الحوثيون ينتقدون مناقشات مجلس الأمن حول الأزمة اليمنية
انتقدت جماعة أنصار الله الحوثيين بشدة المناقشات في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة في اليمن.. وقال محمد عبدالسلام المتحدث الرسمي للجماعة أن المفاوضات التي تجري في صنعاء تحت رعاية جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تتم بشكل جيد وقد تم التوافق على المرحلة المقبلة ان يكون هناك مجلس وطني وفترة انتقالية ومجلس رئاسي ورئيس لهذا المجلس والتفاوض ما زال جاريا حتى اللحظة.
ورفض توصيف جمال بن عمر للإعلان الدستوري لجماعته بأنه أحادي الجانب.. وقال أن هذا توصيفا غير صحيح ولا يمكن أن نقبل حتى بهذا التوصيف لأن الأغلبية من أبناء الشعب تحركت على أن تسد هذا الفراغ الدستوري والمؤتمر الوطني الموسع لأنصار الله والذي فوض اللجان الثورية في سد الفراغ الذي شاركت فيه من كل مناطق اليمن فما يعلنه توصيف غير دقيق.
وأضاف عبد السلام – في تصريح لقناة “المسيرة” التابعة للجماعة والتي تبث من بيروت – أن توصيف مجلس الأمن الدولي للوضع القائم في محافظة مأرب بأن هناك قبائل في مأرب غير مقبول ويتنافى مع الواقع الذي يقول بأن الصراع ليس مع قبائل وإنما هو صراع مع تنظيم القاعدة الموجود في الصحراء والموجود في جنوب البلد والتوصيف الذي يحصل إنما هو من قبيل دعم تنظيم القاعدة.
وهاجم المتحدث باسم الحوثيين كلمة مندوبة دولة قطر في مناقشات مجلس الأمن وأكد أن الشعب اليمني لا يحتاج أن تنصحه دولة لا تمارس هذا الحق من الحريات بداخلها وقامت باعتقال شاعر وحكمت عليه بالاعدام لأنه انتقد السلطات العليا.. وتساءل ماذا عملوا لليمن على مدى السنوات الماضية وهم لم يقدموا لهذا الشعب أي خير يذكر.
وتطرق محمد عبدالسلام إلى مغادرة السفارات الغربية صنعاء وقال أنه قرار سياسي.. وأوضح أن السفارة الأمريكية حسب الوسيط العماني الذي تواصل مع الجماعة أعلنت أنهم يرغبون بإخلاء رعاياهم ومن كان لديهم ونحن وافقنا على هذا وحينما سألنا عن الأسباب قالوا أن هناك تخوفات أمنية ولم يعد هناك عمل بإمكانهم أن يقوموا به فقامت اللجان الثورية بالتنسيق لخروجهم – وفي الآخر هذا القرار يخصهم – وكان عدد الذين خرجوا 128 شخصا معظمهم من جنود مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” وقاموا بإتلاف ممتلكاتهم وأموالهم والأسلحة والوثائق التي كانت بحوزتهم مما يؤكد أن السفارة كانت وكرا للمخابرات على حد قوله.
وتواجه جماعة أنصار الله مشاكل كثيرة بسبب الإعلان الدستوري الأحادي الذي أصدرته يوم الجمعة الماضي ورفضته كل القوى السياسية اليمنية فيما عدا حزبان مواليان لها وتحاول أن تدافع عن الإعلان بالقول أنه جاء وفق ما تم الاتفاق عليه خلال المفاوضات التي تجري بين القوى السياسية اليمنية وهي لم تتوصل إلى اتفاق حتى الآن .. وقد أوضح جمال بن عمر في افادته لمجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في اليمن أنه كان سيتم التوصل إلى اتفاق قبل الإعلان الدستوري.. وعلى الرغم من أن المفاوضات مازالت جارية فان الحوثيين يواصلون تنفيذ بنود الإعلان الدستوري على أرض الواقع.. ومن المتوقع أن يعلنوا وسط الأسبوع القادم أسماء أعضاء المجلس الوطني المقرر أن يكون بمثابة البرلمان في المرحلة الانتقالية التي تستمر أسبوعين.. كما أن هذا المجلس هو الذي سيعين المجلس الرئاسي والحكومة ولا يعرف أحد ما أهمية هذه المفاوضات وإلى أين تسير في ظل فرض واقع جديد على الحياة السياسية ورفض التنازل عن الإعلان الدستوري من قبل الحوثيين.
كما تواجه الجماعة مشكلة كبيرة في محافظة مأرب التي ترفض دخول عناصره اليها وقامت بحشد القبائل ومنها موالون لحزب الإصلاح “الإخوان المسلمون” والمدعومين من تنظيم القاعدة الذي يحارب الحوثيين… ويخشى الحوثيون حدوث مواجهة في مأرب ويحاولون ضم الجيش إلى صفوفهم في هذه الحرب الوشيكة ولكنه يرفض فيما دخلت الجماعة بمساعدة لواء من الجيش إلى محافظة البيضاء المجاورة لمأرب ولكن عناصر القاعدة لاحقتهم بهجمات بعد أقل من يوم من دخولهم… وتبقى الأوضاع متوترة في وسط اليمن بالإضافة إلى الجنوب الذي يشهد توترات سياسية وعسكرية وأمنية بالإضافة إلى المطالبة بالانفصال عن اليمن.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )