بالفيديو : فى كلمته فى الذكرى الـ 45 لنصر أكتوبر .. السيسى : نصر أكتوبر كان نتيجة لتلاحم الشعب مع الجيش
كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الـ 45 لانتصارات أكتوبر
كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الـ 45 لانتصارات أكتوبر
Gepostet von راديو مصر نيوز am Samstag, 6. Oktober 2018
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن نصر أكتوبر المجيد جاء نتيجة وقوف الشعب المصرى العظيم بجوار جيشه الباسل حتى استطاع أن يتجاوز الفترة الصعبة التى تلت حرب 5 يونيو عام 1967 فى وقت قليل.
وأضاف السيسى – خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ 45 لنصر أكتوبر المجيد – إن القوات المسلحة بذلت خلال الحرب جهدًا يفوق الخيال، كما أثبت الجيش مقدرة لم يتوقعها الجميع، ويدرسها العالم فى جامعاته حتى الآن.
وقال الرئيس السيسى إن مصر فى معركة العزة والكرامة أكتوبر 1973، فرضت على الجميع احترام إرادتها وأثبتت أن التراب الوطنى واجب مقدس.
وأضاف الرئيس السيسى أن حرب أكتوبر لم تكن من أجل استرداد الأرض فقط، ولكن السلام كان نصب أعيننا، فكانت الحرب من أجل السلام.
وأشار الرئيس إلى أن الشعب المصرى أكد للعالم أن مصر عصيَّة على الانكسار، وأنها تستطيع تجاوز أية صعوبات مهما كانت جسامة التحديات، لافتًا إلى دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى لم يستسلم وأعاد بناء القوات المسلحة وقاد حرب الاستنزاف التى كبدت الأعداء خسائر جسيمة.
وشدد الرئيس السيسى على الدور الذى قدمه الزعيم الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والذى أكمل مسيرة الرئيس عبد الناصر وخطط لحرب أكتوبر المجيدة حتى استعادت مصر أرض الفيروز الغالية، مؤكدًا أن رجال القوات المسلحة عازمون على اقتلاع جذور الإرهاب من أرض سيناء الحبيبة مهما كانت المخاطر والتحديات.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته التحية للوحدات العربية المقاتلة التي شاركت مع القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدا أنهم أشقاء أعزاء ورفاق سلاح.
كما توجه الرئيس السيسي بالتحية عرفانا وامتنانا وتقديرا لأرواح شهداء مصر، شهداء جيشها العظيم الذي روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس فأثمر لنا سلاما وأملا في الحياة لملايين المصريين .
كذلك توجه الرئيس السيسى بالتحية لأبناء وأسر الشهداء، شهداء مصر في كل العصور وفي الحرب على الإرهاب التي لا تقل خطرا، مؤكدا لأسرهم أن مصر تتذكر بكل خير بطولات أبنائهم ولا تنسى تضحياتهم، مشددا على أن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بالعهد، عهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا بالحياة الكريمة الآمنة.
وفيما يلى نص كلمة السيسى فى الذكرى الـ 45 لانتصار اكتوبر :
شعب مصر أيها الشعب الآبي الكريم ..
تمر في تاريخ الشعوب والأوطان أيام ليست كغيرها من الأيام يحيط بها المجد وتحمل للأمة رسالة متجددة بالأمل والثقة، ولا شك أن يوم السادس من أكتوبر واحد من تلك الأيام التي بذلت فيها أمتنا المصرية والعربية جهدا يفوق الطاقة، وأثبت فيها جيشنا الوطني مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، وقدم فيها شعبنا القوي الصامد عطاء يفوق كل تصور، فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصرا خالدا تتداول سيرته الشعوب ويجتهد في تفسيره خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية.
في مثل هذه الأيام من عام 1973 انتفض الشعب المصري كله وراء قواته المسلحة القادرة ليعلن للعالم أن مصر عصية على الانكسار وأنها بفضل الله وبعقول وسواعد أبنائها استطاعت تجاوز الفترة الصعبة التي تلت عام 1967 فأعادت بناء قواتها المسلحة وفرضت حرب استنزاف طويلة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثبتت أن الوطن لا زال ينبض بالإرادة والعزيمة .
وجاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الزعيم الراحل محمد أنور السادات وقيادته لتعلن أن مصر قادرة على إعادة صياغة أي وضع لا ترضى عنه أو تقبله وتفرض على الجميع احترام إرادتها، وتثبت أن الحفاظ على الأرض وحماية الحدود والتراب الوطني هو واجب مقدس تستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه مهما كانت التضحيات من أرواح ودماء أبناء قواتها المسلحة الذين قدموا بطولات يعجز التاريخ عن حصرها، ويقف الجميع أمامها وقفة احترام وتقدير .
شعب مصر الكريم ..إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا، وإنما كان السلام أيضا نصب أعيننا، فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن تعرف معنى السلام وتسعى إليه وتدرك جيدا أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوي ولا تخشى في الحق لومة لائم أو مزايدة مزايد وهو ما أدركه شعب مصر العظيم ونفذته قيادته التاريخية متمثلة في الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام الذي نتوجه اليوم بتحية إلى روحه وإلى أرواح شهداء مصر الأبطال.
إن مصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحديا لا يقل عن تحدي القتال..وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر، تستطيع التنفيذ وأن إرادتها في السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية .
وأثبتت العقود الأربعة الأخيرة مقدرة هذا الشعب وهذه الأمة وعمق رسوخها في جذور التاريخ وصلابتها أمام المحن والشدائد، فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر حربا وسلاما، واستطاعت فرض واقع استراتيجي مختلف وصياغة معادلات الإقليم على أساس التوجه نحو السلام وليس الحرب والخراب والدمار .
شعب مصر العظيم..إن تحديات الحياة لا تنتهي وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها .. وها نحن في مصر واجهنا تحديا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية، تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر، فالنظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية توضح لنا أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة، وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنة في تربة بلدنا العظيم.
وإننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1976 حتى 1973 ، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فلم تضعف التحديات الصعبة عزيمتنا ، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره ..
كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضا هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم .. ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل ، من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا ، ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد.
شعب مصر الأبي الكريم .. في ختام كلمتي إليكم في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا أتوجه بالتحية مجددا عرفانا وامتنانا وتقديرا لأرواح أبطال مصر شهداء جيشها العظيم ، الذي روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس ، فأثمر لنا سلاما وأملا في الحياة لملايين المصريين .
وتحية للوحدات العربية المقاتلة التي شاركتنا في حرب أكتوبر أشقاء أعزاء ورفاق سلاح ، وتحية من القلب لأبناء وأسر الشهداء ،
شهداء مصر في كل العصور وفي الحرب على الإرهاب التي لا تقل خطرا..نقول لأسرهم إن مصر تتذكر بكل الخير بطولات أبنائهم ولا تنسى تضحياتهم وأن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بالعهد ، عهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا بالحياة الكريمة الآمنة بمشيئة الله وتوفيقه.
حفظ الله مصر وشعبها، تحيا مصر ،، تحيا مصر ، تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .