بوتين: بناء جسر الطاقة بين روسيا وإيران وأذربيجان يعزز أمن الطاقة في المنطقة بأكملها
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الاجتماعات الدورية بين الدول المطلة على بحر قزوين، بهذا الشكل مطلوبة كثيرًا، موضحًا أنها تمكن من تنسيق المواقف بشأن أكثر القضايا حدة على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وإجراء بحث بنّاء عن حلول للمشاكل المشتركة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني.
وأضاف بوتين خلال افتتاح الدورة الخامسة لقمة دول بحر قزوين المنعقدة حاليًا في مدينة أكتاو الكازاخية، أن “ضمان الاستقرار والأمن الإقليميين هو أحد مهامنا الرئيسية، ومن الضروري تعزيز التنسيق بين نشاط وكالات الاستخبارات ووكالات تطبيق القانون لدينا، وإقامة تبادل مكثف للبيانات حول نشاط المنظمات الإرهابية الدولية والمتطرفة، ومكافحة تهريب المخدرات والجريمة، ووقف محاولات عبور المتشددين عبر بلادنا”.
وأكد بوتين ضرورة مواصلة الحوار بشأن مشاكل بحر قزوين، وأيضا إعطاء أولوية خاصة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المفيد للطرفين، مشيرا إلى ارتفاع التجارة الروسية الإيرانية بنسبة 70%، وخلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، ازدادت تجارة روسيا مع أذربيجان بنسبة 62٪ كما تتميز التجارة الأذربيجانية الإيرانية باتجاهات إيجابية مستقرة.
وطالب بوتين بتبسيط الإجراءات الجمركية وإزالة الحواجز القائمة أمام حرية حركة السلع والخدمات، وذلك من أجل زيادة تحفيز الصادرات والواردات الثلاثية، مشيرا إلى ضرورة زيادة حصة العملات الوطنية في التسويات المالية المتبادلة، وتعزيز العلاقات بين المؤسسات المالية والمصرفية، وإشراك مجتمعات الأعمال في البلدان الثلاثة بشكل أكثر فعالية في هذه العمليات.
وأوضح بوتين قائلا إن “توافر البنية التحتية للنقل فرص جيدة لتطوير التعاون” وتابع: “إنني أشير في المقام الأول إلى مبادرة بناء القسم الغربي من الممر الدولي بين الشمال والجنوب وهو بالفعل أحد أقصر طرق العبور التي يمكن أن تكون تنافسية من جنوب آسيا إلى أوروبا”.
واستطرد قائلا: “إننا نؤيد خطط إيران للبدء في بناء القسم الأخير من مسار غرب بحر قزوين -خط سكة حديد راشت- أستارا، كما إن تنفيذ هذا المشروع سيجعل من الممكن تنظيم عبور أكثر فعالية وتقليل تكاليف التسليم”.
وقال الرئيس الروسي: “نرى احتمالات جيدة لتعميق التعاون في مجال الطاقة، حيث أن روسيا وإيران وأذربيجان راسخة بقوة في المناصب القيادية في العالم من حيث إنتاج الهيدروكربونات، وأعتقد أن التنقيب والتطوير المشترك لواردات النفط والغاز وإطلاق مشاريع مشتركة في إنتاج الطاقة وعبورها هو في مصلحتنا المشتركة”.
وأضاف بوتين قائلا: “لا يزال بناء جسر الطاقة بين روسيا وإيران وأذربيجان، الذي يدمج نظم الطاقة الكهربائية في بلداننا، يمثل أولوية”، وتابع: “إن تطبيق هذه المبادرة موضع التنفيذ سيساعد على تعزيز أمن الطاقة في المنطقة بأكملها وضمان إمدادات طاقة يمكن الاعتماد عليها”.
وأشار إلى “ضرورة تعزيز التعاون بين دول بحر قزوين في مجالات مثل الصناعة والزراعة والتكنولوجيا المتقدمة والأدوية ومكافحة التهريب والمخدرات، وقد تم بالفعل ذكر أمثلة إيجابية على هذا التعاون، وأيضا التعاون الثقافي، وتنفيذ برامج ثقافية مشتركة، وتوسيع الزيارات السياحية والشبابية والاتصالات الرياضية، وتعزيز توسيع العلاقات الإقليمية المباشرة بين البلدان الثلاثة”.