وزير الخارجية: مصر تمكنت من استعادة التوازن مع الشركاء الدوليين بعد ثورة 30 يونيو
أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تمكنت من استعادة التوازن مع الشركاء الدوليين بعد ثورة 30 يونيو وحافظت على كيانها كدولة كما حافظت على مؤسساتها الوطنية .
وأوضح شكري أن مصر قادرة على حماية أمنها القومي ومصالح مواطنيها ودفع المخاطر ومواجهة أي استهداف , معربا عن ثقته في قدرتنا على مواجهة أي استهداف ووعي المواطن المصري .
وأوضح شكري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وبحضور رئيسي لجنة الشئون العربية سعد الجمال ولجنة الدفاع والأمن القومى كمال عامر , أن زيارات رئيس الجمهوية
تنوعت إلى عدد من دول العالم تأكيدا لعودة مصر لدورها عودتها الى المسرح الدولي كما تواكبت زيارة الأشقاء العرب الى مصر خاصة دول الخليج التي وقفت الى جانب مصر
كالسعودية والامارات والكويت والبحرين بما يواجه التحديات المشتركة وصياغة مستقبلنا المشترك .
وأغضاف ان هناك حاجة لصياغة التوجهات والتحديات المشتركة وتحقيق الأمن القومي العربي ومواجهة التفاعلات على الساحة الداخلية لايجاد أرضية مشتركة , داعيا مجلس النواب
ولجانه إلى أن يكونا أداة فاعلة ومشاركة بين مؤسسات الدولة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى جانب السلطة الرابعة الصحافة التي ساهمت في إرتفاع مستوى
الوعي للمواطن المصري الذي زاد وعيه في الفترة الأخيرة التي كان لها مردود ايجابي اخر سلبي , مشيرا إلى أن مردودها الإيجابي يفوق المردود السلبي بما يؤدي إلى
تحسين قدرتنا على مواجهة التحديات والمستقبل ووضع لبنات المستقبل لهذا البلد , داعيا إلى أن يكون الإحساس بالوطنية والمسئولية هما الدافع الرئيسي لمواجهة التحديات .
وأضاف أن السياسة الخارجية المصرية تعتمد على أسس ومباديء وان هذا غير مألوف حيث تعتمد السياسة الخارجية للبعض على الاقتناص وتحقيق المصلحة ,مؤكدا أن الإحتكام إلى
المباديء هو الذي يجعل هذه السياسة الخارجية راسخة ولاتفتأت على حقوق الاخرين ولانقبل ان يعتدي أحد على حقوق المصريين , موضحا أن هدفنا ألا تكون مصر فقط دولة رائدة
فهي بحكم موقعها وتجاربها وثقافتها وحضارتها لديها قدرات وموقعنا لاينازعنا فيه أحد ونحن لانسعى إلى أن نكون روادا لأحد ولكن شركاء لاشقائنا وشركائنا بنفس القدر .
وقال ان الحوادث التي تعرض لها مؤخرا عدد من المصريين في الخارج مؤلمة ونتابعها في اطار مسئولياتنا ونعمل على حماية مصالح المواطنين في الخارج .
ودعا وزير الخارجية سامح شكري إلى أن تكون التحقيقات في مقتل عدد من المواطنين المصريين في الخارج شفافة وتحظى باهتمام الدول التي وقعت فيها , موضحا ان وزارة الخارجية
تتابع التحقيقات في هذه الحوادث بشكل حثيث .
وقال إن هناك من ربط بين هذه الحوادث ومقتل الباحث الايطالي ريجيني لكنه يجب الفصل بين هذه الحوادث والتعامل معها بما نتوقعه من السلطات في هذه الدول من شفافية واهتمام
ومصاقية .
وأضاف أن التهاب المشاعر الذي أصاب المسئولين والمواطنين الايطاليين والافتراضات التي تم ترويجها في الصحف كانت غير حقيقية معربا عن سعادته بالمؤتمر الذي عقده مساعد
النائب العام الذي عرض مابذلته مصر من جهد في سبيل التوصل إلى الجاني في هذا الحادث وتوفير المستندات واستقبال المحققين الايطاليين وارسال المحققين المصريين حتى
نستطيع ان نحمي علاقة مصر بايطاليا ولانتركها للانزلاق في اطار العواطف .
وقال : إننا تألمنا لتألم الايطاليين لملابسات الحادث ونتوقع ان يتعامل شركائنا بالمثل مؤكدا الاستمرار في متابعة هذه الأمور .
وقال ” نحن نجل شهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن” , مشددا على ان الفترة الماضية شهدت تحولا من جانب شركائنا التقليديين فيما يخص ماحدث بعد ثورة 30
يونيو , ومابذل من جهد لتصوير ماحدث على غير حقيقته واغفال خروج ملايين المصريين مشيرا إلى أن جهود الخارجية المصرية ساهمت في تغيير الصورة وصياغة العلاقات الخارجية بما يحقق مصالح المواطن المصري .
وحول تولي مصر رئاسة مجلس الأمن الدولي منذ شهرمايو الجاري أوضح انه سيترأس اجتماعات المجلس على المستوى الوزاري لابراز دور مصر في مكافحة الارهاب , مؤكدا ان هناك التباس فيما يتعلق بظاهرة الارهاب والتنظيمات التي تدعي وجود أرضية اسلامية وهي أبعد ماتكون عن الاسلام .
وأوضح ان الفكر السياسي الاسلامي فيه تدرج ومكونات بعيدة عن الفكر المتطرف , معتبرا أن الاختلاف بين هذه التنظيمات تكتيكي وليس عقائدي , ان مصر ستسعى من خلال مجلس
الأمن إلى التركيز على الفكر والايديولوجية التي تعد الأساس لهذه الظاهرة .
وأكد ان ماحدث خلال فترة تولي جماعة الإخوان الحكم هو خير شاهد وكيف وصل التنظيم إلى الحكم من خلال آليات ديمقراطية وإنقلب عليها .
وتناول الوزير الوضع الاقليمي ومايحدث في ليبيا وسيطرة تنظيمات إرهابية على مناطق بعينها مثل بنغازي وسرت مؤكدا انه لايمكن اغفال ان هذه الجماعات تنتهج نفس الفكر
.
وأكد أن هناك عبئا ضخما ملقى على كاهل قواتنا المسلحة لمنع تدفق السلاح من هذ المناطق ,مشيرا إلى أنه يتم التعامل مع الوضع الاقليمي في ليبيا من منطلق التوصل إلى
حلول سياسية , وأوضح أن اتفاق الصخيرات استطاع التعبير عن الشعب الليبي , وتشكيل المجلس الرئاسي الذي تم التوافق بشأنه , واعتماد الحكومة المنبثقة عن المجلس الرئاسي
, ودعا الليبيين إلى عدم الركون إلى الاعتبارات القبلية التى من شأنها أن تؤدي إلى تشرذم ليبيا وضرورة الحفاظ على فكرة الدولة الوطنية وحماية المجتمع ضد الارهاب
والانزلاق نحو الفوضى مشيرا الى مايحدث في سوريا واليمن والعراق .
وبالنسبة للأزمة السورية أكد وزير الخارجية أن مصر اتخذت مواقف داعمة للشعب السوري , موضحا أنه من المواقف الصعبة أن نجد هذا الشعب الشقيق , الذي يعد مكونا رئيسيا
للأمن القومي العربي , به كل هذه التنظيمات الإرهابية والمحاربين الأجانب , ويتم تهجير نصف الشعب السوري ومقتل أكثر من نصف مليون شخص الى جانب تعرض اللاجئين للمخاطر عبر البحر , مؤكدا أنه تم التوصل إلى وقف العدائيات خلال الفترة الماضية , والتوصل إلى التفاوض وفقا لارادة الشعب السوري والوصول إلى انتخابات تعبر عن الشعب
السوري .
وشدد على أن الدور المصري يصب في اطار دعم سوريا وتفعيل العملية السياسية , مشيرا إلى انه تم التوصل إلى قرار مجلس الأمن الدولي وتحقق ايقاف العدائيات .
وقال إن التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة كان له تأثيره في ايقاف العدائيات وانه سيتحدث الى وزيري خارجية البلدين لمعرفة تفاصيل الاتفاق لترتيب الحلول المستقبلية
في اطار التشاور والجهود المشتركة في هذا الشأن .
وأكد ان مصر بمكوناتها ودبلوماسيتها النشطة قادرة على التأثير في القرار الدولي وأن وزارة الخارجية تعمل على إدارة علاقات مصر الخارجية بما يحقق مصالحها خاصة في
النطاق الاقتصادي بما تشكله مصر من ميزان استقرار ويتوافق مع تأثيرها الاقليمي والدولي ودورها المؤثر في محيطها .
وأشار إلى أن صياغة العلاقات الدولية والنظام الدولي كلما ارتكنت إلى المصالح المشتركة هى ضمانة لعلاقات ايجابية .
وأوضح ان التحدي الذي واجهته مصر بعد ثورة 30 يونيو هو استعادة التوازن مع الشركاء الدوليين وصياغة علاقات مبنية على التبادل والمصالح المشتركة.
وحول مكافحة الإرهاب أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن قضية الإرهاب من القضايا التي يجب أن يواجهها العالم برؤية مشتركة وهناك تحسن في الموقف الدولي تجاه قضايا الارهاب خاصة تنظيم داعش , وهناك أيضا إصرار على مواجهة هذه الظاهرة .
وأكد حرص مصر على ان تكون علاقاتها جيدة ومتوازنة مع جميع دول العالم وخاصة الأشقاء العرب مشددا على ان مصر لم تتخذ اي موقف عدائي مع أحد طالما أن هذا الطرف غير متداخل وغير متفاعل بشكل سلبي مع الشعب المصري .
وقال ان علاقتنا مع الأشقاء العرب متميزة مع الجميع ونسعى دائما الى ايجاد مدخل مناسب لازالة آي شوائب . وقال : إن مصر عادت للمجتمع الدولي باعتبارها ركيزة في عالمها
العربي , وفى اطارها الافريقي والاتحاد الافريقي وتتعاون مع الشركاء الأوربيين والأمريكيين من خلال علاقات مبنية على الحوار , هناك ورؤية واضحة لمحاربة الارهاب حيث عانت مصر من هذه الظاهرة كثيرا في فترات سابقة ولديها رؤية واضحة عنها.
وفيما يتعلق بالقوة العربية المشتركة قال شكري إن هذه القوة خاضت مرحلة طويلة ولم تكتمل لوجود بعض التباين الايجابي حيث رأت بعض الدول , كما رأت مصر معها ارجائها
لحين توحد الرؤية وتعزيز هذه القوة , مؤكدا أن المشاورات مستمرة وانه يتوقع أن يتم التوصل في القريب الى نتيجة ايجابية وان تخرج هذه القوة الى حيز التنفيذ ويتم
تفعيلها قريبا .
وردا على سؤال حول علاقة مصر بالسودان أكد وزير الخارجية اعتزازه بما تحقق من اعادة التواصل بين البلدين الشقيقين وعلى مستوى القيادتين مما أدى إلى تفعيل الأطر المختلفة
لتعزيز التعاون , وقال ان مصر ستظل تعمل مع السودان نظرا للعلاقة الازلية التي تربط بين البلدين وللرغبة المتبادلة بين الرئيسين وهناك طبيعة خاصة لهذه العلاقة وهو مايجب ان نعززه ونحميه .
وحول تواجد البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج قال شكري : نحن نتواجد في الأماكن التي يتواجد فيها مواطنون مصريون لحماية مصالحهم ومواجهة اي اعتداءات قد يتعرضون
لها في ظل امكانيات وظروف اقتصادية محدودة وندعم المصريين الذين هاجروا الى دول العالم ونعمل على حل مشكلاتهم داعيا الى احترام قوانين الدول التي يتواجد فيها
مواطنون مصريون مثلما ندعو المواطنين الأجانب الى احترام القوانين المصرية.
وأكد اعتزازه وفخره بالجاليات المصرية المتواجدة في كثير من دول العالم , حيث ترحب هذه الدول بوجود الجاليات المصرية مشيرا إلى أن الهجرة غير الشرعية تمثل مشكلة , واستغلال هؤلاء من جانب البعض والمخاطرة بأرواحهم ,داعيا الى ضرورة تضافر الجهود لتلافي هذه الظاهرة والعمل على انقاذهم والتعاون مع الدول في هذا الاطار .
وحول سد النهضة أكد وزير الخارجية :أن علاقة مصر بالنيل علاقة حيوية , ولايمكن أن تكون العلاقات بهذا الشأن “منفردة” , وقد وصلنا مع اثيوبيا إلى درجة من التفاهم لم
تكن متوافرة من قبل , بإحترام حقوق مصر في المياه , وحق اثيوبيا في التنمية , من خلال اتفاقية مرتبطة ب”الحقوق والمسار والسد” , ونتعامل مع الأمر بشكل يحقق مصالح
الدول الثلاث ” مصر وإثيوبيا والسودان ” بشكل متساو وسنستمر في ما نلمسه من روح ايجابية من جانب اثيوبيا والسودان , ويجب الابتعاد عن الشك والريبة وتحولنا إلى
الثقة .
وقال ” ليس هناك نوايا من الطرف الاخر بالإضرار , والسد سيبنى في النهاية , ويجب أن نعمل على ألا يؤدي “”بناء السد ” إلى أضرار سلبية على مصر , سواء من خلال ملء السد
أو تشغيله , وندرك مصالح الدول , كما نؤمن بضرورة الحفاظ على مصالحنا “.
وحول علاقة مصر بافريقيا أكد سامح شكرى نسعى أن يكون هناك تنسيق كامل مع مجلس النواب ولجانه , والدبلوماسية البرلمانية التى تكتسب أهمية لربط المواطن المصري بمحيطة
الافريقى ,بعيدا عن السلطة التنفيذية, ويجب التنسيق مع الوفود البرلمانية ورئيس المجلس لتكثيف الدبلوماسية الشعبية خاصة تجاه افريقيا.
وبالنسبة للعلاقات مع روسيا قال وزير الخارجية أنها لم تتأثر سلبيا بعد حادث الطائرة الروسية, وقال إن مصر تسعى لاعادة السياحة الروسية إلى سابق عهدها , ومصر تعاونت
لتعزيز تأمين مطاراتها ونسعى إلى رفع كفاءة المطارات المصرية .
ودعا الجانب الروسي إلى التعاون بالمثل والتفهم لما حدث , حيث لايمكن ضمان الأمن بنسبة مائة بالمائة ,مستشهدا بماحدث في بعض الدول الاوربية من حوادث إرهابية رغم
الاجراءات الأمنية المشددة , داعيا إلى التكاتف والمؤازرة حتى لايحقق الإرهاب مصلحته في زعزعة الاستقرار سواء في مصر أو في دول أخرى.
وأكد انه تم تعزيز الامن في المطارات المصرية والعمل مستمر ولايستطيع أحد ان يقول بأنه وصل الى المسار النهائي لدخول تقنيات متطورة وهناك توازن بما وفرناه في القطاع
السياحي والأمن .
معربا عن أمله ان يكون هناك عودة للسياحة الروسية . من جهته أشاد السفير محمد العرابي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بأداء وزارة الخارجية المتميز في هذه الفترة المهمة التي يمر بها الوطن مشيرا إلى أن اللجنة معنية بمتابعة التطورات الخارجية وأداء وزارة الخارجية وقانون السلك الدبلوماسي الذي ستناقشه اللجنة .
وأشار الى ان اللجنة ستتبنى خلال الفترة القادمة عددا من المحاور منها مساندة وزارة الخارجية في مهامها والمؤازرة في مساعدة المفاوض المصري في دعم الموقف المصري سواء
بتأييده أو معارضته , موضحا أن دور اللجنة هو التنسيق مع الخارجية والتنسيق مع لجان المجلس في هذا الاطار والتواصل خارجيا لاستعادة صورة مصر من خلال قوتها الناعمة .
من جهته قال كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي ان مجلس النواب يعتز بأداء وزير الخارجية في هذه الفترة , مشيرا إلى المنطقة باكملها تمر بمرحلة استثنائية
وتمر بتحديات عظيمة, ومصر دولة لها تاريخ ووزارة الخارجية تعمل على استعادة دورها في محيطها العربي والافريقي والدولي
وأضاف انه سيتم التنسيق مع وزارة الخارجية للحفاظ على أمن مصر القومي .
ورحب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بوجود وزير الخارجية في مجلس النواب مشيدا بأدائه خلال المرحلة الماضية والانجازات التي تحققت , موضحا ان الدبلوماسية
المصرية حققت الكثير من الانجازات خلال الفترة الماضية خاصة عضوية مجلس الأمن الدولي وترؤس لجنة مكافحة الارهاب وغيرها من الانجازات .
أ ش أ