#
نص كلمة السيسي في حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية

نص كلمة السيسي في حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية

قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم /الخميس/ التهنئة للطلبة الخريجين من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية بتخرجهم وانضمامهم إلى صفوف القوات المسلحة.

وجاءت نص الكلمة كما يلي:

” شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم رجال القوات المسلحة الباسلة، نحتفل اليوم معا بتخريج جيل جديد من رجال الشرف والكرامة الذي تلقوا مبادىء وقيم الوطنية والبطولة لتواصل عطاء الأجيال ونذروا أنفسهم من أجل الوطن دفاعا عن عزته وكرامته، وصونا لأرضه ومقدرات شعبه، واختاروا أن يكونوا درعا يحمي الوطن وسيف يزود عنه، تسلحوا بالعلم والايمان الذين تلقوه في هذا الصرح العسكري العريق الذي أنشاء عام 1811، ومنذ ذلك الحين ظل يؤدي رسالته بأمانة وصدق ويشكل مع المؤسسات العسكرية منظومة متكاملة من النضال والكفاح الوطني ويقدم لقواتنا المسلحة ضباط المستقبل الذين لايؤلون جهدا للدفاع عن الوطن بأرواحهم، ولا يدخرون وسعا للمساهمة الفاعلة في تحقيق تنميته الشاملة.

مضيفا “أبنائي الخرجين أوجه لكم تهنئة خالصة من القلب بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة لتكونوا من خير أجناد الأرض، اكتمل لكم البناء وتسلحتم بالعلم والتدريب الراقي لتولي المسئولية الكبرى في حماية الوطن صون مقدساته”.

وواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا :”أعهد فيكم رجالا أشداء أقوياء أمنوا بربهم ووطنهم، يضعون مصر قبل كل شئ وفوق الجميع  ويؤمنون بأنه لاحياة بغير رفعتها وعزتها، إنكم ستبدأون حياتكم العملية حياة عمادها قيم الوطنية والانتماء والولاء ودستورها الالتزام والانضباط وشعارها النصر أو الشهادة، فكونوا أهلا لتلك المسئولية وتلك الأمانة، احملوها بشرف وضمير وأدوها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى”، “كما يطيب لي أن أعرب عن خالص التهنئة لأسر الخرجين الذين يحصدون اليوم ثمار ما غرسوه في نفوس أبنائهم من قيم الوطنية والتفاني وأقدم لهم تحية واجبة، فقد ضربوا مثالا رائعا في التضحية وإعلاء مصلحة الوطن وجادوا بأعز ما منحهم الله من أجل مصر، وهم يعلمون تماما صعوبة الحياة العسكرية وما يحيط بها من مخاطر وتحديات، ولن يفوتني في هذا المقام أن أحيي أرواح أبطال الوطن وشهداء مصر، تحية ملؤها المحبة والافتخار بكل هؤلاء الأبرار الذين قدموا أروحهم ليحيا الوطن، وهم رمز أنكار الذات الذي ستظل أيام مصر الخالدة تنادي أسماءهم وتذكر وصايهم التى كتبوها بدمائهم، إن مواستنا ورعايتنا لاسرهم وأبنائهم ولك من نقدمه من أجلهم لن يفيهم حقه، وسنظل على عهدنا لهم أوفياء نستكمل مسيرتهم، التى بدأوها، ونتخذ من تضحياتهم ومواقفهم الوطنية النبيلة قدوة لنا.

وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا: :”شعب مصر الكريم العظيم أيها الشعب الأبي الكريم، تحل علينا بعد غد الذكرى الرابعة  والستون لذكرى ثورة يوليو المجيدة تلك الثورة التى مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر وجاءت تعبيرا عن طموحات وآمال المصريين في الاستقلال والحرية والسيادة  الوطنية وكانت نموذجا للسعي نحو حياة أفضل عبر مسيرة طويلة من العمل والنضال  الوطني، حمل رايتها رجالا أوفياء سطروا اسمائهم بحروف من نور في سجل تاريخ مصر وسنظل أوفياء لهم ، نذكر أعمالهم الخالدة التى قدموها من أجل الوطن، وفي مقدمتهم الرؤساء الراحلون: محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات، تحية تقدير وإعزاز لأروحهم الطاهرة ولدورهم الوطني العظيم ونجدد عهدنا بأن نستكمل مسيرتهم، نتحمل أمانة المسئولية ونكمل السعي نحو غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا لمصر وشعبها، “الأخوة والأخوات، لقد شهدت مصر ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره تحولات عديدة وتغيرات جذرية منذ خمسنيات القرن الماضي، فرضت علينا التعامل مع تحديات جديدة في  الدخل والخارج على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولكننا  في خضم هذه الاتحديات نذكر أنفسنا دوما بثوابت لا نحيد عنها لقضايا وطننا وأمتنا،  ونستكمل تحقيق أهداف ثورة يوليو المجيدة وما أرسته من مبادىء سامية وراسخة  وإن اختلفت سبل تحقيق تلك الأهداف، استجابة لحقائق الظروف الإقليمية والدولية الراهنة،  إنني أؤكد لكم يا أبناء بلادي أن مصر ستظل قوية وقادرة بفضل الله عز وجل ونموذجا  يحتذى به في التكاتف والتضامن بين جميع مؤسساتها الوطنية وفي مقدمتها جيشها القوي وشرطتها الباسل وقضاها الشامخ، وكذا شباب الواعي وأبنهائها الأوفياء.

:”ولقد استطاعات أن تفرض واقعا جديدا ومغايرا حافظت فيه على تماسكها وكيانها الوطني وتسعى خلاله نحو تحقيق آمالها وطموحاتها، ونحن عازمون بكل إصرار وبعزيمة لاتلين على مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب والتحديات، نتطلع سويا إلى تحقيق حياة أفضل وعيش كريم، وبرغم ما نواجه من مصاعب عديدة لكننا بما حققناه حتى الآن نثق أننا على الطريق الصحيح، ونعلم أننا قادرون على مواصلة النمو والتنمية وتطوير وتحديث  مجتمعنا.

“نسعى لذلك بمواصلة جهود التقدم الاقتصادي بمشروعات قومية وسياسات اقتصادية واجتماعية رشيدة تهدف إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة ونسعى في هذا الاطار لتحقيق العادلة الاجتماعية، ونضع مصلحة محدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية صوب أعيننا، نطمح إلى تعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية مناسبة لجميع المصريين، ونستكمل معا دعائم ديموقراطيتنا بالتجاوب مع المعطيات الجديدة في عالم دائم التغير، لا مكان فيه سوى من يجيد استثمار الفرص والتغلب على التحديات.

“الأخوة المواطنون، إن مصر تواصل جهودها لدعم قضايا الداخل المصري بتحرك واع ومسئول على الساحتين الدولية والاقليمية وتمارس دورا رئيسيا إزاء قضايا منطقتها وأمتها، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، وتكتسب مصر يوما تلو الأخر مزيدا من الثقة الدولية  التى تعتز بها والتى أثمرت عن حصولها على عضوية مجلس الأمن الدولية وكذا رئاستها  للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس، فضلا عن عضويتها في مجلس السلم والأمن التابع  للاتحاد الافريقي.

“وكما يعلم الجميع أن استقرار الشرق الأوسط يسهم بلا شك في تهيئة البيئة المناسبة للنمو والتنمية لنا ولكافة دول المنطقة، ويعد مطلبا رئيسيا من متطلبات الأمن القومي المصري، ومن ثم في التوصل إلى تسويات سياسية لازمات دول المنطقة يعد أمرا ضروريا  لاستدباد الأمن والاستقرار فيه”.

“وفي مقدمة تلك الأزمات القضية الفلسطينية، وما تشهده الأونة الأخيرة من تحرك مصري جاد يهدف إلى كسر الجمود الذي خيم على جهود السلام، هو جهد صادق يضع الجميع أمام مسئولياتهم ويحذر من مغبة التأخر في تحقيق السلام ومغبة تفاقم الأوضاع، كما يبشر بإيجابيات إحلال السلام وإقرار الحقوق.

شعب مصر العظيم، أقول لكم، وثقتي فيكم كاملة، إننا قادرون معا على تحقيق آمال وطموحات وطننا وأبنائه بإرادتكم القوية وعملك الدؤوب، وبما أعلمه عن أصالة هذا الشعب وعزيمته ووعيه التام بمحاولة النيل من وحدتنا الوطنية، وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب  والتطرف وما نواجهه من أزمات في منطقتنا وتدعياتها.

أ ش أ

2016-07-21