#
محلب: علاقاتنا مع أبو ظبى إستراتيجية.. وأمن الخليج جزء من أمننا القومى

محلب: علاقاتنا مع أبو ظبى إستراتيجية.. وأمن الخليج جزء من أمننا القومى

أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات المصرية الإماراتية ليست وليدة اللحظة، لكنها تعود إلى مطلع سبيعينات القرن الماضى بعد إعلان قيام دولة الإمارات العربية بقيادة الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وكانت مصر أول من اعترف بها وسارعت بتكثيف وجودها فيها فى ظل حرصها على تأسيس ركائز الدولة عبر رؤيته الاستشرافية، فتمكن من إحداث تغيير واسع وتأسيس ركائز الدولة والتى كانت من أهمها البعد العربى وهو ما تجلى بعد ذلك بعامين فى وقفته القوية المساندة لمصر خلال حرب اكتوبر 1973 والتى أعلن فيها مقولته الشهيرة” الدم العربى أغلى من البترول ” مشاركا بفعالية فى فرض الحظر البترولى على الغرب مرتكزا على مقولة أخرى وهى” أن مصر هى قلب العروبة النابض” لافتا إلى أن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين ظلت على مدى أكثر من أربعين عاما تشهد تطورا متناميا وتنهض على أساس الاحترام المتبادل والشعور بمدى احتياج كل طرف للآخر.

جاء ذلك فى مداخلاته أمام اللقاء الإعلامى الموسع الذى نظمه نادى دبى للصحافة بالقاهرة بعنوان العلاقات المصرية الإماراتية ركيزة الاستقرار فى المنطقة بحضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الدولة رئيس المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية ومحمد بن نخيرة الظاهرى، سفير الإمارات ولفيف من القيادات والرموز الإعلامية والصحفية من الجانبين.

وبين محلب أن الشيخ زايد لم يبخل على مصر أثناء الحرب أو بعدها، وهى الفترة التى شهدت مشاركة فعالة فى أعمال التعمير والتى تجسدت فى بناء مدينة الشيخ زايد فى الإسماعيلية وفى منطقة السادس من أكتوبر، ثم تطورت هذه العلاقات فأصبحت تجسد المصير الواحد لمصر والإمارات.

وقال إن شعب مصر لاينسى أبدا من يقف إلى جانبه، ولن ينسى مطلقا جميل الشيخ زايد وشعب وحكومة الإمارات، لافتا إلى أن المرحلة الراهنة تستوجب المزيد من التلاحم لمواجهة الهجمة الشرسة التى تتعرض لها المنطقة وفى صدارتها المخطط المحكم لتفكيكها وتفتيتها وفق استراتيجية مبنية على الهدم، معربا عن ثقته بأن ما يحدث في سوريا واليمن والعراق، وليبيا والصومال جزء من هذا المخطط، مشيرا إلى أن مصر كادت فى العام الذى حكم فيه الإخوان أن تدخل ضمن هذاالمخطط لولا ستر الله وإرادة الشعب المصرى الذى رفض أن يقوم أحد بتغيير جيناته وشخصيته وهويته، وهو ما تجلى خروج الملايين منه فى الميادين الكبرى بمختلف المحافظات إلى الشارع فى الثلاثين من يونيو وانحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية، الأمر الذى حفظ مصر من مخاطر هذا المخطط مضيفا: من دون ذلك كانت الأمة العربية كلها مرشحة للانخراط فى مخطط التفتيت.

ولفت المهندس محلب الى ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى غير مرة من أن أمن الخليج جزء من الأمن القومى لمصر، وتعتبره خطا أحمر، وهو يجسد البعد الإستراتيجى لعلاقات مصر مع دولة الإمارات، وغيرها من دول منظومة مجلس التعاون الخليجى.

ولدى سؤاله عن منظوره لدور الإعلام فى تو ضيح الحقائق على صعيد المفاهيم الخاطئة التى تسود فى الوقت الراهن عن الدين ورسم صورة غيرواقعية له، انتقد محلب بقوة الجماعات والأفراد التى تسيئ الى الدين والذين شوهوا صورته وربطوه بالإرهاب مشددا على ضرورة قيام وسائط الإعلام بمختلف أنواعها بالدور الفاعل فى تصحيح هذه المفاهيم والتأكيد على أنه لاعلاقة للإسلام بالممارسات الإرهابية والمتطرفة التى يقوم بها البعض تحت غطاء الدين.

وقال إن المعادلة الصعبة تكمن فى كيفية الدفاع عن صحيح الدين وتوعية النشء والشباب بجوهره المتطوروالمتفاعل مع معطيات العلم الحديث والثقافة العصرية وليس النكوص إلى الوراء، مضيفا: يتعين أن تتوافر لدينا الرؤية للدفاع عن الدين وحماية الشباب من التطرف ومن الإلحاد وإذا لم نعمل سويا لندافع عن الدين ونتواصل مع الشباب فسيكون ذلك سبيلا له للجوء الى التطرف أو الإلحاد داعيا الإعلاميين الى التوافق على رؤية واضحة من خلال الاتكاء على القواعد المهنية والاحترافية فى هذا الشأن لتوصيل رسالة الدين الصحيح والتأكيد على أن الاسلام ليس هو”داعش” أو غيره من التنظيمات المتطرفة والإرهابية.

وعندما سئل محلب عن رؤيته لثمار المشروعات التنمية التى تنفذها دولة الإمارات فى مصر عبر عن تقدير وشكر مصر قيادة وحكومة وشعبا لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على الوقوف الى جانب مصر، وقال إن “الرسالة وصلت ” مشيدا بنوعية وحجم المشروعات التنموية المقدمة من الإمارات والتى تقوم على أسس احترافية فنيا وإداريا والتى انتشرت باتساع خارطة مصر وتشمل مجالات حيوية كالصحة والإسكان وصوامع الغلال والمدارس وغير ذلك من قطاعات، وهو ما ينطوى على دلالات إنسانية تصل إلى القلب، مؤكدا أن هذه النوعية من المشروعات تصب فى خانة تقوية وحماية الدولة المصرية والذى يجب أن يدعم باقتصاد قوى بالأساس، وقال إن المشوار أمامنا مازال طويلا خاصة أن مصر تواجه حربا واسعة يشنها الإرهاب، وهى قادرة على مواجهة هذا التحدى على الرغم مما تنطوى عليه من خسائر وشهداء.

وتابع قائلا: لدينا إيمان قوى باالله سبحانه وتعالى وثقة فى الشعب المصرى وأنا أردد دوما مقولة لها دلالاتها وهى أن هناك قائد له رؤية وشعب له إرادة وهو ما تجلى بشكل شديد الوضوح فى مشروع قناة السويس الجديدة والذى عكس رؤية القائد وإرادة الشعب الذى سارع فى جمع 64 مليار جنيه، فى غضون ثمانية أيام ودون تردد أو حسابات تتعلق بالعائد وذلك يؤكد أن مصر ماضية فى الاتجاه الصحيح.

المصدر:وكالات

2014-11-14