#
القوى السياسية اليمنية تفشل في التوصل لحل للازمة السياسية

القوى السياسية اليمنية تفشل في التوصل لحل للازمة السياسية

أنتهى في وقت مبكر من صباح اليوم ” الجمعة” آخر اجتماع للقوى السياسية اليمنية في اطار المفاوضات التى تجرى برعاية جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة لليمن في محاولة للتوصل الى حل للازمة السياسية في البلاد الناجمة عن استقالة الرئيس اليمنى ورئيس الوزراء وفراغ السلطة التنفيذية بدون التوصل الى اتفاق بعد أن كانت جميع الاطراف قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على الاتفاق أمس بتشكيل مجلس رئاسى لمدة عام لحين اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية .

وجرت هذه المفاوضات المستمرة منذ نحو أسبوعين تحت ظلال تهديدات أنصار الله الحوثيين بفرض حل على القوى السياسية من جانب واحد مؤكدة أن الشعب الذى مل من تصرفات القوى السياسية القديمة يقف الى جانبها وهو يؤيد الثورة ومنح المتفاوضين مهلة لمدة 3 أيام للتوصل الى حل وجددها بمهلة مماثلة أنتهت أيضا وأستمرت المفاوضات وازدادت الآمال لدى كل الاطراف بالتوقيع عليه أمس الا أن حزب التجمع للاصلاح  الاخوان المسلمين فجر مفاجأة بعد أن كان قد طلب تأجيل الاجتماعات يومى الثلاثاء والاربعاء للتواصل مع قيادات الحزب واطراف تكتل اللقاء المشترك للتوصل الى حل متوافق عليه

وثارت ثائرة أنصار الله ازاء تصرف الاصلاحيين وصعدت الجماعة من تهديداتها وذكرت فى موقعها الاخبارى الرسمى أن أغلب المكونات السياسية كانت على وشك اعلان اتفاق نهائي لايجاد مخرج للأزمة وبعد حوارات ونقاشات مكثفة اتفق اغلب ممثلى المكونات على اهم نقطة وهي الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي إلا إن حزب الاصلاح حال دون حدوث ذلك اذ تعلل ممثلوه بأنهم مضطرين للعودة الى قيادتهم لأخذ الموافقة النهائية.

وأتهمت الجماعة حزب الإصلاح بالتعنت وافشال التوافقات التي جرت في اللحظات الأخيرة وإصراره على المضي بالبلد الى الفوضى التي ربما يريدها الحزب وقيادته لليمن

وأعلنت في تصريحات لمصدر مسئول أن تصرف الاصلاح أغضب معظم القوى السياسية خصوصا وأنها كانت على وشك اعلان الاتفاق .

وأوضح المصدر أن القوى السياسية اليمنية صار لديها قناعه بأنه لا يمكن التوصل الى حل مادام الاصلاح يمارس الانتهازية السياسية ويعتمد في قراراته على أوامر تأتي من الخارج تخالف ما يعتبر بالفعل في مصلحة اليمنيين وأن تلك القوى قررت المضي في العملية السياسية حتى بدون حزب الاصلاح .

وأتهم المصدر السعودية وابن عمر بالمساهمة في خلط الاوراق وافشال اعلان الاتفاق بشكل نهائي من خلال تقديمهما مبادرة تنص على أن يتكون المجلس من رئيس و3 نواب من مناطق الشمال والجنوب والوسط في عملية مقصودة وواضحة لإعادة انتاج سيناريو التقسيم
والتمزيق ولو بشكل جديد .

وقد أصدرت الجماعة أمس بيانا على موقعها الرسمى يؤكد أنه سيتم خلال الساعات القادمة اصدار اعلان دستورى يحدد شكل الدولة اليمنية من قبل اللجان الثورية ويبدو أن هذا لم يؤثر في قرار الاصلاح بالانسحاب مع شريكه في التكتل وهو الحزب الاشتراكى من اجتماع الامس حتى بعد الانباء التى ترددت أن جمال بن عمر حاول اثناء الحزبين على الانسحاب .. وزاد أنصار الله من التسريبات الاعلامية غير المؤكدة من أنه من المتوقع اعلان بيان هام للشعب اليمنى خلال الساعات القليلة القادمة يتضمن اجراءات جذرية ومهمة لنقل السلطة.

والسؤال الآن هل سيقوم أنصار الله بتنفيذ تهديداتهم والمضى في فرض تسوية بالقوة على القوى السياسية بالرغم من المحاذير الداخلية والخارجية أم أنهم يعتمدون على أن هناك أطرافا قوية بجانبه خاصة حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح أم أن المؤتمر سيرفض المشاركة في الترتيبات التى تعدها الجماعة حفاظا على التوافق الذى يسعى اليه الجميع لتجاوز هذه المرحلة المعقدة .

وعلق على البخيتى العضو السابق في المجلس السياسى لانصار الله على الاعلان الدستورى المرتقب فأكد أنه سيكون بمثابة انقلاب على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطنى ولن يعترف به أحد بشرعيته سوى أنصار الله وحلفائهم سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى وسيعتبر العالم أن ما جرى هو انقلاب مما يدخل اليمن في وضع جديد ومختلف تماما

مشيرا الى أن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بشأن اليمن كانت على وشك اصدار بيان تعلن فيه أن ما حصل انقلاب إذا ما أعلنت اللجنة الثورية عن الإعلان الدستوري الأحادي.

ويبدو أن الاصلاحيين يدركون تماما قوة الضغوط على أنصار الله وأنه من المستبعد تنفيذ تهديداتهم ولذلك فهم يرفعون سقف مطالبهم للحصول على مكان جيد في الترتيبات التى ستتم للمرحلة القادمة

كما أنه على صواب في مطالبهم اذ أن الحوثيين لم ينفذوا ما جاء في اتفاقية السلم والشراكة خاصة ما يتضمن نزع اسلحة اى قوة غير نظامية والانسحاب من صنعاء وكافة المدن واصرارهم على تنفيذ أى بند يكون في صالحهم ويريدون أن يتضمن الاتفاق آلية ملزمة لكل الاطراف لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه وهو ما يخشاه الحوثيون من ان يتم فرض شروط عليهم .

وقد أشترط حزب الاصلاح في تصريحات لمصدر مسئول بالحزب في رؤيته المقدمة إلى جمال بن عمر الذي يرعى الحوار بين القوى السياسية والحوثيين تأمين العاصمة صنعاء قبل موافقته على المجلس الرئاسي .

وأوضح المصدر في تصريح نقله الموقع الرسمى للحزب صباح اليوم أن ممثليه في جلسات الحوار قدموا هذه الرؤية والتي منها البدء بتأمين العاصمة حتى تكون آمنة لكل اليمنيين ومهيأة للعمل السياسي ومؤهلة لنقاش مستقبل الوطن بعيدا عن إرهاب المليشيا وتحكم الفوضى.

وأكد ضرورة انسحاب كل المجموعات المسلحة غير الرسمية وتشكيل قوة لحماية وتأمين العاصمة مكونة من 22 كتيبة بعدد محافظات اليمن وعلى أساس وطني من أفراد الجيش الرسمي الوطني.

وهذا الموقف متوافق الى حد بعيد مع الحزب الاشتراكى الذى يريد أن يكون المجلس الرئاسى انتقاليا لترتيب العملية السياسية القائمة حاليا ويقوم بمهام محددة هى استكمال تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية بمرجعيتي مخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤسساته التي انبثقت منه واتفاق السلم والشراكة وأن تكون تركيبته بالتوافق ومعبرة عن الوحدة اليمنية وأن يعكس تكوينه العددي المناصفة بين الشمال والجنوب وأن يسبق تشكيله اتخاذ اجراءات تهيئة المناخات والأجواء الآمنة والمطمئنة للفرقاء السياسيين منها الانسحاب من دار الرئاسة ومحيط منزل رئيس الجمهورية والمواقع المحيطة بهما وكذلك المؤسسات الحكومية ورفع الحصار عن الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء واطلاق حريتهم والعودة إلى ما كان الوضع عليه في أمانة العاصمة وبقية المحافظات قبل توقيع اتفاق السلم والشراكة وأن توجد رقابة شعبية لضمان عدم انحراف السلطة عند القيام بمسئولياتها.

وازاء هذه التطورات ليس أمام اليمنيين سوى انتظار ما سيتفق عليه الفرقاء السياسيين الذين أتفقوا على عقد اجتماع غدا / السبت / فهل ستكون ساعة الصفر قد حانت لانصار الله ام سيتريثون فى تنفيذ تهديداتهم.

المصدر: أ ش أ

2015-02-06