“البيئة”: التغير المناخي يحتاج لتصدر أجندات الدول في ظل جائحة كورونا
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة, أنه من الهام جدا خلال الفترة الحالية أن تكون قضية تغير المناخ في قمة أولويات أجندة الدول خاصة في ظل جائحة (كورونا) حيث أن التعاون والتضامن يقع على عاتق كل دول العالم, وهو الأمر الملح الآن أكثر من ذي قبل, مشددة على وجوب إعادة التفكير مرة أخرى حول الالتزامات تجاه الدول النامية ومسئوليات الدول المتقدمة وكيفية الوفاء بها, وماهية وسائل التنفيذ وسبل العمل على تمويل المناخ ونقل التكنولوجيا فيما يخص تنمية القدرات خاصة أن تنمية القدرات والتمويل من أهم العناصر في الفترة الحالية لأن هناك الكثير من المجتمعات المعرضة لمخاطر تغير المناخ.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة في الحدث رفيع المستوى حول العمل المناخي في جولته الرابعة (Ministerial Climate Action-MoCA 4th session).
يأتي ذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة في مجال البيئة وخاصة موضوعات تغير المناخ والذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك برعاية الاتحاد الأوروبي وكندا والصين .
وقد شارك كذلك كل من، هوانج رونكيو وزير الايكولوجيا والبيئة الصيني، وجونوسون ويلكينسون وزير البيئة الكندي ، واكفرنس بيميرمانز نائب رئيس الوزراء التنفيذي لمفوضية الاتحاد الأوروبي .
وقد أدار الاجتماع هارت سيلوان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون فريق العمل المناخي، هذا بالإضافة إلى باتريشيا اسبينوزا السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغييرات المناخية، كما شارك لفيف من وزراء البيئة لعدد كبير من دول العالم منها شون جانبي وزير البيئة البرازيلي وشون جاكيت وزير البيئة الكوري والعديد من الوزراء بمختلف الدول من ال G20، وقد جرت المناقشات حول كيفية تعافي دول العالم في مرحلة ما بعد جائحة كورونا فيما يطلق عليه خطط التعافي الخضراء بما لا يكون له أثر سلبي على البيئة وعلى رأس الأولويات تغير المناخ.
وأضافت، أنه يجب على المجتمعات أن تكون أكثر مرونة في مواجهة تأثير تغير المناخ وأكثر مرونة لإعادة البناء بشكل أفضل وكذلك العمل على بناء اقتصاد أخضر مستدام أكثر أمانا”، وأضافت: في الوقت الحالي علينا التفكير في الحلول المبنية على الطبيعة وعلى رأسها التنوع البيولوجي وحمايته وذلك لارتباطه وتأثره بتغير المناخ وهذا الأمر لم يعد رفاهية وأننا نحتاج للعمل الجاد لضمان وقف تشتيت النظام البيئي والعمل على بناء اقتصاد وبناء مجتمعات أفضل.
كما أكدت أن مصر في ظل أزمة كوفيد ١٩ قد ضمنت في برنامجها الاقتصادي خططا للتعافي الأخضر، والذي يظهر من خلال تعاون كل من وزارات البيئة والتخطيط والمالية لإدراج السندات الخضراء ضمن آليات التعافي الاقتصادية، وبدء إدماج المعايير البيئية فى الخطط الاستثمارية للوزارات لضمان استدامة موارد الدولة، كما يجب التوجه نحو القطاعات غير التقليدية في المجتمع لمساعدتهم على الممارسات المستدامة للعمل المناخي التي يجب القيام بها لتغير المجتمع وجعله أكثر مرونة.
وأوضح جونوسون ويلكينسون وزير البيئة الكندي في كلمته أن اجتماع اليوم MoCA يساعد على العمل سويا” فيما يخص التغير المناخي، حيث ساعدنا في السنتين الماضيتين على التوصل إلى تعاون ناجح حول اتفاق باريس، واليوم سيكون له دور” كبير” أيضا” حيث إننا نتعامل مع جائحة كوفيد ١٩ التي لا يمكن أن ننكر خطرها على التغير المناخي وخاصة على الدول النامية.
وأضاف جونوسون أن لدينا تكهنات من خلال مراقبتنا للشهور الماضية تبين أن الطاقة العالمية ستصل لأدنى معدلاتها منذ عام ٢٠١٠، ومع ذلك لا يمكن أن نعتمد على غلق اقتصادنا وإبقاء مواطنينا بالمنزل كحل مناسب للتغير المناخي العالمي.
كما أكد أن العالم لديه فرصة الآن لبناء مستقبل يتناسب مع اتفاق باريس حيث بدأت كندا تطبيق خطتها للتغير المناخي ٢٠٣٠ موضحا ما قامت به كندا في شهر إبريل الماضى من تنفيذ خطتها بالتوجه لاستخدام اقتصاديات منخفضة الكربون والمرونة تجاه المناخ.
تابع : كما أنها تعمل على توفير المعلومات الكافية حول هذا الموضوع لCop26 وزيادة التزاماتها بتطبيق أهداف ٢٠٣٠ والوصول إلى صفر من استهلاك الكربون بحلول عام ٢٠٥٠.
وأشار إلى أن القيادة الوزارية والشراكة الدولية ضرورية لدفع العمل نحو تحقيق أهدافنا المشتركة وإرسال إشارة سياسية واضحة بان التعافي من كوفيد ١٩ يسير جنبا” إلى جنب مع التوجه للاقتصاديات منخفضة الكربون ومع المرونة تجاه المناخ لبناء خطة طموحة تعكس حياة صحية اقتصادية أفضل، وان بناء مساحات خضراء أكثر يساعد على التعافي بشكل اسرع وإشراك القطاع الخاص والتعاون معه للنهوض بالمجتمع والحصول على حياة أفضل ، مؤكدا أن كندا تعمل على الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول النامية لمساعدتها في تطبيق خطة التعافي الخضراء حتى يسود الرخاء على الجميع.