سفير فرنسا: العالم بحاجة إلى مصر قوية ومستقرة لتسهم في تحقيق الأمن والسلم بالمنطقة
أشار سفير فرنسا بالقاهرة اندريه باران إلى تطور العلاقات بين مصر وفرنسا خلال الشهور الماضية، مؤكدا على أن العالم بحاجة إلى مصر قوية ومزدهرة ومستقرة، وقادرة على المساهمة بشكل نشط في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السفير مساء يوم الخميس خلال الاحتفال الذي أقيم بمقر إقامته بالقاهرة، بمناسبة العيد الوطني لفرنسا، والذي يوافق الرابع عشر من يوليو.
وأشار باران إلى تطور العلاقات بين البلدين، وهو ما تعكسه اللقاءات بين كبار قادة البلدين في غضون عام واحد، حيث زار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مصر العام الماضي ردا على زيارة نظيره المصري لفرنسا قبل عدة أشهر.
كما نوه السفير الفرنسي إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لباريس للمرة الثانية منذ انتخابه في شهر نوفمبر 2015 بمناسبة عقد مؤتمر باريس للمناخ، وفي المقابل زار الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند مصر مرتين الأولى في السادس من أغسطس 2015، بمناسبة افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ثم مرة أخرى في أبريل الماضي فى زيارة رسمية حققت نجاحا كبيرا.
وقال السفير الفرنسي إن تلك اللقاءات أعطت دفعة جديدة لعلاقات التعاون بين القاهرة وباريس في كافة المجالات، كما تم توقيع عدد كبير من الاتفاقات بين البلدين، ويقع على عاتقنا الآن فصاعدا العمل على تنفيذها.
وأكد باران على أن فرنسا قد دعمت الانتقال السياسي الذي بدأ منذ ثلاث سنوات، وتأمل أن يحقق هذا الانتقال الوحدة بين المصريين والنهوض بالقيم الأساسية الخاصة بالديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان.
وأضاف إلى أن بلاده اختارت أن تطور شراكة وثيقة مع مصر في مجالات الأمن والدفاع، لأننا في الواقع نواجه التحديات ذاتها التي تواجهها مصر، لاسيما تحدي الإرهاب الغاشم، الذي يعصف بكل مكان دون حدود وبإسم التفسير المضلل للدين.
وأوضح أن مصر وفرنسا تتعاونان بشكل وثيق لاسيما فى إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل محاولة إيجاد حلول عادلة ومستقرة ومستدامة للنزاعات التي تدمر المنطقة وتخلق أرض خصبة يزدهر بها التطرف.
ووجه رسالة إلى المصريين قائلا إننا مع كفاحكم ضد هذه الافة وسنظل إلى جانبكم بشكل تام، مشيرا إلى أن بلاده تؤيد الإصلاحات التي تتخذها الحكومة المصرية بغية ضمان تحقيق النمو في المستقبل واستمرار أنشطة الشركات الفرنسية في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها مصر، لأننا لدينا ثقة في مستقبل مصر، فضلا عن رغبة الشركات للمشاركة في تنمية وإزدهار هذا البلد.
وحرص باران في كلمته على توجيه التحية لأرواح الضحايا الفرنسيين والمصريين وغيرهم من ضحايا الإرهاب، كما تقدم بالشكر للأعداد الغفيرة من المصريين والفرنسيين الذين حضروا ليشاركوا فرنسا الاحتفال بقيم الحرية والمساواة والاخاء التي اتخذتها الجمهورية الفرنسية منذ أكثر من قرنين شعارا لها، مشيرا إلى أن هذه القيم في حقيقة الأمر هي قيم عالمية ونتمسك بها جميعا.
كما حيا السفير الفرنسي مجموعة من الحضور من الشباب من طلاب مدرسة الليسيه الفرنسية بالقاهرة وبعض المؤسسات التعليمية التي تطبق المناهج الفرنسية في مصر، مضيفا أن وجود الطلاب إلى جانبه هو مناسبة للإشادة بجهودهم ولنجاحهم المتميز.
واختتم السفير الفرنسي بالقاهرة كلمته في هذه المناسبة “بتحيا مصر تحيا فرنسا”.
وكان الاحتفال قد بدأ بعزف السلام الجمهوري لمصر والنشيد الوطني الفرنسي. كما تخلل الاحتفال، الذي حضره عددا من المسئولين والدبلوماسيين ورجال المجتمع والمثقفين، عزف مقطوعات من الموسيقى المصرية وخاصة لكوكب الشرق أم كلثوم وأيضا الموسيقى الفرنسية.
أ ش أ