أبو الغيط: العبث بملف القدس ينزلق بالمنطقة للعنف والإرهاب
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن اجتماع اليوم تجديدٌ للالتزام الذي قطعناه على أنفسنا هنا في 9 ديسمبر الماضي بمواصلة الجهد والحفاظ على زخم الحملة السياسية والدبلوماسية والإعلامية المناهضة للقرار الأمريكي الباطل والمرفوض بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها.. والتئام شملنا اليوم، بعد أسابيع قليلة من اجتماعنا السابق، هو رسالةٌ أظن أنها ستصل لمن يهمه الأمر، من المناوئين للمواقف العربية قبل الداعمين والأصدقاء، بأننا نقف صفاً واحداً متراصاً في مواجهة أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو الافتئات عليها، أو تمييعها.
وأضاف أبو الغيط في كلمته في الاجتماع المُستأنف لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري اليوم الخميس إنها رسالةٌ بأننا نتحدث بصوتٍ واحدٍ مسموع، وبخطابٍ موحد وواضح، والمساسُ بالقدس لن يقبله عربيٌ، مُسلماً كان أو مسيحياً، والعبث بهذا الملف هو لعبٌ بالنار ودعوة لانزلاق المنطقة إلى هاوية الصراع الديني والعنف والإرهاب.
وأوضح إن اجتماع اليوم فُرصة لإعادة تقييم الوضع، والوقوف على مستجداته، وإن الزخم الذي تحقق على الصعيد الدولي، بدايةً من التصويت برفض القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، والموقف الأوروبي الإيجابي والمحمود يُمثل أرضيةً يُمكن –بل ويتعين- البناء عليها، بتوسيع دائرة الدول الرافضة للقرار الأمريكي، والسعي إلى تطوير مواقف هذه الدول وحشدها لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
وأشار أبو الغيط إلى أن الأمر لا يتعلق بملف القدس وحده، وإنما بموقف الجانب الأمريكي من قضايا الوضع النهائي كافة، وبمدى التزامه من الأساس بحل الدولتين كصيغة لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين .. وقد تابعتنا، بمزيد من القلق والانزعاج، قرار الولايات المتحدة تخفيض مشاركتها السنوية في ميزانية الأونروا بمقدار 65 مليون دولار، علماً بأن الحصة الأمريكية تُمثل ثُلث ميزانية الوكالة .
كما أكد أبو الغيط على أن الجهد العربي كله، سياسياً كان أو مُجتمعياً، رسمياً كان أو شعبياً، موجهٌ لغايةٍ أساسية هي مساندة الموقف الفلسطيني، ودعم القرار الفلسطيني، والشد على أيدي القيادة الفلسطينية التي نثق في قدرتها وحكمتها، ودقة إدراكها للمصالح الفلسطينية والعربية .