موسى: السيسي لن يقول “حاضر” لإملاءات الخارج عبر الهاتف
أشاد رئيس لجنة وضع تعديلات الدستور، عمرو موسى، بالانتخابات الرئاسية ونتائجها في مصر، مؤكدا أن المرشح الفائز عبد الفتاح السيسي يدرك متغيرات القرن الحادي والعشرين ومتطلباته، وأولوياته في إدارة مصر بأسلوب يرتكز على أحكام الدستور، ومكافحة الإرهاب، وإعادة بناء الدولة المصرية، واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
وطالب موسى، في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط” اللندية، اليوم، الإدارة الأمريكية بوضع المصالح والأولويات في صدارة علاقتها بمصر، معتبرا أن من مصلحة البلدين ترسيخ علاقات قوية تقوم على المصالح والأولويات، منتقدا استمرار الإدارة الأميركية في تعليق جزء من المعونة الأمربكية لمصر.
وقال موسى “لم ننتخب ديكتاتورا، بل رئيس ملتزم بمبادئ الدستور، ويعرف أنه يواجه مشاكل عديدة، وأن عليه إخراج مصر من هذا الوضع السيئ، وما يتوقعه المصريون هو أن يشكل حكومة وحكما جيدا ويحارب الفساد والبيروقراطية”.
واستبعد موسي وجود «الإخوان» بفكرهم ومخططاتهم الحالية شريكا في العملية السياسية بمصر، مشيرا إلى أن الإخوان أنفسهم يرفضون المشاركة، وقال “الدستور الجديد فتح الباب أمام كل مواطن ليشكل أحزابا، ويخوض الانتخابات دون استثناء، وجماعة الإخوان كمواطنين مصريين إذا أرادوا الدخول في الساحة السياسية، فلهم هذه الحقوق لكن ما يروجه الإخوان من أفكار وفوضى ليس مقبولا”، مشيرا إلى قيام «الإخوان» باستثناء مصريين انتموا لعهد مبارك من تلك الحقوق في دستورهم عام 2012.
وأضاف موسى “هناك غضب كبير جدا من الإخوان داخل المجتمع المصري، لسوء حكمهم وعنف سياستهم. ولو فكروا في الاستفادة من الوضع الدستوري الجديد، المختلف عن دستورهم، لفهموا أن دستور عام 2014 لم يعزل أو يمنع أحدا، وأن الباب مفتوح للجميع للمشاركة في العملية السياسية. لكن، عليهم الاعتراف بهذا الدستور، والتوقف عن ممارسة العنف، وإعلان ذلك وأن يعلنوا هذا الكلام، ويقروا بالشرعية الجديدة”.
وأكد الأمين العام السابق للجامعة العربية أن أجندة الرئيس القادم تحتوي الكثير من المواضيع المتعلقة بتحقيق الأمن والإصلاح والبناء، وتشتمل الأولوية على أكثر من ملف في الوقت نفسه، لأن خللا كبيرا جدا وقع في مصر. ومن ثم، فإن مهمة إعادة البناء مهمة شاملة وأولوياتها متعددة، سياسية، واقتصادية، وتنموية، وعدالة اجتماعية. وهناك أولويات داخلية وأخرى إقليمية أو خارجية.
واعتبر موسى أن الرئيس وحده لا يستطيع منفردا أن يحقق ما يريد أو ما نريد، لكن مهمته تقتضي منه أن يقود ويوجه، وأن يدير مؤسسات الدولة من مختلف الزوايا، طبقا لسلطاته الدستورية، مع التركيز على الإصلاح الشامل.
وأضاف “الجماهير عبرت عن حبها للسيسي وثقتها به، ورأى المواطنون فيه أنه رجل منهم، ووقفته معهم ضد حكم الإخوان كانت حاسمة. وهو يعتزم العمل بعزمه كاملا لإعادة البناء، لأن مصر وصلت إلى مرحلة سيئة جدا في مختلف المجالات”.
وواصل “لا بد أن يتعرض الرئيس الجديد والحكم الجديد، لمواضيع الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة والطاقة والتعليم والصحة، والاهتمام بالمواطن المصري في ذاته بصفته إنسانا. أي كل شيء تقريبا. ولا أعتقد أن في ذلك استحالة أبدا. والأمر المطلوب هو حسن الإدارة، إذ لدينا متخصصون في كل المجالات، وكذلك وجود خطة سليمة وعزيمة وإرادة قوية، وهي موجودة أيضا. وبذلك، يمكن تحقيق نتائج على أرض الواقع، وإلا فسيكون رد الفعل صعبا”.
وقال موسى “يجب أن نثق بالشعب الجديد الذي يغضب ويثور ويرفض. ورأينا نموذج الإخوان عندما ركزوا في أساس أولوياتهم، على تمكينهم من الحكم على حساب مواضيع ذات أولوية لدى الناس، مثل منع الفقر ومحاربته. وعندما غضب الناس أسقطوا حكم الإخوان ودستورهم. الناس لم يعودوا يطيقون سوء إدارة الحكم، وتجاهل مصالحهم واحتياجاتهم، وكذلك لا يحتملون الإهانة والاستهزاء بهم”.
وحول الدول التي أخذت موقفا سلبيا مما جرى في مصر، قال موسى “السيسي يفهم تماما حقيقة الوضع الداخلي والإقليمي والدولي، وأن ثمة إمكانية لفتح صفحة جديدة وتحقيق متطلبات القرن الحادي والعشرين، لكنه لن يسمح بسياسة تحقيق مطالب للخارج بإملاءات عبر الهاتف. لا أرى أن شخصية السيسي من النوع الذي سيقول «حاضر» لأحد”.
ودعا موسى قطر وتركيا إلى فتح صفحة جديدة في العلاقة مع مصر، مضيفا “هناك جمهورية جديدة في مصر، وعملية بناء شاقة لكنها ضخمة، فلن يكون للصفحة القديمة مكان”.