#
ننشر وبالفيديو.. نص وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا

ننشر وبالفيديو.. نص وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا

وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، في العاصمة السودانية الخرطوم.

وكانت قد عقدت منذ قليل بالخرطوم القمة الثلاثية التى تضم الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس السودانى عمر حسن البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلا ميريام ديسالين، والتى تناقش وثيقة إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة.

وجاء في نص الوثيقة ” إن المقارنة الدقيقة بين وضع مصر قبل التوقيع على إعلان المبادئ وبعده، تشير إلى أن إعلان المبادئ قد جاء في توقيت هام لإزالة حالة القلق والتوتر التي خيمت على العلاقات المصرية الإثيوبية نتيجة الخلافات حول موضوع سد النهضة، وذلك من خلال توفير أرضية صلبة لالتزامات، وتعهدات تضمن التوصل إلى اتفاق كامل بين مصر وإثيوبيا والسودان حول أسلوب، وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوى بعد انتهاء الدراسات المشتركة الجارى إعدادها”.

كما أكدت أن الاتفاق يتضمن عشرة مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولى الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية.

يذكر أن الاتفاق قد تناول تلك المبادئ من منظور علاقتها بسد النهضة وتأثيراته المحتملة على دولتى المصب، وليس من منظور تنظيم استخدامات مياه النيل التي تتناولها اتفاقيات دولية أخرى قائمة، حيث لم يتعرض الاتفاق من قريب أو بعيد لتلك الاتفاقيات أو لاستخدامات مياه نهر النيل، حيث أنه يقتصر فقط على قواعد ملء وتشغيل السد.

وتشمل تلك المبادئ، التعاون والتنمية والتكامل الاقتصادى، والتعهد بعدم إحداث ضرر ذى شأن لأى دولة، بالإضافة إلى الاستخدام المنصف والعادل للمياه، والتعاون في عملية الملء الأول لخزان السد وتشغيله السنوى، فضلا عن مبدأ بناء الثقة وتبادل المعلومات والبيانات وأمان السد، واحترام السيادة ووحدة أراضى الدولة، وأخيرًا مبدأ الحل السلمى للنزاعات.

وتتمثل الإيجابية الرئيسية التي يمنحها اتفاق المبادئ، في أنه نجح في سد الثغرات التي كانت قائمة في المسار الفنى، وأهمها التأكيد على احترام إثيوبيا لنتائج الدراسات المزمع إتمامها، وتعهد الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوى في ضوء نتائج الدراسات، فضلًا عن إنشاء آلية تنسيقية دائمة بين الدول الثلاث للتعاون في عملية تشغيل السدود بشكل يضمن عدم الإضرار بمصالح دول المصب.

كما يؤسس الاتفاق، ولأول مرة لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق فيما يتعلق بتشغيل السدود في الدول الثلاث، وهى خطوة في غاية الأهمية، وكان هناك احتياج لها على مدى السنوات الماضية، وخلال السنوات القادمة نتيجة الخطط المستقبلية لإقامة السدود في كل من إثيوبيا والسودان.

ويتضمن الاتفاق للمرة الأولى آلية لتسوية النزاعات بين مصر وإثيوبيا من ضمنها التشاور والتفاوض والوساطة والتوفيق، وكلها أدوات نص عليها القانون الدولى لتسوية أي خلافات قد تطرأ حول تفسير أو تطبيق بعض نصوص الاتفاق، ويعكس القبول الإثيوبى لهذا المبدأ قدرًا كبيرا من الثقة والشفافية في العلاقة مع مصر لم تكن موجودة من قبل ونجاحًا حققته مصر في التقارب الحقيقى والعملى مع إثيوبيا.

وتأثر مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، باتفاق إعلان المبادئ، حيث إنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر فإن هناك توجهًا استراتيجيًا مصريًا جديدًا تجاه القارة الأفريقية ولا سيما دول حوض النيل، وفى مقدمتها إثيوبيا، ومن هنا، فإن أي تحليل دقيق لتلك الخطوة لا بد أن يرى فيها عنصر الإيجابية الرئيسى المتمثل في ترسيخ قاعدة بناء الثقة بين البلدين على أسس صلبة وقوية، وهو ما أكد عليه الرئيس في كثير من تصريحاته ولقاءاته مع المسئولين الإثيوبيين مؤخرًا، حينما أشار إلى أهمية أن نترك للأجيال القادمة أرضًا صلبة من ميراث التعاون، وبناء الثقة وتحقيق المنافع المشتركة، وألا يرثوا بذور القلق والشك من الأجيال السابقة.

وأثبتت تجارب التعاون بين الدول المشتركة في أحواض الأنهار الدولية على مستوى العالم، أن الأسلوب الوحيد لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بمصلحة أي طرف هو الحوار والبناء التدريجى للثقة، والتفهم لاحتياجات دول المنبع ودول المصب، وترجمة كل ذلك في وثائق قانونية ملزمة لا تترك مجالًا للتأويل أو التنصل مما فيها من حقوق والتزامات.

كما أن الجهد الواضح والكبير الذي قامت به الدولة المصرية ممثلة في اللجنة العليا لمياه النيل في إعداد تلك الوثيقة والتفاوض عليها بتوجيه من الرئيس، يعكس أسلوبًا جديدًا تتعامل به الحكومة المصرية وأجهزتها المعنية مع القضايا ذات الأهمية الخاصة للأمن القومى، ورؤية شاملة تقوم على الاستفادة من عناصر القوة المصرية وتوزيع الأدوار والتنسيق والقيادة الحكيمة التي تنظر إلى الأمور بنظرة شاملة ومستقبلية.

ويعتبر إعلان المبادئ وثيقة توافقية تمثل حلًا وسطًا بين مواقف الأطراف الموقعة عليها، وليست بالضرورة تُحقق الأهداف الكاملة لأى طرف، إلا أنها قد حققت مكاسب ما لكل طرف تجعله في وضع أفضل مما كان عليه قبل التوقيع على الوثيقة.

ولا شك، أن المكسب الرئيسى الذي تحقق، يتمثل في نجاح دول حوض النيل الشرقى الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في وضع اللبنة الأولى لتعاون أكثر مؤسسية واستدامة يتعلق بمياه النيل الشرقى ومن المنطق أن يتبع تلك الخطوة انضمام الدولة الرابعة العضو في هذا الإطار وهى دولة جنوب السودان.

2015-03-23