتعاون مع الشركاء الآخرين، بأن يؤتي بمسار سياسي يخرج من دائرة الصراع والتصعيد، التي لا تخدم مصالح الاستقرار، ولكن قد تؤدي إلى تنمية التوجهات المتطرفة والعمل العسكري والصراع، وهذا لا يصب في مصلحة دول المنطقة أو جهودها للارتقاء بالتعاون والعمل على الوفاء بالالتزامات الخاصة بشعوبها.
على صعيد متصل، أشار شكري إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلي مصر بالأمس، تناولت بعض المباحثات حول الأزمة الروسية الأوكرانية والتطورات المرتبطة بالصراع العسكري، لافتا إلى أنه قد أتيحت الفرصة لإعراب الوزير الأمريكي عن الرؤية الأمريكية إزاء هذه التطورات، وما هو المتوقع خلال المراحل القادمة في هذا الصدد.
وتابع “لقد أتيحت الفرصة لي أيضا خلال لقائي بوزير الخارجية سيرجي لافروف، بأن أتناول هذه القضية بالمثل وطرح الرؤية الروسية إزاء التطورات الخاصة بهذه الأزمة”.
وأشار شكري إلى أن مصر في جميع اتصالاتها المرتبطة بالأزمة الأوكرانية تزكي من أهمية التوصل إلى إطار سياسي وتوافق دبلوماسي ومفاوضات تؤتي بنتائج؛ لإنهاء الصراع العسكري والتعامل مع كافة القضايا المرتبطة بهذه الأزمة، مما يلبي المصالح لكافة الأطراف.
وأضاف “سنستمر في المتابعة الحثيثة لهذه التطورات سواء في إطار العلاقات الثنائية التي تجمعنا بأطراف الصراع والشركاء الدوليين والإطار المتعدد، وسنستمر في السعي لإيجاد الحلول الدبلوماسية لهذه الأزمة”.