كذلك أكد الجانبان على أن هدف “العمل الإجرامي” هو ضرب التعاون التركي الروسي خاصة في الموضوع السوري، وشددا

على أن هدف الإرهاب لن يتحقق. ومنذ التدخل الروسي العسكري النشط في سوريا، تعرضت العلاقات بين موسكو وأنقرة لهزة

عنيفة إثر اسقاط تركيا لمقاتلة روسية على الحدود مع سوريا في نوفمبر الماضي، مما أدى إلى مقتل أحد طياريها بينما مثلت

المعارضة السورية بجثة الطيار الثاني.

لكن اعتذار تركيا لروسيا أذاب الجليد بين البلدين، وعادا للتعاون مجددا عقب لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والتركي

رجب طيب أردوغان، بالتوازي مع إعادة العلاقات التركية الإسرائيلية.

وأصبح واضحا أن تركيا ترى تحقيق مصالحها في سوريا بعيدا عن واشنطن، القوى الإقليمية التي كانت تزعم وقوفها معها،

واتجهت نحو موسكو وطهران. ومن غير الواضح بعد إن كان حادث اغتيال السفير الروسي على يد شرطي تركي يهتف بشعارات

المعارضة التي تقاتلها موسكو في سوريا، سيغير من شكل العلاقات بين البلدين وإلى أي اتجاه.

وحسب التصريحات الرسمية، سيتعاون الجانبان أكثر في مكافحة الإرهاب، ربما ليس فقط في سوريا بل قد يمتد إلى الجوار

(بما في ذلك خطر الإرهاب الذي تشكو منه تركيا وروسيا في الداخل.

ويقتضي ذلك تعاونا استخباراتيا، توفر تركيا بموجبه لروسيا كل ما لديها من معلومات عن آلاف الإرهابيين الذين مروا عبر أراضيها

إلى سوريا والعراق. لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية قوية من جانب أردوغان وثقة بين موسكو وأنقرة ربما لم ترق بعد إلى هذا المستوى.

ويذهب بعض المحللين إلى حد الشطط بالقول أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة ربما كان عملية استخباراتية محكمة، كاغتيال الرئيس

الأميركي جون كنيدي، لكن هؤلاء لا يوضحون ما هو المستهدف من ذلك، هل المزيد من التعاون الروسي التركي أم ماذا.