#
“2019” عام الثقافة الفرنسية.. كيف يفتح المصريون جسورًا جديدة للتواصل؟

“2019” عام الثقافة الفرنسية.. كيف يفتح المصريون جسورًا جديدة للتواصل؟

الثقافة تسد الفجوات، وتجفف منابع الظلام، وتمد أواصر العلاقات بين الشعوب، وتصلح ما أفسدته السياسة، ويأتي إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2019، عامًا للثقافة الفرنسية في مصر، على خلفية زيارته فرنسا منذ أيام، تأكيدًا على قوة وامتداد العلاقات بين البلدين.

تلعب الثقافة دورًا كبيرًا في إنعاش العلاقات وإعادتها إلى مسارها الصحيح، وكان قد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني “شى جين بينج” عام الثقافة المصرية ـ الصينية فى الأقصر عام 2016، فيما أعلن وزيرا الثقافة المصري حلمي النمنم، والسوداني حسن الطيب بدوي على هامش افتتاح معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الذي استضاف مصر ضيف شرف، أعلنا عام 2017 عامًا للثقافة المصرية السودانية، في خطوة لإنعاش العلاقات المصرية السودانية بسواعد القوى الناعمة. ومن المرجح أن يكون عام 2018، عامًا للثقافة المصرية المغربية، بعد اختيار مصر ضيف شرف معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب عام 2018.
 
وطرحت “بوابة الأهرام” سؤالًا على المتخصصين في الشأن الثقافي المصري الفرنسي، حول كيفية الاستفادة من عام الثقافة الفرنسية في مصر 2019 فنيًا.
 

في البداية، تتحدث المترجمة الدكتورة جينا بسطا، الأستاذة بكلية الألسن قسم اللغة الفرنسية، عن إعادة إحياء مشروع نقل الفكر المصري إلى الخارج، الذي دشنته السيدة سوزان مبارك عام 2005 وتوقف عقب ثورة يناير 2010، مشيرة إلى أن هذا المشروع أنجز أكثر من 400 كتاب مصري مترجم إلى اللغات الأجنبية الأخرى، وكانت اللغة الفرنسية على رأس الترجمات التي انحسرت في مجالات من الأدب والمسرح والقصة والفكر الفلسفي والسياسي، وكانت قد ترجمت “بسطا” للدكتور رفعت السعيد كتاب “مصر التنوير” الذي كان يدور حول تأثير ثورة 1919 والزعيم سعد زغلول.

وتبلور “بسطا” تصورها لكيفية تفعيل قرار اعتبار عام 2019، عامًا للثقافة الفرنسية لمصر، وكذلك الاستفادة من التجربة الفرنسية على الصعيد الثقافي، إذ تقترح استغلال وجود وزيرة الثقافة الفرنسية أوديه أزولاي على مقعد مدير عام منظمة اليونسكو، للحصول على دعم أكبر لحماية الآثار المصرية وتوثيق المدن الأثرية، والترويج للتراث المصري والحضارة لجذب مزيد من السياح الفرنسيين العاشقين للحضارة المصرية.

وبالنسبة للترجمة، تتطرق د.بسطا إلى أزمة المترجمين المصريين في فرنسا، حيث تشير إلى أن دور النشر الفرنسية، يستحوذ عليها عدد من المترجمين المغاربة واللبنانيين الذين لا يسمحون بدخول مترجم مصري في سوق النشر الفرنسية، وهو ما يُشكّل عائقًا كبيرًا أمام نقل الفكر المصري إلى فرنسا، لذلك يجب كسر هذا الحاجز بالحصول على توصيات من وزارتي الثقافة المصرية والفرنسية في هذا الشأن.

وتقترح “بسطا” زيادة المنح التي تقدمها الحكومة الفرنسية في مصر، لتشمل  مجالات أخرى بجانب الدراسات العليا، لتتوسع وتشمل  المجال الفني والثقافي والنحت والمسرح والتكنيك السينمائي، وغيرها من المجالات للاستفادة من تجارب البلدين.

وترى ضرورة وجود جهة تنظيمية جادة ومتعددة المجالات تكون تابعة لوزارة الثقافة، وتتوالى بدورها تحقيق أهداف العام المصري الفرنسي الثقافي، وتضع خطة محكمة وبرنامجا ثقافيا زخما لهذا الغرض، ويخصص من الميزانيات الأساسية للنشاط الثقافي هامشًا لأهداف هذا العام.

في تصريحها لـ”بوابة الأهرام”، تتحدث المترجمة  دينا مندور، رئيسة تحرير سلسلة “الجوائز” فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، والحاصلة على الدكتوراه عن رسالة “ترجمة الأدب الفرنسي إلى اللغة العربية.. مصر نموذجًا”، حول طريقة ترجمة الأدب الفرنسي وطريقة استقبال الجمهور له، وترى أن العلاقات الفرنسية المصرية علاقات تاريخية، مرت بفترات تقارب وتبادل عديدة؛ مرورًا بجهود شمبليون ورحلات العلم للشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي. كذلك كان أبناء الطبقة الراقية جزءًا من الثقافة الفرنسية وطرق التربية والتعليم في المجتمع المصري.
 

الثقافة الفرنسية – كما تعتبرها – طازجة ومتجددة ونستطيع الأخذ كلما طرقنا أبوابها، إذ بإمكان المثقفين المصريين والقائمين على الثقافة المصرية، الاستفادة من شغف الفرنسيين بالغموض الفرعوني والخصوصية المصرية كما يسمونها، مؤكدة أن عام الثقافة الفرنسية المصرية يمكن تطويعه واستغلاله من خلال العمل على تحقيق محاور عديدة في مجال الأدب والمسرح والسينما.

وفيما يتعلق بالترجمة العربية/الفرنسية، تدعو إلى ضرورة تعاون الجانبين المصري والفرنسي في الحصول على حقوق الملكية الفكرية للعديد من الإصدارات الحديثة بفرنسا.

وتقترح “مندور” إقامة برنامج لشباب مصريين للتثقيف حتى يروا كيف يعيش الفرنسيون وكيف صنعوا حضارتهم، بحيث يتأثرون بطريقة معيشتهم ويرون وسائل المواصلات والطريقة التي تدار بها المؤسسات هناك.

2017-10-29