مصر تؤكد على استعدادها الكامل لدعم إعادة بناء المؤسسات الليبية
قال وزير الخارجية سامح شكري في كلمته خلال مشاركة مصر في اجتماع رفيع المستوي عقده سكرتير عام الامم المتحدة حول ليبيا، ان مصر حريصة على المشاركة فى هذا الاجتماع الذى يأتى مكملاً لسلسة طويلة من الاجتماعات السابقة الهادفة إلى التعامل مع الأوضاع فى ليبيا، وذلك على ضوء أن الشعب الليبى الشقيق يواجة معركة قاسية وغير متوازنة ضد الجماعات المسلحة، حيث تزداد الأوضاع الانسانية والأمنية تدهوراً بسبب العنف الذى يمتد إلى أغلب ربوع الدولة الليبية وعدم امتثال بعض القوى لنداءات الوقف الفورى لإطلاق النار ودعوات الجلوس على مائدة الحوار، مع ضرورة وقف العنف وإنهاء ظاهرة انتشار الأسلحة غير الشرعية، وأكدت مصر دوماً على استعدادها الكامل لدعم إعادة بناء المؤسسات الليبية.
ونوهت كلمة الوزير شكري بانه علي الرغم من التأثير السلبى والمباشر للوضع الليبى على أمن مصر القومى، إلا أن مصر فضلاً عن علاقتها المباشرة مع ليبيا أعتمدت الدبلوماسية الجماعية كمنهج للتصدى للتحديات الحقيقة التى تهددها وتهدد الأمن والاستقرار الجماعى لدول المنطقة، ووضعت ثقتها فى قدرة مجموعة الجوار والمحيط العربى والافريقى والمجتمع الدولى على تحمل مسؤولياته لتدارك الانعكسات السلبية للوضع الحالى فى ليبيا.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان كلمة الوزير شكري أشارت الي ان دول جوار ليبيا فيما بينها آلية لبحث كافة المبادرات والمقترحات الممكنة لدعم ومساعدة الشعب الليبي الشقيق على استعادة آمنه واستقراره وإعادة بناء دولته ومؤسساتها، وبعد عدة اجتماعات دورية، جاء الاجتماع الرابع في القاهرة، في 25 أغسطس الماضي، حيث تم التوافق حول مبادرة تضع أسس التعامل مع الوضع الليبي، وتم التوافق على عدة مبادئ رئيسية تمثلت في ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة الليبية، وعدم التدخل في شئونها الداخلية. كما شملت المبادرة قيام دول الجوار بالدعوة إلى الوقف الفوري لكافة العمليات المسلحة وتعزيز الحوار مع الأطراف السياسية التي تنبذ العنف تحت مظلة البرلمان، وتنازل جميع المليشيات والعناصر المسلحة عن السلاح وفق نهج متدرج المراحل ومتزامن، والتأكيد على التزام الأطراف الخارجية بالامتناع عن توريد وتزويد الأطراف غير الشرعية بالسلاح والذخائر، وكذا مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، ودعم دور المؤسسات الشرعية للدولة وعلى رأسها مجلس النواب.
كما تضمنت الكلمة تجديد دعوة مصر للمجتمع الدولي لتبنى لغة حاسمة مع المتطرفين والإرهابيين، وضرورة الاقتناع بأن الحرب ضد الإرهاب لا يُكال فيها بمكيالين، وذلك بتفعيل قرارات الشرعية الدولية لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 2174 وباتخاذ الإجراءات العقابية الضرورية على الأطراف الداعمة للعنف، وبدعم سيطرة الحكومة الليبية على موانيها البحرية والجوية، لحرمان الإرهاب من منافذ للتسرب إلى الداخل الليبي وما يستتبعه ذلك من فرض مزيد من التدابير لإنجاح الحظر المفروض على وصول الأسلحة والذخائر إلى الأطراف غير الشرعية. وبالتالي ننتظر تحركا مماثلاً لمجلس الأمن يرتب تدابير وإجراءات محُددة للتصدي للدول التي ترسل السلاح إلى أطراف خارج إطار الدولة الليبية. اضاف المتحدث ان كلمة الوزير شكري قد أشارت الي ان ليبيا تحتاج الآن إصراراً أكبر على إشراك المجتمع الدولى فى محاربة قوى الأرهاب والتنظيمات المتطرفة بها، كما هو الحال من حشد تحالف دولى لمحاربة تنظيم داعش فى العراق، وترحيب مصر بجهود المبعوث الأممي لليبيا يرناردينو ليون وتوصله إلى اتفاق لبدء حوار يوم 29 الجارى يضم الاعضاء فى مجلس النواب المنتخب.