أوباما لن يتخذ على الأرجح إجراء بشأن عملية السلام بالشرق الأوسط
قال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس إن الرئيس باراك أوباما الذي يحرص على حماية إرثه الذي خلفه في ملفات مثل الرعاية الصحية وإتفاق إيران النووي لن يتخذ على الأرجح خطوات كبرى في ملف السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن تنتهي ولايته.
وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه إن الكلمة الأخيرة بشأن جهود الرئيس الفاشلة نحو تحقيق السلام قد تأتي من وزير الخارجية جون كيري في ظهور له يوم الأحد في منتدى سنوي للشرق الأوسط في واشنطن.
ويخشى مستشارو أوباما من أن يعتبر فريق الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب أنهم يختلقون المشكلات معهم في وقت يأمل فيه أوباما أن يقنع ترامب بالاحتفاظ بأجزاء من إرثه بما يشمل الإتفاق النووي مع إيران وبرنامج (أوباما كير) للرعاية الصحية والانفتاح على كوبا.
وبينما لم يتخذ أوباما قرارا نهائيا بعد قال العديد من المسؤولين إنه لم يعط أي إشارة على أنه يعتزم معارضة إجماع كبار مستشاريه الذين حثوه على عدم اتخاذ أي خطوات جذرية وذلك وفقا لما قاله مسؤول أمريكي ثان.
وقال مسؤول ثالث “ليس هناك أدلة على وجود أي جهود جارية في هذا الشأن”.
وقال المسؤول الأول إن وضع المزيد من الضغوط على إسرائيل قد يعتبر طريقة فراق عقابية من أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنظر إلى التوتر الذي شاب علاقتهما.
وهناك مخاوف من أن ترامب قد يبالغ في المقابل في رد فعله بمحاولة التدليل على مواقفه الموالية لإسرائيل مثلا من خلال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي خطوة ستغضب الفلسطينيين وتثير موجة غضب واستهجان دولية.
وقال المسؤولون إن أوباما فكر في حفظ رؤيته الخاصة بشأن التوصل لإتفاق في قرار يطرح على مجلس الأمن الدولي سيبقى حتى بعد أن يسلم السلطة لترامب في العشرين من يناير (كانون الثاني). وفكرة أخرى كانت الإدلاء بخطاب يرسي ذات الخطوط العريضة. لكن الخيارين فقدا الزخم على ما يبدو.
ومن المتوقع أن يظهر كيري الذي قاد آخر جولة في محادثات السلام والتي انهارت في 2014 يوم الأحد في منتدى صبان للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والعرب.
لكن المسؤولين لم يتمكنوا أيضا من استبعاد أن أوباما قد يتحدث أيضا عن السياسة الخارجية حيال إسرائيل والفلسطينيين قبل أن تنتهي ولايته. ورفض البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية التعليق.
ومن القضايا المحورية التي تحتاج إلى حل في الصراع مسألة الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية ومصير المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي تعتبرها أغلب الدول غير شرعية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.
ويظل المسؤولون الإسرائيليون قلقين من أن أوباما ومستشاريه لم يستبعدوا بشكل صريح بعد أي إجراء في اللحظة الأخيرة لا في الأمم المتحدة أو في أي محفل عام آخر.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن أوباما قد يجبر على التدخل إذا ما تقدمت دولة أخرى مثل فرنسا بقرار لمجلس الأمن الدولي يدين أنشطة الاستيطان الإسرائيلية بوصفها غير شرعية بما يتحدى واشنطن في أن تستخدم ضده حق النقض (الفيتو) كما فعلت في قرار مشابه اقترحته فرنسا عام 2011.
وقال دان شابيرو سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل لراديو الجيش الإسرائيلي لدى سؤاله عما إذا كانت واشنطن ستستخدم الفيتو ضد اقتراح فرنسي “نحن نعارض دائما الاقتراحات الأحادية الجانب… إذا كان هناك اقتراح أكثر توازنا فلا يمكنني أن أخمن ما قد يكون رد الفعل عليه”.
رويترز