أغنية بيونسيه الأمريكية تصبح مصدر إلهام لشباب العراق
وكالات
لم تكن تعلم المغنية الأميركية بيونسيه، حين غنت “أنا كنت هنا” عام 2012، أن تلك الأغنية ستترك بصمتها في بغداد، وأن كلماتها ذات المغزى الإنساني العميق ستؤثر في الشباب العراقيين وتحثهم على التطوع من أجل القيام بأعمال خيرية متنوعة لخدمة بلادهم رغم الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها.
وقال الطالب في جامعة بغداد محمد حذيفة ملوكي، وهو أحد مؤسسي حملة للعمل التطوعي بالعراق : “أغنية بيونسيه جعلتنا ندرك أننا نستطيع أن نغير العالم رغم صعوبة ذلك. بوسعنا العمل على جعل العالم خاليا من الحروب والإرهاب.. عالم يسوده السلام”.
وفي البداية، أثيرت فكرة الاندماج في العمل التطوعي من قبل طالبة تدعى منى عبدالحليم بالتنسيق مع ملوكي و3 فقط من أصدقائهم بالجامعة لإطلاق حملة إنسانية تحمل نفس اسم الأغنية “أنا كنت هنا”، حتى وصلت قائمة المتطوعين إلى أكثر من 150 من شباب الجامعات، كل يعمل في مهمة مختلفة تهدف إلى توفير الخدمات التي من شأنها مساعدة المحتاجين.
وتعمل الحملة من خلال 3 مجموعات رئيسية، تختص كل واحدة منها بعمل معين، فهناك مجموعة للأعمال الإنسانية، وأخرى للأعمال ذات الطابعين الفني والخدماتي وغيرها، على حد قول ملوكي.
وخلال عامين من النشاط، أنجزت الحملة عدداً من المهمات التطوعية الخدماتية والإنسانية المنوعة، كانت قد بدأتها بإعادة افتتاح المدرسة المستنصرية وتنظيفها، وهي أشهر المدارس التاريخية في العاصمة بغداد، وتعود نشأتها إلى عام 1233.
واستغرق تنظيف المدرسة المستنصرية أسبوعاً كاملاً من العمل المتواصل، ثم تواصلت أنشطة الحملة، حيث قام أعضاؤها بتنظيف شارع المتنبي، وجمعوا الطعام والملابس لتوزيعها على المحتاجين.
كما أشار ملوكي إلى أن هدف الحملة تطوعي بحت، الغرض منه إدخال البهجة على قلوب الناس، خاصة الأطفال في بلد يشهد الكثير من العنف.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد روجت في عام 2012 ليوم عالمي للخدمات الإنسانية، وأمام الجمعية العامة في نيويورك غنت بيونسيه “أنا كنت هنا”.
واختارت الأمم المتحدة تاريخ 19 أغسطس من كل عام موعداً للعمل الإنساني، وهو اليوم الذي شهد تفجير مبناها في بغداد وأدى إلى مقتل ممثلها سيرجيو ديميللو و21 من رفاقه.
ودعت الأمم المتحدة إلى أن يكون هذا اليوم حافزاً للناس للقيام بأعمال إنسانية خيرية يقدمون فيها المساعدة إلى المحتاجين على غرار ما كان ديميللو ورفاقه يفعلون.
وقد روجت بيونسيه لهذا اليوم من خلال أغنيتها “أنا كنت هنا” التي لقيت صدى واسعاً في العالم، ولكنها اتخذت شكلاً آخر في بغداد، إذ تأسست الحملة الخيرية على اسمها.