بوتين يحذر الغرب من محاولة ابتزاز روسيا
أ ف ب
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الى بلغراد التي اختارها منبرا للتحذير من اي محاولة من الغرب لابتزاز موسكو في الازمة الاوكرانية، بعد ان اتهم نظيره الاميركي باتخاذ موقف عدائي من روسيا.
ويريد بوتين من خلال زيارته الى صربيا تعزيز نفوذ روسيا في قلب اوروبا، حيث ان صربيا تعتبر حليفة روسيا التقليدية رغم ترشحها للانضمام للاتحاد الاوروبي.
ويصل بوتين عصر الخميس الى ميلانو لاجراء سلسلة من المباحثات مع الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو والقادة الاوروبيين.
وعلى هامش قمة “اسيم” (الحوار بين آسيا واوروبا) التي تجمع قادة الاتحاد الاوروبي وعدة بلدان آسيوية في 16 و17 تشرين الاول/أكتوبر، سيحاول المجتمعون ايجاد حل للنزاع بين كييف والانفصاليين الموالين للروس.
وتباحث بوروشنكو الاربعاء هاتفيا مع باراك اوباما حول عملية السلام في شرق اوكرانيا.
وفي حديث مع صحيفة “بوليتيكا” الصربية حذر بوتين بلهجة شديدة النبرة الولايات المتحدة وحلفاءها من “محاولات ممارسة الابتزاز على روسيا” والتي قد تنال من “الاستقرار الاستراتيجي” في العالم.
واتهم الولايات المتحدة بانها افتعلت الازمة الاوكرانية لتحميل روسيا مسؤوليتها لاحقا، مؤكدا في الوقت نفسه ان هناك “امكانية حقيقية لوقف المواجهة العسكرية”.
وينوي بوتين بمناسبة زيارته الى صربيا للمشاركة في مراسم الذكرى السبعين لتحرير بلغراد من النازية، اعلاء صوته ضد الاتجاهات المتنامية ل”تمجيد النازية” التي تهدد اوروبا حسب قوله.
وقال بوتين الذي تعود آخر زيارته الى بلغراد الى 2011، في تلك المقابلة ان “واجبنا المشترك هو الاحتجاج على تمجيد النازية واي محاولة لاعادة النظر بفترة الحرب العالمية الثانية”.
واضاف ان “اللقاح ضد فيروس النازية ضعف في بعض الدول الاوروبية”، مشيرا بصورة خاصة الى دول البلقان.
ولقي بوتين استقبالا حافلا في بلغراد، الصديقة الثمينة في اوروبا التي ترفض الانسياق مع العقوبات التي تفرضها بروكسل على موسكو وتسهر على عدم اثارة استياء حليفتها الكبيرة.
ووضع بوتين ونظيره الصربي توميسلاف نيكوليتش اكليل زهور في مقبرة يرقد فيها الجنود الروس الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية، كما اجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش الموالي لاوروبا.
من جانبها تتابع بروكسل عن كثب هذه الزيارة وطلبت من صربيا تاكيد التزامها باوروبا خلال هذه الزيارة.
منذ اندلاع الازمة الاوكرانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تنتهج الدبلوماسية الصربية سياسة توازن صعب بين احترام تعهداتها تجاه الاتحاد الاوروبي الذي بدات معه مفاوضات الانضمام مطلع العام الحالي، ومع موسكو التي ساندت بلغراد في عدة ملفات دولية حساسة لا سيما استقلال كوسوفو الاقليم الصربي السابق الذي لا تعترف به موسكو.