#
مكتبة الإسكندرية تفتتح المؤتمر الختامي لمشروع دعم التنوع الثقافي في مصر

مكتبة الإسكندرية تفتتح المؤتمر الختامي لمشروع دعم التنوع الثقافي في مصر

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم افتتاح المؤتمر الختامي لمشروع “دعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر” الذي بدأ نشاطه منذ عامين بدعم من الاتحاد الأوروبي، ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام؛ من 14-16 نوفمبر.

افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور هيثم الحاج علي؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، نيابة عن وزير الثقافة، وجوسيبي فاسكوس؛ مدير البرامج الثقافية بوفد الاتحاد الأوروبي في مصر، نيابة عن السفير جيمس موران؛ رئيس الوفد، وبحضور كل من الدكتور بدر الدين علالي؛ أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، وأمينة مدحت رياض؛ العضو المنتدب لمكتب وزارة التعاون الدولي نيابة عن وزيرة التعاون الدولي.

وفي بداية كلمته، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن العالم يحتاج إلى المزيد من الجهد والعمل للتأكيد على المفاهيم التي تجسدت في هذا المشروع، فالتنوع والابتكار وسائل هامة تساعد في نزع فتيل التطرف والعنف والإرهاب، وأدان سراج الدين الحادث الأليم الذي وقع أمس في باريس، مؤكدًا أننا نقف قلبًا وقالبًا مع كل دول العالم في مواجهة التطرف.

وأكد أن هناك عدد من الرسائل الأساسية التي شكلت الخلفية الإدراكية للمشروع، وهي ذات الخلفية التي تنطلق منها مكتبة الإسكندرية في مبادراتها، ومشروعاتها، ومطبوعاتها، الا وهي دعم التنوع الثقافي والإبداع.

ولفت إلى أن التنوع الثقافي سمة إنسانية لصيقة بالمجتمع الإنساني ماضيا وحاضرا ومستقبلا، هو مصدر غنى، وقوة ناعمة، وثراء إنساني، وارتقاء نفسي، وتقدم حضاري، وأن الهوية تتطور، وتنوعها جزء من تطورها في عملية ديناميكية تسهم فيها عدة عوامل أساسية متضافرة: الذاكرة التي توفر خبرة الماضي، والانفتاح الذي يسمح بالتعرض للتيارات العالمية، والتفاعل الذي يولد الجديد، والإبداع الذي يقود إلى تطوير المجتمع.

وأضاف أن الرسالة الثانية، هي أن المجتمع الإنساني المتنوع يتقدم بالإبداع، فإن تنوع المجتمعات، بما تحمله من تنوع في الرؤى والأفكار وطرائق التفكير، ينطوي في ذاته على امكانيات هائلة للإبداع. ولم يتقدم أي مجتمع إلا من خلال إطلاق طاقات الإبداع، وإزالة القيود المفروضة عليها.

وأوضح أن الرسالة الثالثة هي أن الإبداع الدائم يرتبط بما نطلق عليه “التراكم المعرفي”، فالمجتمعات الإنسانية المتقدمة دائما حريصة على تكوين ذاكرة الإبداع في أعماقها، تبني على ما تحقق، وتطور ما بلغته، وتنظر إلى المستقبل من مربع الحاضر الذي تعيشه. أما الرسالة الرابعة، فهي التغيير، والذي يحتاج إلى شروط، ومتطلبات، وركائز يستند إليها، في مقدمتها ما سبق ذكره التنوع، الإبداع، التراكم المعرفي، جميعها تقود دائما إلى التغيير الممنهج، والمؤسس على القراءة النقدية الواعية للتطور، بعيدا عن عشوائية النظرة، واضطراب التصرف.

وأكد سراج الدين أن الثقافة المصرية تتسم بمساحة معتبرة من الحيوية والديناميكية، لمسناها في عملنا المستمر في مجالات عديدة في مكتبة الإسكندرية، وتنبهنا إليها منذ وقت مبكر، وحرصنا أن تكون منطلق المشروع الخاص بالتنوع الثقافي والإبداع الذي نحن بصدده.

ولفت إلى وجود نتيجة مهمة للمشروع، ازدادت مكتبة الإسكندرية اقتناعا بها، وهي أن هناك تيارات ثقافية، وأجيال من المبدعين نحتاج أن نراها خارج مرآة المركزية الثقافية بالمعنى الجغرافي والمؤسسي والجيلي؛ جغرافيا بالتفاعل مع ثقافة مكونات الإقليم المصري، مؤسسيا بالانفتاح على مؤسسات حكومية وغير حكومية، وجيليا بالتفاعل مع الشباب المبدع الذي أضفى حيوية على المشروع.

وشدد على أن مصر لا تزال بحاجة إلى إعادة اكتشاف ثقافي، فلا يزال في هذا الوطن مخزون من الثقافة لم يبح به، وحوار مكتوم في قلبه يريد أن يرويه للمبدعين الحقيقيين الذين يفتشون في أعماقه. ومكتبة الإسكندرية هي صرح ثقافي له إطلالته الإقليمية والدولية، لكنه أيضا يرتبط بالجذور الثقافية للمجتمع المصري.

وأضاف: “إن هذا المشروع قد ألهمنا كما ألهمتنا تجاربنا الثقافية المستمرة أن ننطلق في المستقبل في عدد من المحاور المهمة: أولها التواصل مع الشباب المبدع، المجدد، الذي يحمل طاقة إبداع وعمل تجاه وطنه، وثانيها التوسع في مشروع “ذاكرة مصر المعاصرة”، بحيث يشمل الفترة الممتدة منذ عام 1981م حتي عام 2014م، وثالثها تعزيز مبادرات التنوع الثقافي والإبداع والتوسع في إعادة نشر كتب التراث العربي والإسلامي.

وأكد سراج الدين في الختام على أن مشروع “دعم التنوع الثقافي والإبداع”، يشكل جهداً قامت به مكتبة الإسكندرية مع عدد من الشركاء، هيئات وأفراد، حاولت من خلاله أن تدعم القيم الأساسية التي تؤمن بها، ونهضت عليها: حرية الفكر والاعتقاد، الإبداع، التنوع، قبول الآخر، احترام الاختلاف، وهي القيم التي نتأكد يوما بعد اليوم من أهميتها، وضرورة تحققها، وأهمية تجسدها في المجتمع، بل في المنطقة العربية بأسرها التي تواجه تحديات حقيقية تعصف بالنظام الاجتماعي والثقافي بها.

المصدر : وكالات

2015-11-14