ما لا تعرفه عن الهجرة النبوية : بدأت أواخر شهر صفر استغرقت 10 أيام.. و اختفاء الجمال أبرز معجزاتها
للهجرة معان عميقة في وجدان وعقيدة المسلمين، فهي هجرة من الباطل إلي الحق، ومن الشرك والكفر إلى الإسلام،
و حدثاً فاصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية، التي بدأ فيها نزول الوحي على رسول الله،
وتبليغه للناس ، وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة.
وقعت أحداث الهجرة ما بين أواخر شهر صفر ومنتصف شهر ربيع الأول من عام الهجرة، وليس في محرم كما يعتقد البعض،
لكن اعتبر شهر المحرم هو بداية التقويم الإسلامي “الهجري”، فأول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هو هلال المحرم،
فناسب أن يجعل مبتدأ .
أذن رسول الله لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، فأخذوا يغادرون مكة متسللين منها خفية، فرادى وجماعات، خشية أن تعلم قريش
بأمرهم فتمنعهم من ذلك، تاركين وراءهم كل ما يملكون من بيوت وأموال وتجارة، فرارا بدينهم وعقيدتهم.
وبقي النبي في مكة، وبقي أبو بكر الصديق، وعلى بن أبي طالب رضي الله عنهما، أما علي؛ فقد كلفه رسول الله بمهام يقوم بها.
وعندما بدأ الصحابة بالهجرة جاء أبو بكر الصديق إلى رسول الله يستأذنه بالخروج إلى المدينة المنورة، ولكن رسول الله استبقاه قائلا:
“لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا”، فطمع أبو بكر أن يكون هو صاحبة فاشترى ناقتين وأعدهما، ودفعهما إلى عبد الله بن أريقط الذي
كان استأجره كي تكون جاهزتين إذا حانت الساعة لذلك.
رحلة النبي صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، استغرقت 10 أيام، حدث خلالهم معجزات عديدة جسدت رعاية الله وحفظة للنبي محمد.
المعجزة الأولي: تمثلت في خروج النبي صلي الله عليه وسلم، سالما أمام أعين الكفار الذين تربصوا أمام منزله، استعداد للانقضاض عليه.
المعجزة الثانية، كانت اختفاء الجمال الثلاثة التي كان يركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، رضي الله عنه
– وعبد الله بن أريقط المشرك الذي كان دليل الرسول وصاحبه في الهجرة عن أعين المشركين .
المعجزة الثالثة والرابعة، وقعتا عقب وصول الرسول صلي الله عليه وسلم إلى يثرب، فلما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة، أضاء منها كل شيء.. وتمنى كل واحد من الأنصار أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، فكان لا يمر بدار من دور
الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته، قائلين: هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمتعة فكان يقول لهم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة.
فلم تزل سائرة به حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي اليوم فبركت ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً ثم التفتت فرجعت إلى مبركها
الأول فنزل عنها وقال: هنا المنزل إن شاء الله، وذلك في بني النجار أخواله صلى الله عليه وسلم وكان من إلهام الله للناقة أن بركت حيث يحب أن ينزل .