شكري يلقي كلمة مصر أمام مجلس الأمن حول الأوضاع في جنوب السودان
ألقى سامح شكري وزير الخارجية كلمة مصر أمام جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الأوضاع في جنوب السودان، والتي تعقد تحت رئاسة المملكة المتحدة، وبحضور كل من أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، والرئيس فستوس موجاي رئيس اللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم، بالإضافة إلى ممثلة عن المجتمع المدني.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية سامح شكري أكد خلال كلمته على أن إعلان استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011 قد مثل آنذاك تجسيداً لآمال وتطلعات أبناء جنوب السودان نحو مستقبل أفضل، إلا أن تلك الآمال قد تعرضت لإنتكاسة على خلفية الإنقسامات السياسية بين أبناء جنوب السودان، وتصاعد النزعات العرقية والإثنية، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن الوزير شكري شدد على أهمية دور المجتمع الدولي في مساعدة الدول الوليدة مثل جنوب السودان على مواجهة تحديات ما بعد الاستقلال، وأن هذا الدور يتجاوز في أهميته دور المجتمع الدولي في مرحلة ما قبل الاستقلال، مشيرا إلى التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة في جنوب السودان على أمن واستقرار منطقة شرق أفريقيا، فضلا عن كلفتها الإنسانية والاقتصادية الباهظة، والتي يمكن أن تمتد تداعياتها إلى دول الجوار المباشر.
كما أعلن وزير الخارجية في بيانه عن رؤية مصرية شاملة للتعامل مع جذور الأزمة في جنوب السودان، تستند إلى مجموعة من المبادئ، تشمل أولا محورية اتفاق السلام الموقع بين كافة الأطراف في أغسطس 2015 كمرجعية لجهود التسوية؛ ثانيا دعم المجتمع الدولي سياسيا وفنيا لدعوة الحوار الوطني الشامل التي أطلقها رئيس جنوب السودان سلفا كير بإعتبارها فرصة سانحة يجب استغلالها لوقف العنف ومعالجة الانقسامات مع عدم استبعاد أي فئة سياسية أو إثنية، مبديا استعداد مصر لاستثمار علاقاتها التاريخية بجنوب السودان للمشاركة في تيسير الحوار والتوصل إلى مخرجات تضع البلاد على طريق الاستقرار والسلام؛ ثالثا وقف كافة أشكال العنف والإلتزام بالقانون الدولي والمبادئ الدولية ذات الصلة خاصة حماية المدنيين وتيسير نفاذ بعثة الأمم المتحدة UNMISS إلى المناطق المتضررة بشكل سريع وآمن ودون عوائق.
هذا، وقد استعرض سامح شكري في كلمته الجهود التي قامت بها مصر خلال الفترة الماضية للتواصل مع الأشقاء في جنوب السودان وبعض الأطراف الإقليمية لحل الأزمة، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة الرئيس سلفا كير، فضلا عن قيام السيد الرئيس على مدار الأسابيع الماضية بجهود متواصلة من خلال زيارة كل من أوغندا وكينيا، بالإضافة إلى التواصل مع الأطراف الإقليمية الفاعلة. كما شدد على أهمية التنسيق بين الجهود الإقليمية والدولية التي يقوم بها كل من الإيجاد ومجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن لإحياء المسار السياسي بديلا للعنف.
وفي نهاية كلمته، طالب وزير الخارجية المجتمع الدولي بتعزيز قدرات دولة جنوب السودان ومؤسساتها وإصلاحها بالتنسيق مع الحكومة، وأهمية منع إنهيار الدولة في جنوب السودان لأن الفراغ الناتج عن ذلك الإنهيار سوف يؤدي إلى الفوضى والمجموعات المسلحة التي يصعب السيطرة عليها، مجددا إلتزام مصر ببذل كافة الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة للأزمة.