
قلق متزايد في فنزويلا في اليوم الثالث لانقطاع الكهرباء
دخل الفنزويليون اليوم الأحد يومهم الثالث وسط انقطاع شامل للتيار الكهربائي الذي تسبب حتى الان بوفاة 15 مريضا على الاقل في المستشفيات، ما فاقم من حدة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وكان هذا الانقطاع غير المسبوق بدأ الخميس الماضى في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة ويعتبر منتجا كبيرا للنفط.
وأججت هذه الأزمة الجديدة التي حرمت البلاد من المياه والنور والاتصالات من حدة الصراع على السلطة بين الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان جوايدو، الذي أعلن نفسه في يناير الماضى رئيسا بالوكالة واعترف به حوالى خمسين بلدا.
ونظم كلاهما أمس السبت تجمعات في كراكاس. فدعا جوايدو الى مسيرة وطنية في العاصمة لدفع مادورو الى مغادرة السلطة، وكرر استعداده للسماح بتدخل عسكري أجنبي. في حين ندد مادورو الذي قام بظهوره العلني الأول منذ بداية انقطاع التيار، بما اعتبره “هجوما الكترونيا” في “حرب الكهرباء” التي تشنها الولايات المتحدة.
وبدت الحركة شبه متوقفة في فنزويلا، فأقفلت المتاجر والمدارس أبوابها وتوقفت وسائل النقل عن العمل. وفي كراكاس وضواحيها، حيث يعيش ستة ملايين شخص، لم يعد التيار سوى فترة قصيرة السبت. وكان عشرات المسافرين على الرحلات التي ألغيت، ينتظرون الفرج في مطار مايكيتيا الدولي.
وذكرت منظمة “تحالف المنظمات من أجل الحق في الصحة والحياة” أن 15 مريضا على الاقل مصابين بأمراض الكلي قد توفوا خلال 48 ساعة لأن 95% من وحدات غسيل الكلي توقفت عن العمل لانقطاع التيار الكهربائي.
وقال جوايدو السبت أمام الآلاف من الانصار، “أعلن عن جولة مع جميع النواب (في أنحاء البلاد) لحملكم على المجيء الى كراكاس بصورة نهائية”. واضاف “بعد نهاية هذه الجولة… سنعلن موعد توجهنا جميعا الى كراكاس”.
وكرر جوايدو استعداده للسماح بتدخل عسكري اجنبي استنادا الى “المادة 187 من الدستور، عندما يحين الأوان”. وتجيز هذه المادة القيام ب”مهمات عسكرية فنزويلية خارج البلاد، او مهمات عسكرية أجنبية داخلها”.
وفي الوقت نفسه، كان الآلاف من أنصار مادورو، بثيابهم الحمراء، يستمعون اليه.
وقال مادورو “اليوم، 9 مارس، احرزنا ما يناهز 70٪ (في اعادة الكهرباء) بعد أن تعرضنا عند الظهر لهجوم إلكتروني آخر استهدف أحد مصادر الطاقة التي كانت تعمل. وقد قضى هذا الامر على كل ما كنا حققناه”.
وأوضح وزير الاتصال خورخي رودريجيز أن انقطاع التيار نجم ن “هجوم الكتروني على منظومة المراقبة الالكترونية” في محطة جوري الكهربائية (جنوب شرق) التي تزود فنزويلا ب 80% من الكهرباء.
فى حين يعزو جوايدو وعدد من الخبراء الانقطاع إلى نقص الاستثمارات الحكومية في صيانة البنية التحتية.
واعتبرت شركة الكهرباء الفنزويلية كوربوليك أن “تخريبا” حصل في غوري، من دون تقديم ايضاحات.
ويُضاف الانقطاع الى النقص الذي يعاني منه السكان. وبالإضافة إلى المستشفيات والاتصالات السلكية واللاسلكية، يؤثر انقطاع الكهرباء على إمدادات الماء وبدأ يهدد الأغذية الطازجة .
وكان مئات الأشخاص قد توجهوا الى ساحة في كاراكاس مزودين بألواح شمسية لتحميل بطاريات هواتفهم المحمولة.
قالت الحكومة إنها ستزود الأمم المتحدة بـ “أدلة” على مسؤولية واشنطن عن الانقطاع. ومن المتوقع مجيء وفد من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في غضون أيام قليلة.
المصدر : وكالات