مدينة المائة باب “الأقصر” تتأهب لتتويجها عاصمة السياحة العالمية بمشاركة ١٥ دولة
باقى من الزمن يومين فقط تفصلنا عن بدء فعاليات تنصيب مدينة الأقصر عاصمة السياحة العالمية لعام ٢٠١٦، بعد إعلان 50 دولة مشاركة في فعاليات الجلسة 103 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، الموافقة بالإجماع على استضافة مصر لفعاليات الجلسة 104 للمنظمة، خلال الفترة ما بين 30 أكتوبر حتى 1 نوفمبر بمدينة الأقصر وهو القرار الذي يعد بمثابة تنصيب دولي لمدينة الأقصر كعاصمة للسياحة العالمية.
وتهدف القمة حسب تقرير منظمة السياحة العالمية لخلق منصة متنوعة لتبادل الخبرات فى اليات تنمية وتطوير سياحة المدن وتكوين مفاهيم وصور جديدة عن سياحة المدن، وتحديد رؤية مشتركة حول كيفية التكيف مع التغيرات فى هذا المجال. كما انه من بين اهدافها توفير اطار متكامل لكافة المتغيرات الظاهرية والداخلية فى مجال سياحة المدن، مثل التخطيط والتحكم والتشغيل من اجل تسليط الضوء على العلاقة بين السياحة والتنمية الحضرية على المستويات المختلفة للمدن حول العالم، لاستكشاف سبل تعظيم تجربة الزائر عبر تعظيم الفائدة للمجتمع المحلى بتوفير منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية بيئية.
وتتناول قمة سياحة المدن هذا العام، انماط سياحة المدن تصنيف هذا النوع من السياحة فى الاسواق العالمية، كيفية توفير ادارة تنموية فعالة وسط منافسة فعالة بين المدن وربطها بالنظم الاقتصادية والاجتماعية، اعادة تنظيم المفاهيم الخاصة بسائح المدن.
ومن المقرر ان تتضمن فعاليات القمة التى تعقد على مدار يومين، كلمات لكل من يحيى راشد وزير السياحة ود.خالد العناني وزير الاثار ومحمد سيد بدر محافظ الاقصر وديفيد سكوزيل رئيس المجلس العالمى للسياحة والسفر، وطالب الرفاعى الامين العام لمنظمة السياحة العالمية، وريوشي ماتسوياما رئيس المنظمة القومية للسياحة اليابانية، عاقل بلتاجى عمدة عمان وشينج هونج عمدة بكين السابقة، وزاهى حواس وزير الاثار السابق وطارق صادق ممثلا عن وزارة السياحة المغربية، وكذلك ممثلين عن دول اليونان ومدريد واسبانيا وماليزيا واذربيجان والمملكة المتحدة وكرواتيا وألمانيا واستراليا والأرجنتين.
وفى اطار الاستعدادات لاستقبال هذا الحدث العالمى، تقرر منع وقوف عربات الحنطور أمام معبد الأقصر والميادين الرئيسية والفنادق الكبرى بالمدينة، وذلك في إطار الخطوات التنظيمية لتجميل المدينة لاستقبال ضيوف مؤتمر سياحة المدن والموسم السياحي الشتوي. كما تزينت المدينة كالعروس، حيث تم عمل اعمال نظافة وصيانة لشوارع المدينة وتم تعليق لافتات تاريخية عن الأقصر وآثارها.
الأقصر تلقب بمدينة المائة باب أو مدينة الشمس، عُرفت سابقاً باسم طيبة، هي عاصمة مصر في العصر الفرعوني، تقع على ضفاف نهر النيل والذي يقسمها إلى شطرين البر الشرقي والبر الغربي، وهي عاصمة محافظة الأقصر جنوب مصر، تقع بين خطى عرض 25-36 شمالاً، 32-33 شرقاً، وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة حوالي 670 كم، وعن شمال مدينة أسوان بحوالي 220 كم، وجنوب مدينة قنا حوالي 56 كم، وعن جنوب غرب مدينة الغردقة بحوالي 280 كم، يحدها من جهة الشمال مركز قوص ومحافظة قنا، ومن الجنوب مركز إدفو ومحافظة أسوان، ومن جهة الشرق محافظة البحر الأحمر، ومن الغرب مركز أرمنت ومحافظة الوادي الجديد،أقرب الموانيء البحرية للمدينة هو ميناء سفاجا، وأقرب المطارات إليها هو مطار الأقصر الدولي.
تبلغ مساحة الأقصر حوالي 416 كم²، والمساحة المأهولة بالسكان هي 208 كم²، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 487,896 نسمة بحسب إحصاء عام 2010،تقسم مدينة الأقصر إدارياً إلى خمسة شياخات هي شرعية العوامية، الكرنك القديم، الكرنك الجديد، القرنة، منشأة العماري، وستة مدن وقرى تابعة لها هي البياضية، العديسات بحري، العديسات قبلي، الطود، البغداداي، الحبيل، يقال أنّ الأقصر تضمّ ما يقارب ثلث آثار العالم، كما أنها تضم العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقي والغربي للمدينة، يضم البر الشرقي معبد الأقصر، معبد الكرنك، وطريق الكباش الرابط بين المعبدين، ومتحف الأقصر، أما البر الغربي فيضم وادي الملوك، معبد الدير البحري، وادي الملكات، دير المدينة، ومعبد الرامسيوم، وتمثالا ممنون.
يرجع تأسيس مدينة طيبة إلى عصر الأسرة الرابعة حوالي عام 2575 ق.م، وحتى عصر الدولة الوسطى لم تكن طيبة أكثر من مجرد مجموعة من الأكواخ البسيطة المتجاورة، ورغم ذلك كانت تستخدم كمقبرة لدفن الأموات، فقد كان يدفن فيها حكام الأقاليمِ منذ عصر الدولة القديمة وما بعدها، ثم أصبحت مدينة طيبة في وقت لاحق عاصمة لمصر في عصر الأسرة المصرية الحادية عشر على يد الفرعون منتوحتب الأول، والذي نجح في توحيد البلاد مرة أخرى بعد حالة الفوضى التي احلت بمصر في عصر الاضمحلال الأول، وظلت مدينة طيبة عاصمة للدولة المصرية حتى سقوط حكم الفراعنة والأسرة الحادية والثلاثون على يد الفرس 332 ق.م.