قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن البريطانيين سيصوتون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ما لم تحصل لندن من بروكسل على ضمانات قوية بأن الإصلاحات “كبيرة ولا رجعة فيها”.

وفي نبرة تحذيرية من جانب القيادي في حزب المحافظين، قال هاموند إن حكومة المملكة المتحدة لا تخادع أحدا عندما تقول لقادة القارة إن البريطانيين قد يختاروا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة مع صحيفة “التليجراف” قبل انطلاق مؤتمر حزب المحافظين السنوي في مدينة مانشستر، حذر هاموند من أن الحكومة ستتلقى سخرية كبيرة من الناخبين اذا لم يكن الاتحاد الأوروبي مستعدا لاجراء تغييرات.

وأبرز ما تطالب به لندن من بروكسل، هو تخليص المملكة المتحدة من أي اتحاد أو اندماج سياسي كبير للاتحاد الأوروبي مستقبلا، ومنع مواطني الاتحاد الأوروبي من الاستفادة من أي ضمانات اجتماعية في بريطانيا لمدة أربع سنوات متتالية، وكذلك حماية المركز المالي لبريطانيا وحيها المالي في وقت يتوجه فيه الاتحاد الأوروبي نحو اندماج نقدي ومالي وطيد.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي هذه المطالب تنازلات يصعب الموافقة عليها، فهي تعني إعادة النظر فيما تم الاتفاق عليه سابقا ويعطي مزايا خاصة لبريطانيا على حساب أعضائه من الدول الأخرى.

ورفض وزير الخارجية الكشف عما اذا كان يجب على الوزراء بالحكومة التعبير عن رأيهم في هذه القضية والاشتراك في حملة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، رغم اعلان رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بأنهم يرغب في البقاء.

وشن هاموند خلال المقابلة أقوى هجوم لحزب المحافظين على جريمي كوربين، محذرا من أن زعيم حزب العمال الجديد “يحرج” المملكة المتحدة و”يضرر سمعة بريطانيا في الخارج”.

ووسط مخاوف من توقف إعادة تفاوض ديفيد كاميرون مع بروكسل، سعى هاموند لتهدئة المحافظين بالإصرار على أن المحادثات مع القادة الأوروبيين سوف “تعود بوتيرة متسارعة” في الأسابيع المقبلة.

وقال “بين الانتخابات البولندية في نهاية أكتوبر والمجلس الأوروبي ديسمبر، نتوقع أن يكون هناك تصعيد كبير في مستوى النشاط التفاوضي والنقاش بيننا وبين شركائنا.”

ومع ذلك، أكد لنظرائه في مختلف أنحاء أوروبا على أن الناخبين البريطانيين سيصوتون للمغادرة اذا لم يكن هناك ضمانات “قوية” على أن أي حزمة إصلاح “لا رجعة فيه”.

واعترف وزير الخارجية بأنه رغم أن بريطانيا ستبقى قوية خارج الاتحاد الأوروبي، إلا أن الخروج من التكتل سيكون “مدمرا اقتصاديا”.