مصر تحتفل بتعامد الشمس على أبوسمبل تحت شعار “بلد الأمن والأمان”..
النمنم لضيوف المهرجان: “نحن فى أمان بفضل قواتنا المسلحة”.. والعنانى: “عودة السياحة على أجندة اهتمامات الحكومة“
احتفلت الهيئة العامة لتنشيط السياحة بمهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد أبوسمبل، فى ظاهرة إعجاز فلكية سطرها القدماء المصريين، وتكرر يومين فقط فى العام 22 أكتوبر و22 فبراير.
أقيم مهرجان هذا العام تحت شعار “مصر بلد الأمن والأمان”، بحضور يحيى راشد وزير السياحة، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار، وحلمى النمنم وزير الثقافة، والسفيرة مشيرة خطاب المرشحة على منصب مدير عام اليونسكو، وأسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بالبرلمان، إلى جانب حضور نحو 1100 سائح أجنبى من جنسيات دولية مختلفة، والمئات من المصريين الزائرين.
وتضمنت فعاليات المهرجان تكريم 4 من الشخصيات التى ساهمت فى إنقاذ معبدى أبوسمبل، هم الموسيقار عزيز الشوان والفنان بيكار والمهندس كمال طلبة والأثرى عابدين صيام، فيما اتجه الوزيران النمنم والعنانى، إلى حى منشية النوبة بمدينة أبوسمبل، لوضع حجر الأساس لإنشاء المركز الثقافى على مساحة 5170 متراً مربعاً، لاستضافة جميع الفعاليات الفنية والحفلات فى المناسبات العالمية والقومية والمحلية العام المقبل، حيث يسع المسرح والذى سيتم إنشاؤه على الطراز الفرعونى 5 آلاف متفرج، ثم أعقب ذلك افتتاح معرض لوحات فنية بعنوان “أبوسمبل فى عيون الفنانين”.
وقدمت فرق الفنون الشعبية المشاركة فى المهرجان وهى: “سوهاج وقنا والأقصر وأسوان وتوشكى والموسيقى العربية”، عروضاً فنية أمام ساحة معبد أبو سمبل ليلة شروق الشمس، داخل صحن المعبد، ليكون خلفيته شموخ وعظمة الحضارة المصرية المتمثلة فى معبدى رمسيس الثانى ونفرتارى، وبحفل فنى آخر بمسرح السوق لأهالى وزائرى مدينة أبوسمبل السياحية، بجانب متابعة ضيوف المهرجان لعرض الصوت والضوء أمام معبدى الملك رمسيس وزوجته الملكة نفرتارى.
وأكد حلمى النمنم، وزير الثقافة، على هامش مشاركته فى المهرجان، أن احتفالنا بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، وسط فرحة وأمن وأمان الأجانب والمصريين، إنما يرجع الفضل فى ذلك إلى قواتنا المسلحة التى تضحى بدماء أبنائها لمكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار وأمن البلاد.
وأضاف وزير الثقافة، أن ما يحدث من تضحيات فى سيناء وسقوط شهداء لا ينفصل عما تقوم به جميع مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن جميع مؤسسات الدولة تعمل كفريق واحد، ولا يمكن أن يسير فريق دون الآخر فالكل يكمل بعضه البعض.
وأوضح “النمنم” أن وزارة الثقافة أخذت على عاتقها أن يكون هدفها هو العدالة الثقافية، بمعنى أن تصل الثقافة والفنون للجميع دون تقييدها فى مكان معين، سواء العاصمة أو أى محافظة أخرى، لافتاً إلى أن العدالة تصل بالثقافة بجميع أنشطتها لأى مكان فى الجمهورية بلا استثناء.
وأشار الوزير إلى أن المركز الثقافى العالمى بأبو سمبل سيكون مجمعاً للحضارة المصرية والتعريف بها أمام الجميع، نظراً لأن مدينة أبو سمبل بداية دخول النيل لمصر جنوباً، وستكون انطلاقة فعلية لتعريف الحضارة المصرية، مؤكداً أن مصر هبة المصريين، ومصدر الحضارات على مستوى العالم، فالمصرى سواء النوبى أو صعيدى أو فلاح وبحراوى هو من استطاع ترويض النيل وتطويعه لتنطلق التنمية بمجالاتها حول نهر النيل.
وقال وزير الثقافة، “سنتبنى من الآن تحويل معركة قادش، والتى سطرتها جدران معبدى أبو سمبل، بالتعاون مع جميع الجهات لننقل هذا العمل الحضارى لعمل فنى يليق بتاريخه وحضارته، وبالتنسيق مع الثقافة والأوبرا، وكل من يستطيع أن يشارك فى هذا العمل على غرار أوبرا عايدة”، مشيراً إلى ضرورة إنتاج عمل فنى عن معركة قادش التى تتزين بها معابد أبو سمبل بالتعاون بين الأوبرا والثقافة الجماهيرية لتجسد هذه المعركة المهمة فى تاريخ مصر حتى تتعرف عليها الأجيال الحالية.
من جهته قال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، “نبعث برسالة أمن وأمان للعالم الدولى بأن مصر آمنة، وتحظى السياحة والثقافة والآثار باهتمام كبير من الحكومة”.
وأعرب وزير الآثار عنأمنياته أن تعود معدلات السياحة فى أبو سمبل إلى سابق عهدها الذهبى، حيث كانت تقف الأتوبيسات لمسافة تزيد عن 1500 متر بجوار بعضها البعض من كثرة أعداد السائحين.
وقال العنانى، إن بعض علماء الآثار يعتبرون معبد أبوسمبل بمثابة العجيبة الثامنة على مستوى العالم، بعد العجائب السبع، نظراً لعراقته وروعته وعظمة عملية إنقاذه على يد منظمة اليونسكو.
من جانبه، أكد حسام عبود، مدير آثار أبوسمبل، أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى تعد ظاهرة فريدة من نوعها، تعود إلى 33 قرناً من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريون، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان، مشيراً إلى هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التى خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة الخالدة من العالم.
وأضاف مدير آثار أبوسمبل الحديث، “ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة، والأخرى 22 فبراير احتفالاً ببدء موسم الحصاد، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة آمون ورع حور وبيتاح، وتخترق الشمس صالات معبدرمسيس الثانى التى ترتفع بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين”.