#
فرنسا تشهد موجة غضب جديدة ضد إصلاح نظام التقاعد وسط مخاوف من اندلاع الفوضى

فرنسا تشهد موجة غضب جديدة ضد إصلاح نظام التقاعد وسط مخاوف من اندلاع الفوضى

تشهد فرنسا، اليوم الثلاثاء، يوما جديدا من الإضرابات بدعوة من الاتحاد النقابي العمالي وذلك في قطاعات عدة حيوية في الدولة، ومسيرات في جميع أنحاء البلاد وهو اليوم العاشر من الحشد لتظاهرات واسعة النطاق ضد قانون إصلاح نظام التقاعد، الذي أثار موجة من الاحتجاجات في البلاد طوال الفترة الماضية.

ومن المتوقع تنظيم ما يقرب من 240 مسيرة وتظاهرة في فرنسا، يشارك فيها ما يقرب من 650 ألفا إلى 900 ألف شخص، من بينهم من 70 ألف إلى 100 ألف شخص في باريس، احتجاجا على مشروع إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الذي يقضي برفع سن التقاعد إلى 64 عاما.

ومن المنتظر أيضا أن تنطلق المسيرات في العاصمة الفرنسية في الساعة الثانية ظهرا (بتوقيت باريس) من ميدان “الجمهورية” للوصول إلى ميدان “الأمة” حيث تنتهي التظاهرة في السابعة مساء، بحسب شرطة باريس.

لكن هذه التظاهرات تأتي مع تحذيرات ومخاوف من اندلاع حالة من الفوضى، فقد حذر بالأمس وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين من وجود “مخاطر كبيرة بالإخلال بالنظام والأمن العام” خلال تظاهرات اليوم.

وقال دارمانين، خلال مؤتمر صحفي، إن “جهاز الاستخبارات التابع لمديرية الشرطة الوطنية الفرنسية توقع مخاطر كبيرة تهدد بالإخلال بالنظام العام.. إذ أن أكثر من 1000 عنصر متطرف، بعضهم جاء من الخارج وآخرون كانوا حاضرين في أحداث العنف الأخيرة التي اندلعت خلال مظاهرات (سانت سولين) غرب فرنسا، يمكنهم التسلل للمسيرات الباريسية والقيام بأعمال عنف في مدن فرنسية أخرى مثل ليون ورين ونان وبوردو”.

لذلك أعلن عن تعزيزات أمنية “غير مسبوقة” في فرنسا، وتم نشر 13 ألف فرد من رجال الشرطة والدرك، من بينهم 5500 في باريس، مشيرا إلى أن هذا العدد وهذه التعبئة الأمنية لم يتم حشدها من قبل.

وتتوافق هذه المخاوف مع توقعات بحدوث أعمال عنف خلال مظاهرات اليوم، حيث أن حالة التوتر والعنف تزايدت خلال الفترة الماضية بعد تمرير مشروع القانون دون تصويت برلماني، في 16 مارس، عبر تفعيل الحكومة المادة “49.3” من الدستور، وهو الأمر الذي يراه كثيرون على أنه “إنكار للديمقراطية”، ومنذ ذلك الحين، تُنظم تظاهرات يومية في مناطق عديدة في باريس يتخللها أعمال عنف واشتباكات بين رجال الشرطة والمتظاهرين.

وفي الوقت نفسه يشهد اليوم إضرابات في قطاعات حيوية بالدولة، كالنقل فمن المتوقع أن تشهد حركة النقل اضطرابات كبيرة، وفي مدينة “رين” غرب البلاد أغلق المتظاهرون محطة الحافلات الرئيسية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، حسبما أعلنت هيئة النقل في “رين”.

كما من المتوقع تعطل حركة القطارات بالسكك الحديدية اليوم وتشغيل ثلاثة من كل خمس قطارات وفي مترو الانفاق يتوقع حدوث اضطرابات كبيرة، بالنسبة للوقود فإن 15% من محطات الخدمة تعاني من نقص في الوقود، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية من البلاد، أيضا في قطاع التعليم أعلن ما يقرب من ثلث معلمي المدارس الابتدائية دخولهم في إضراب اليوم.

وفي قطاع الطيران، طلبت المديرية العامة للطيران المدني الفرنسي من شركات الطيران خفض جدول رحلاتها يومي الثلاثاء والأربعاء بنسبة 20% في باريس – أورلي، إثر إشعار الأضراب الذي أرسلته العديد من نقابات مراقبي الحركة الجوية.

وبالفعل تم إلغاء ما يصل إلى ثلث الرحلات الجوية بين باريس- أورلي، وتأثرت العديد من المطارات الإقليمية وستظل الحركة الجوية معطلة على الأقل حتى يوم الأربعاء بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.

وكان فيليب مارتينيز، الأمين العام للاتحاد العام للعمل (إحدى النقابات العمالية الكبرى) قد أكد مجددا أمس الاثنين أن “الهدف من هذه التظاهرة هو سحب مشروع إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، أما لوران بيرجيه الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل ، فقد أكد أنه ينتظر “تحركا قويا للغاية من جانب الحكومة” بشأن الإجراء الرئيسي لتأجيل رفع السن القانوني إلى 64 عاما.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رغبته في مواصلة التفاوض مع النقابات العمالية من أجل تهدئة الأوضاع في البلاد والمضي قدما في مشروعه لإصلاح نظام التقاعد.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

2023-03-28