البشير: لن نحارب مصر بسبب الحدود المتنازع عليها .. وسنلجأ للأمم المتحدة إذا فشل التفاوض
استبعد الرئيس السوداني عمر البشير الدخول في حرب مع مصر بسبب الحدود المتنازع عليها بين البلدين، مؤكدًا على عمق العلاقات بينهما.
ومن المقرر أن يبدأ البشير زيارة للقاهرة يوم السبت المقبل ، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد زار السودان في السابع والعشرين من شهر يونيو وبحث مع نظيره السوداني دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيل مساراتها على كافة الأصعدة وتفعيل اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين.
وقال البشير في تصريحات لصحيفة” الشرق الأوسط” اللندنية الصادرة اليوم السبت “إننا لن نحارب مصر بشأن هذه الحدود وسنحاول حلّها بالتحاور والتفاوض مع إخوتنا المصريين وفي حالة العجز التام فلن يكون أمامنا إلا اللجوء إلى التحكيم وإلى الأمم المتحدة”.
واضاف “نحن لنا أمل بأن نصل إلى نهاية سعيدة بالتفاهم والتحاور والتفاوض المتعقّل، ولن ندخل في حرب مع الشقيقة مصر في هذه الحدود لأن ما بين البلدين والشعبين الشقيقين أكثر من تداخل، فهما كفيلان بأن يتجاوزا مشكلة الحدود”.
وأكد الرئيس السوداني أن أجندة لقائه مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تتضمن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن دفع الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت، ومنها اتفاقية الحريات الأربع، مبينا أنها كفيلة بإذابة الحدود بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقة مصيرية ولا بد من تعزيزها وإعادة الدور المشترك على كافة المستويات.
وكشف الرئيس السوداني عن زوال حالة الفتور التي اعترت علاقة بلاده مع السعودية أخيرا، بفضل الاتصالات المستمرة مع قيادة المملكة، وتصحيح المعلومات المغلوطة التي كانت تردهم من خلال جهات ذات غرض على حد تعبيره.
وتابع “شرحنا رؤيتنا وحقيقة علاقتنا مع طهران، بأن كل المعلومات التي كانت ترد للقيادة السعودية في هذا الإطار كانت مغلوطة ومصطنعة ومهوّلة ومضخمة، فانهارت بإصدار القرار الأخير بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية والذي اتخذناه كخطوة استراتيجية وليس تمويها على الخليجيين”.
ونفي البشير وجود أي علاقة إستراتيجية مع ايران ، قائلا انها علاقة عادية جدا ، مؤكدا ” أننا ضد التشيع تماما، ليس هذا فقط، وإنما نحن منزعجون جدا حتى من التشيّع الذي ينتشر في إفريقيا ببرنامج واضح جدا دخلت فيه دول إفريقية ومنظمات كنسية وأخرى يهودية، “.
وأشار إلى قوة علاقات السودان بدول الخليج وضرورة العمل للتصدي لخطر حقيقي يهدد المنطقة، مضيفا ” أمامنا ما يحدث الآن في العراق وتقسيمه إلى دولة كردية ودولة إسلامية وغيرها من الأسماء، وما يحدث في سورية وما يحدث في لبنان وما يحدث الآن في اليمن، هذه كلها أحداث مزعجة جدًا، وهناك حاجة ماسة لجمع صفنا لمواجهة كل تلك التحديات”.
وحول مايتردد عن لقاء مرتقب مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في القاهرة ، قال إن اللقاء سيكون في الخرطوم وليس في القاهرة التي يتزامن فيها لقاء كلينا مع الرئيس السيسي.
وحول اتهام حكومة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بأن السودان يدعم الميليشيات الإسلامية في بلاده، قال البشير ” الآن اقتنع الثني أن المعلومات التي بنى عليها الاتهامات كانت خطأ، لأنه هو من وقع معنا اتفاقية مشتركة بين ليبيا والسودان، حيث لدينا قوات مشتركة حاليًا قيادتها في الكفرة ولدينا قوات داخل ليبيا لتأمين الحدود”.
وحول دعم السودان للاخوان المسلمين في ليبيا ، قال “لدينا علاقة مع كل الثوار في ليبيا بمختلف توجهاتهم وتياراتهم وبالتالي يمكننا الاستفادة من هذه العلاقة في إصلاح ذات البين بين الفرقاء الليبيين وجمع صفهم”.
وكان الثني قد اتهم قطر والسودان بإرسال سلاح إلى قوات فجر ليبيا، وحذر، الدوحة والخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها “إذا لم ينتهيا عن ذلك “.
واستدعت وزارة الخارجية السودانية، القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، مرتين مؤخرًا وأبلغته رسميًا احتجاج السودان على هذه الاتهامات.