في ذكري نصر أكتوبر المجيد .. جلال دويدار يشيد بـالدور الوطني لحكايات المحروسة وراديو مصر
في ذكري نصر أكتوبر المجيد «3» أبوغزالة.. البطل الراحل الذي ظلمه حكم مبارك
لا يمكنني بأي حال أن أمنع التعبير عن إعجابي الشديد ب »راديو مصر» والمسئولية التي يتحملها في خدمة الوطنية ومصالح الدولة المصرية. ما أقوله يأتي من واقع الانتماء والولاء لهذا الوطن حيث أري فيه وسيلة إعلامية مشرفة ومحترمة تتصف بالأمانة والمصداقية والشجاعة فيما يتناوله من قضايا.
يذكر لراديو مصر في الأيام الأخيرة وفي إطار متابعتي المستمرة له في الساعات الطويلة التي اقضيها داخل السيارة نتيجة تداعيات أزمة المرور.. ما تم إذاعته من حكايات رائعة عن أبطال حرب أكتوبر. أحد أبطال هذه الحرب وما بعدها والتي تحدثت عنه هذه الحكايات.. كانت حول المشير الراحل محمد عبدالحليم أبوغزالة الذي تعرض للظلم حتي لاقي ربه. في اطار الحديث الذي لن ينقطع عن نصر وأمجاد نصر أكتوبر الذي يعد علامة فارقة في تاريخ الدولة المصرية وفي انجازات الأداء العسكري علي مستوي العالم فانه لا يسعني سوي الإشادة بحلقة البرنامج الذي يتم تقديمه في هذا الراديو تحت عنوان »حكايات مصر المحروسة». الحلقة التي سمعتها واثارت اعجابي لمصداقيتها وامانتها ووطنيتها تناولت سيرة الراحل العظيم الذي تعرض للظلم البيّن لوطنيته واخلاصه وانتمائه الوطني المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة.
سلطت هذه الحلقة الأضواء علي عظمة هذا الرجل الذي ينتمي لأسرة قواتنا المسلحة والتي تضمنت أنه شارك في كل الحروب التي خاضتها مصر منذ كان طالبا في الكلية الحربية عام 1948. تعرض للابعاد والاستيداع عن قواتنا المسلحة بعد حرب 1967 بقرار من الفريق محمد فوزي وزير الدفاع الذي كلفه جمال عبدالناصر بإعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 67 المنكرة وانهيارها. إن ما كان معروفا ووفقا لما كان متداولا من بيانات كان سبب هذا الابعاد تعاظم موجة تصفية رجال عبدالحكيم عامر. تصدي لهذا القرار جمال عبدالناصر الذي رفض هذه الاحالة للمعاش. أكد لمحمد فوزي انه يعرف العقيد أبوغزالة من خلال ارائه العسكرية الصائبة وانه يعد أحد القادة المميزين في قواتنا المسلحة الذي يجب الاستفادة بعلمهم وخبراتهم. واصل أبوغزالة مسيرة انطلاقه والتي كان قد بدأها باحتلاله المركز الثالث عشر علي مستوي الجمهورية في نتيجة حصوله علي الثانوية العامة عام 1947. وفي عهد السادات تم ترقيته ليصبح رئيسا للأركان العامة في القوات المسلحة ثم وزيرا للدفاع واستمر في المنصب بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات واستمر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان زميلا له في سنة تخرجه. إن ما يشهد لابوغزالة بالتميز تمثل في انجازاته في القوات المسلحة وما يتمتع به من فكر سياسي وعسكري محوره الوطنية المصرية. إن من بين ما يسجل له ما حققه من انجاز عسكري مشهود عندما تم تكليفه من جانب السادات بمساعدة صدام حسين في مواجهة أزمة استيلاء إيران علي جزيرة الفاو العراقية. استطاع بالتخطيط وباللجوء إلي استخدام الردع الصاروخي إلي منع تقدم القواتالإيرانية وهزيمتها وانقاذ الجزيرة العراقية من الاحتلال.
رغم روابط الزمالة العسكرية مع الرئيس الأسبق مبارك فإن ذلك لم يمنعه من الخضوع لضغوطالولايات المتحدة الأمريكية التي انقلبت علي المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وقررت التخلص منه كوزير للدفاع. جاء ذلك بعد اكتشاف ما يقوم به من جهود من أجل تحقيق انطلاقة في انتاج الصواريخ الحديثة محليا لدعم قواتنا المسلحة. استجاب مبارك للضغوط الأمريكية وقرر الخلاص من أبوغزالة خاصة بعد أن زادت شعبيته إلي درجة غير مسبوقة داخل كل أسلحة قواتنا المسلحة. تم ترجمة هذا الموقف الذي اتسم بالتخاذل في تنحيته لابوغزالة من منصبه كوزير للدفاع وتعيينه في منصب شرفي مساعدا لرئيس الجمهورية. وخوفا مما يتمتع به أبوغزالة من شعبية ونفوذ داخل القوات المسلحة فقد جري تفعيل هذا القرار من خلال تمثيلية تفتقد الثقة والشرف حيث تم استدعاء أبوغزالة لرئاسة الجمهورية واجبر علي خلع بذلته العسكرية ليخرج منها مرتديا زيا مدنيا تم تدبيره قبل دخوله مبني الرئاسة.
وتشير حكايات المحروسة إلي أن غيرة مبارك من أبوغزالة إنما ترجع إلي انه كان مرشحا لخلافة الرئيس الراحل البطل أنور السادات بعد حادثة اغتياله. هذا الأمر مازالت تحيط به الأسرار حتي الآن خاصة فيما يتعلق بالظروف التي كانت وراء الدفع بحسني مبارك نائب رئيس الجمهورية لشغل منصب الرئيس.
ليس هناك ما يقال عما جاء بهذا الشأن في حكايات المحروسة براديو مصر وبمناسبة ذكري اكتوبر العظيم سوي توجيه التحية لصاحب هذا البرنامج الذي يستحق أن نرفع له القبعة علي أمانته ووطنيته ومصداقيته.