قوات كييف تتقدم نحو دونيتسك معقل الانفصاليين
أ ف ب
يواصل الجيش الاوكراني الاحد بعد استعادته معاقل للانفصاليين في سلافيانسك وكراماتورسك، زحفه باتجاه دونيتسك حيث دعا المتمردون الموالون لموسكو انصارهم الى التجمع في ساحة لينين.
فقد حفز النجاح الميداني الاول الكبير كييف على تغليب الحل العسكري على التحرك الدبلوماسي الذي تدعو اليه موسكو ويدعمه الاوروبيون.
لكن مع رفع العلم الاوكراني في سلافيانسك وزيارة وزير الدفاع المكان والتهاني الرئاسية ومنح اوسمة لجنود تميزوا بادائهم في العملية العسكرية، شغل انتصار القوات المسلحة الذي يتباين مع حالة الاذلال عند بدء الحراك الانفصالي كل الاوساط السياسية والاعلامية يومي السبت والاحد.
واعلن الرئيس بترو بوروشنكو بوضوح ان الهجوم العسكري سيستمر، وقال في رسالة تمت تلاوتها على التلفزيون “ان الامر الذي اصدرته يبقى نافذا لابد من تشديد الحصار على الارهابيين، ومواصلة العلمية من اجل تحرير منطقتي دونيتسك ولوغانسك”.
واضاف الرئيس الاوكراني “ان الوضع لا يزال صعبا جدا والارهابيون يتحصنون في المدن الكبرى ولا تزال امامنا صعاب كثيرة لا بد من تذليلها”.
وبحسب معلومات رسمية يؤكدها الانفصاليون فان قوات كييف تواصل زحفها نحو الجنوب مدعومة من تشكيلات للمتطوعين.
واعلن قائد كتيبة متطوعي دونباس سيمن سمنتشينكو ان المقاتلين الانفصاليين غادروا مدينتي درويكيفكا وكوستيانتينفكا الواقعتين بين سلافيانسك ودونيتسك.
وان كان الوضع هادئا صباح الاحد في دونيتسك نفسها فقد سمع دوي مدفعي في منطقة المطار التي تتنازع السيطرة عليها القوات الحكومية والمتمردون على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس، والتوتر كان جليا في جانب الانفصاليين.
وكتب احد ابرز قادة الانفصاليين دنيس بوشيلين على حسابه على موقع تويتر “ان دونيتسك تستعد للدفاع عن نفسها، ان جميع قواتنا تحتشد بالتحديد هنا هجوم النازيين (الصفة التي يطلقها الانفصاليون على سلطات كييف) سيتم صده في كل الحالات ودونباس لن تركع”.
واضاف في رسالة اخرى “لقد غادرنا هذه الليلة درويكيفكا وكوستيانتينفكا، لكن الدفاع عن دونيتسك سيشكل منعطفا سننتصر”.
وسيكون شعار التجمع المقرر بعد الظهر في دونيتسك “انقذوا سكان دونيتسك من الجيش الاوكراني”.
واعلن قائد انفصالي اخر يدعى ايغور ستريلكوف -الذي تقول كييف انه ضابط في الاستخبارات العسكرية الروسية- انه سينشىء الاثنين “مجلسا عسكريا مركزيا” لتنسيق عمليات الدفاع بشكل افضل.
اما على الصعيد الدبلوماسي فيبدو ان اجتماع مجموعة الاتصال الذي كان يفترض مبدئيا ان ينعقد السبت، امرا منسيا في كييف.
وهذا اللقاء لممثلين عن كييف وموسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا الذي تقرر الاربعاء الماضي في برلين، كان يفتر1ض ان يعيد مسار التفاوض. لكن كييف نظرت اليه بتشكيك يكاد لا يكون مخفيا، حيث ربطت اي حل سياسي بقبول الانفصاليين وموسكو باستعادة اوكرانيا السيطرة على حدودها مع روسيا.
ورسميا اصطدم لقاء مجموعة الاتصال بخلافات حول مكان انعقاده، الا ان روسيا ثابرت على العمل من اجل انعقاده حتى بعد سقوط سلافيانسك.
وتحادث وزير خارجيتها سيرغي لافروف السبت هاتفيا مع نظيريه الالماني والفرنسي مشددا على مسامعهما على ضرورة عقد مثل هذا اللقاء خصوصا مع شن العملية العسكرية الاوكرانية، مشيرا الى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير بنى تحتية، وحصل على دعم محادثيه بحسب بيان للدبلوماسية الروسية.
وراى المحلل الاوكراني من معهد التعاون الاوروبي الاطلسي فولوديمير غورباتش ان السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك “تؤكد صوابية مواقف الاوكرانيين الذين طالبوا بالانتقال الى المرحلة الفعلية للعملية (العسكرية) مفضلين ذلك على هدنة ومحادثات بدون نهاية تجمد النزاع كما حصل في ترانسنستريا او ابخازيا”.
وقال لوكالة فرانس برس انه “لتسريع عودة السلام في دونباس على حلفائنا الالمان والفرنسيين الضغط على روسيا وليس على اوكرانيا”، معتبرا ان الحل يجب التوصل اليه “بدون تدخل روسيا”.