#
فتاوى .. مجدى عاشور : الاجتماع لـ الدعاء حرام شرعا فى زمن الوباء

فتاوى .. مجدى عاشور : الاجتماع لـ الدعاء حرام شرعا فى زمن الوباء

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال يسأل صاحبه: “هل يجوز الاجتماع للذكر والدعاء والقنوت من أجل رفع الوباء فى زمن انتشار الوباء ؟

وأجاب الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، وأمين الفتوى فى دار الإفتاء، قائلا: “أولًا : الذكر والدعاء أمر مستحب فى الأصل، ويكون فى كل وقت، حيث لم يحدد الله تعالى لهما زمانًا أو مكانًا، ويزداد الأمر استحبابًا عند الاجتماع عليهما فى الكوارث والنوازل والأزمات، يقول تعالى عند سيدنا زكريا عليه السلام وزوجته : “إِنَّهُمْ كَانوا يسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”.

أضاف: “ثانيًا : ليس كل ما كان مشروعًا أو مستحبا يصلح فى كل وقتٍ أو حال، بل يرتبط ذلك بأن لا يكون وسيلة لوقوع الضرر على المجتمعين لعبادة الذكر والدعاء ولو كان بتلاوة القرآن، إذ إن الخير والطاعة لا يأتيان بِضررٍ على الفَردِ أو المجموع ، قال الله سبحانه وتعالى : “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”، وقال النبى الكيم، صلى الله عليه وسلم : ” لَا ضَرَرَ ولَا ضِرَار”.

حكم الاجتماع للذكر وقت الوباء

وتابع مستشار المفتى، قائلا: “حكى الحافظ ابن حجر العسقلانى فى كتابه “بذل الماعون فى فضل الطاعون”، عن ضرر ما حدث للناس فى عصره عند اجتماعهم للدعاء والصلاة فى زمن الوباء فقال : “ووقع هذا فى زماننا، حين وقع أوَّل الطاعونِ بالقاهرة فى 27 من شهر ربيع الآخَر سنة 833 هـ، فكان عدد من يموتُ بها دون الأربعين، فخرجوا إلى الصحراء فى 4 جمادى الأولى، بعد أن نُودى فيهم بصيام 3 أيامٍ، كما فى الاستسقاء، واجتمعوا، ودعوا، وأقاموا ساعةً، ثم رجعوا، فما انسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت فى كل يومٍ بالقاهرة فوق الألف، ثم تزايد” .

واختتم فتواه قائلا : “إن الاجتماع للذكر والدعاء وقراءة القرآن أمر مشروع بل قد يكون مستحبا، ولكن إذا تَرَتب ضرر بسبب اجتماع الناس، ولو بالطاعة وفعل الخير، فإنه يصير حراما شرعا، مثل الاجتماع وقت الأوبئة وخوف انتشار الأمراض المعَدية .. والله أعلم”.

2020-04-18