وزير الخارجية الأردني: توافقنا على رفض استخدام التجويع مادة للحرب في غزة
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن لقائه مع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه؛ جاء لبحث قضية الساعة القضية الأهم وهى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يسببه من دمار وقتل وتجويع، فضلا عن تهميش القانون الدولي، واستهتار بكل المعايير والقيم الدولية والأخلاقية والقانونية والإنسانية.
وقال الصفدي – في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي – “اجتمعنا اليوم، وزراء خارجية دولتين عربيتين ودولة أوروبية؛ وعكس لقاؤنا على الأقل توافقا حول قضايا أساسية؛ تمثل الآن موقف المجتمع الدولي برمته: وقف إطلاق النار ورفض استخدام التجويع سلاحا ضد الفلسطينيين وإدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة؛ وهذا مطلبا ليس لنا فقط؛ لكن هذا مطلب أكده مجلس الأمن، وأكدته محكمة العدل الدولية، وكذلك أكده المجتمع الدولي برمته؛ ومازلنا نواجه رفضا إسرائيليا يؤدي إلى قتل المزيد من الأبرياء وتدمير المجتمع الغزي برمته وتقويض كل صدقية العمل المتعدد الأطراف؛ ما يعيد إنسانيتنا المشتركة”.
وأضاف “ما نؤكد عليه اليوم هو أنه على إسرائيل أن تواجه نتائج ما تقوم به؛ فإذا كانت إسرائيل تتحدى العالم أجمع؛ فعلى العالم أن يتخذ خطوات عملية فاعلة توقف هذا الجنون وهذا القتل والدمار، وتمنع موت الأطفال، لأنهم لا يجدون حليبا يشربونه، وكذلك وقف موت الرجال والنساء، بسسب أنهم لا يجدون طعاما يأكلونه”.
وشدد الوزير الاردني على أن ما يحول دون توفير الطعام والغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة؛ هو قرار سياسي لحكومة متطرفة قررت أن تستخدم التجويع سلاحا نستطيع أن نتعامل مع المجاعة التي يواجهها أهل غزة بوقت سريع جدا؛ لكن المطلوب أن تفتح إسرائيل الحدود والمعابر البرية لإدخال المساعدات من مصر ومن المملكة، وأن تتوقف عن منع دخول المساعدات”.
وتابع “عندما تقول منظمات دولية أن أكثر من مليون فلسطيني الآن يواجهون مجاعة، وأن كل سكان غزة يعانون الدرجات الأقصى من الجوع وفقدان الغذاء؛ إذا نحن في مواجه كارثة حقيقية والكارثة ليست فقط في وجود هذه الكارثة؛ لكن عجز المجتمع الدولي برمته عن أن يمنع عقائدية متطرفة، تمثلها رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسئولون في وزارته من قتل الأبرياء وقتل الأطفال”.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “نريد أن يكون هناك حراك دولي حقيقي وفاعل اليوم وليس غدا لوقف هذه المهزلة؛ نريد أن يكون هناك عقوبات على الحكومة الإسرائيلية؛ إذا ما استمرت في تحدي العالم وتحدي القانون الدولي، ونريد أن يكون هناك خطوات حقيقية فورية توقف العدوان وتدخل الغذاء والطعام والمياه والدواء وكل ما يحتاجه الشعب الفلسطيني حتى يستطيع أبناؤه أن يستمرون في الحياة”.
وأضاف الصفدي – في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي – “يجب أن يتوقف تزويد السلاح إلى إسرائيل، ويجب أن يكون هناك قرارات قابلة للتنفيذ في مجلس الأمن ملزمة؛ من أجل فرض وقف هذا العدوان وفرض حماية الأبرياء من الموت جوعا، نحن نتحدث عن اللحظة التي لا تقبل الا أن نتحدث عنها بهذا الوضوح وهذه الصراحة؛ لكننا ندرك تماما المستقبل سيكون أسوأ مما نعانيه الآن إذا لم ينته الظلم وينته الاحتلال، ويتحقق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين؛ الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة والكرامة على ترابه الوطني؛ لكي تعيش منطقتنا كلها بأمن وسلام”.
وأكد أن لقاء اليوم جاء بناء على اتصالات مكثفة ولقاءات عديدة جرت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك الأردن الملك عبد الله الثاني، مؤكدا استمرار ومواصلة اللقاءات بين الدول الثلاث.
وأشار الصفدي إلى أن الموقف الفرنسي تطور – بشكل كبير – فأصبحت فرنسا تدعو لوقف إطلاق النار، معربا عن أمله في أن يكون هناك خطوات؛ لتبني هذا الموقف دوليا واتخاذ خطوات لتحقيقه.
وفيما يتعلق بقضية الأونروا، أكد الصفدي أن إسرائيل ليس فقط تجوع الفلسطينيين، لكنها تريد أن تقتل الجهة الوحيدة القادرة على أن تقوم بما لا تستطيع جهة أخرى أن تفعله تجاه الفلسطينيين، مشددا على أنه لا يمكن استبدال الأونروا، وأن أي محاولة لتعطيل عملها؛ فهو إمعان في تجويع الشعب الفلسطيني وقتله جوعا وعطشا.
وشكر وزير خارجية الأردن، فرنسا على تقديم الدعم لـ “الأونروا”، معربا عن أمله في تقديم المزيد من الدعم ليس فقط من فرنسا، ولكن من المجتمع الدولي برمته.
المصدر: أ ش أ