وكان عملاء تابعون للمخابرات الإسرائيلية “الموساد” قد نجحوا في تهريب 100 ألف وثيقة من الأرشيف النووي الإيراني، خلال شهر يناير الماضي.

وقالت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، إنها اطلعت على وثيقة بارزة تظهر تخصيب اليورانيوم وفق مستوى موجه لصناعة الأسلحة، لفائدة وزارة الدفاع.

وشاركت إسرائيل عددا من الوثائق المهربة، مع أجهزة الأمن في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تمهيدا لجولة أوروبية يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال الأسبوع الحالي.

وقال نتانياهو، الأحد، في اجتماع حكومي، إن يسعى من وراء زيارته إلى إقناع كل من باريس ولندن وبرلين بالالتحاق بدونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم سنة 2015.

وشكل الانسحاب من الاتفاق النووي موضوعا خلافيا بين الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، ففي الوقت الذي رأى ترامب أن الاتفاق النووي جعل إيران أكثر عداءً وتغولا في منطقة الشرق الأوسط، دافعت عواصم أوروبية عن الصفقة.

ومن المرتقب أن يلجأ رئيس وزراء إسرائيل إلى أحدث التحليلات التي جرى القيام بها للأرشيف الإيراني،  لإقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأن الاتفاق باطل، ما دام قائما على الكذب منذ البداية، وادعاء طهران بأنها لم تضع أي برنامج تسلح نووي، وإنها خصبت اليورانيوم حتى تستخدمه لأغراض سلمية فقط.

وقال مسؤول من المخابرات الإسرائيلية شارك في تحليل الوثائق الإيرانية السرية “ما قالته إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قدراتها ليس إلا سخرية، إذا قارنا ما ادعته طهران بما هو متوفر لدينا”.

وأضاف أن إيران ادعت اقتصارها على دراسات علمية وإجرائها بحوثا للجدوى “لكن ما وجدناه هو أن طهران رتبت برنامجا كاملا للتسلح النووي، تنفيذا لتعليمات سياسية”.

وتضم الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل، صورا تظهر مولدات جرى استخدامها لإمداد آلة أشعة سينية بالطاقة، وجرى اللجوء إلى هذه الأداة لأجل إجراء اختبار “تمثيلي” للانفجار في موقع برشين العسكري.

ويرى دافيد ألبرايت، وهو مفتش نووي سابق في إيران، إن الإسرائيليين محقون حين ينتقدون عدم اعتراف طهران بجهودها السابقة لتطوير سلاح نووي، إذ كان على طهران أن تسمح للمفتشين بأداء مهمتهم “وهو ما قامت به  “الوكالة الدولية للطاقة الذرية في كل من جنوب أفريقيا وتايوان، بعد إنهاء البلدين برنامجهما النووين”.

ولم يستبعد برايت أن تكون منشأة “فردو” الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، التي قام بزيارتها منذ سنوات، موجهة لإنتاج اليورانيوم بغرض صنع الأسلحة، وهو ما تنفيه إيران باستمرار.