ظل مهملا لسنوات.. مكتبة الإسكندرية تتسلم قصر خديجة هانم وتحوله متحفا للأديان ومركزا ثقافيا | صور

على مساحة تقارب الـ 500 متر، يقع المبنى الرئيسي لقصر الأميرة خديجة في حي حلوان، جنوب القاهرة، وله جناح غربي يشغل مساحة تقارب 300 متر، في حين يشغل الجناح الشمالي مساحة 200 متر.

ويحتوي القصر على 50 قاعة، تتدرج مساحتها من 25 مترًا إلى 100 متر، والقاعة الرئيسية تتسع لـ 120 شخصًا، ويعتبر تحفة معمارية، وقيمة أثرية كبيرة تليق بأميرة، وتم تسجيله كطراز معماري متميز، بقوائم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بمحافظة القاهرة.

ظل القصر مهملاً لسنوات، وكان مرشحًا لأن يتم استخدامه كمقر لمحافظة حلوان قبل إلغائها، ولكن الفكرة لم تنفذ، نظرًا لقيمته الأثرية الكبيرة، واليوم سلمته محافظة القاهرة لمكتبة الإسكندرية بعد ترميمه، لاستغلاله ثقافيًا ودينيًا وسياحيًا.

بروتوكول تعاون

وقعت محافظة القاهرة منذ عدة أشهر، بروتوكول مع مكتبة الإسكندرية، تقوم بمقتضاه المكتبة بإعداد مشروع يحدد كيفية استخدام القصر، فضلاً عن تولي التنسيق مع كافة الجهات المعنية، سواء بمصر أو خارجها، لضمان تنفيذ ذلك، كما تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة مشتركة لإدارة المتحف وصيانته، والحفاظ عليه.

وزير الآثار

قال الدكتور خالد عناني، وزير الآثار، نائبًا عن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، في حفل تسليم محافظة القاهرة قصر خديجة هانم بحلوان إلى مكتبة الإسكندرية، لتحويله إلى متحف للأديان، ومركز ثقافي، وحضاري، للمنطقة المحيطة به، إن المتحف والذي يحظى برعاية خاصة من رئيس الوزراء، يجسد باقتدار مسيرة التاريخ الديني في مصر، وعمق السماحة المتبادلة بين الأديان الموجودة بها عبر التاريخ، مشيرًا إلى أنه سيكون منارة لإحياء التراث المصري الأصيل، وإضافة من حي حلوان لتاريخ الثقافة في مصر.

وأضاف وزير الآثار، أن مكتبة الإسكندرية ستقوم بإعادة إحياء تاريخ منطقة حلوان العظيم، والممتد عبر العصور، لافتًا إلى الطبيعة غير التقليدية للمتحف الذي يعرض المعتقدات الدينية عبر التاريخ.

محافظ القاهرة

أعلن عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، أن محافظة القاهرة انتهت من تجديد قصر خديجة هانم، بتكلفة بلغت 28 مليون جنيه، صرفت من خزانة الدولة، لافتًا إلى أنه لم يكن ممكنًا استغلال القصر كمبنى إداري، نظراً لأنه يعد تحفة معمارية ذات قيمة أثرية كبيرة.

وأشار المحافظ، إلى وجود حركة تطوير كبيرة في حلوان، منها مشروع تطوير الكبريتاج، وركن فاروق، تهدف إلى رفع الدخل السياحي في المنطقة وإعادتها لسيرتها الأولى.

كما أعلن محافظ القاهرة، أن متحف قصر خديجة هانم بحلوان، سيبدأ العمل بعد العيد مباشرة، في تقديم أنشطة يومية لخدمة شباب المنطقة، والمناطق المحيطة بها، لحين الانتهاء من الجزء المتحفي الذي سيخضع لدراسات عدة فنية وتمويلية.

الأديان

يمتد عمر القصر لأكثر من قرن وربع القرن، وسيتم تخصيصه كمتحف للأديان، يضم آثار الأديان منذ ديانة التوحيد التي نادي بها إخناتون، مروراً باليهودية والمسيحية وانتهاء بالإسلام، مضيفًا أن إقامة المتحف سيكون لها مردود دولي كبير، يبرز صورة مصر الوسطية التي تنبذ العنف والإرهاب وتدعو للتعايش السلمي والتسامح بين الأديان.

من هي الأميرة خديجة؟

هي ابنة الخديو توفيق، سادس حكام أسرة محمد علي باشا، الذي حكم مصر من 1879 إلى 1892، وشُيد القصر عام 1895؛ لتسكنه الأميرة خديجة، لكنها أهدته إلى وزارة الصحة في 1902 ليكون مستشفى لأمراض الصدر.