فاطمة بن سعيدان: الفيلم القصير جرعة فنية مكثفة تركز على الفكرة
قالت الفنانة التونسية فاطمة بن سعيدان إن الفيلم القصير، نمط مهم جدا في صناعة السينما، لأنه بمثابة جرعة مكثفة تركز على الفكرة وتقدمها بشكل أدق، مؤكدة اعتزازها بالمشاركة في الأفلام القصيرة
جاء ذلك خلال ندوة أدارتها أمس، الناقدة فايزة هنداوى، على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصيرفي دورته الثامنة، والأولى دوليا، الذي كرم الفنانة التونسية فاطمة بن سعيدان .
وأكدت “بن سعيدان” أنها لا ترفض المشاركة في أي عمل قصير مع مخرجين جدد،ولا تتدخل فى رؤية المخرج كما أوضحت أنها ليس لديها مشكلة في مساحة الدور ولكن ما يهمها في أي عمل تقدمه هو الدور نفسه، وتعمل على كل شخصية بشكل احترافي.
فى بداية الندوة، أقيمت بأوبرا الإسكندرية على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، أشادت الممثلة التونسية بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وشكرت إدارته على تكريمها وحفاوة الاستقبال، مؤكدة إعجابها بالمهرجان وانبهارها بالحضور الجماهيري لمختلف فعالياتها.
وتحدثت فاطمة بن سعيدان عن بدايتها الفنية وأشارت إلى انها أحبت التمثيل منذ صغرها فقد نشأت على حكايات الجدات وما تحمله من “خرافات”، ثم على الإذاعة التى كانت تقدم برامج وروايات ،كانت مبهرة بالنسبة لها .
وأضافت أنها شاركت في ورش للتمثيل ثم بدأت عملها الفني من خلال المسرح الذي قدمت عليه العديد من الاعمال كما شاركت فى السينما وقدمت فيها 9 أفلام مع عدد من المخرجين الكبار، بينما لم تشارك في أي عمل تليفزيوني طوال مشوارها الفني سوى العام الماضي فقط، لأنها لم تجد الشخصية التي ترضى طموحتها من قبل لتقديمها للجمهور.
وذكرت بن سعيدان أن المرأة التونسية لم تنل الحرية على طبق من ذهب، ولكنها ناضلت من أجل حريتها وشاركت في الحياة السياسية منذ عام 1956، وأن الرئيس بورقيبة كان له قرار حاسم بإعطاء المرأة حريتها بعد تغيير قانون الأحوال الشخصية التونسي.
وأضافت المرأة التونسية عندها من القوة والشجاعة والشعور بالمسؤولية تجاه نفسها ما يجعلها تنادي بحريتها، ليس حريتها هي فقط بل حرية جيل كامل وحرية مجتمع كامل بمعنى، إن في حرية المرأة تكمن حرية الرجل أيضا وهذا ما لا يفهمونه، لذا هناك مكتسبات نلناها ومن أعطانا هذه المكتسبات يعلم أن المرأة تستحقها ولن تتنازل عنها، والنضال متواصل وما زلنا نطالب أكثر وأكثر ونتمنى أن ننال حقنا في المساواة في الميراث، موضحة أنها ليست ضد الدين ولكنها تود أن تحصل المرأة على حقوقها لأن المرأة لها دور فعال في المجتمع، ضاربة المثل بابنتها قائلة: لقد قمت بتعليم ابنتي وأعطيتها حقوقها بالكامل، فلماذا أحرمها من حقها المادي في الميراث بحجة الدين والدين ينصف أساساً المرأة.
وقالت الممثلة التونسية فاطمة بن سعيان إن الفن مسئولية، والفنان يساهم في تنوير العقول، ورغم ذلك فإن الفن ليس منبرا سياسيا أو نقابيا، مضيفة أن الفن هو حلقة الوصل بين المجتمع والسلطة، يتطرق إلى كل المواضيع ويسلط الضوء على المشاكل ولا يخشى شيئا، كما أن السياسي لابد أن يهتم بمشاهدة الأعمال الفنية لأنها تعبر عن الواقع، ليهتم بحل تلك المشاكل، وقالت: “إذا كنا نفكر في الخوف لا يمكننا أن نبدع “.
وعن عدم تقديمها لأعمال فنية في مصر، خاصة في السينما والمسرح، قالت أكتفي بأن أعيش التجارب مع التونسيين وما يهمني هو أن أتحدث عن تونس بلغتي التونسية متابعة ورغم ذلك عرفنى المصريون فقد أتيت من تونس إلى الاسكندرية لتكريمى ،مؤكدة على أن الصناعة الفنية في مصر عريقة وهي إضافة للفن في الوطن العربي كله، مؤكدة إنها لم يصلها أي عروض للعمل فى مصر لكنه يسعدها بالطبع وترحب بذلك.
وأشارت أنها تتمنى تقديم شخصية نوال السعدوي من خلال أفكارها المختلفة وليس شخصيتها الحياتية، فهي تعشق أفكارها وكيف كانت مؤثرة عليها بشكل كبير.
يذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يقام في الفترة من 10 وحتى 16 فبراير الجاري، ويشمل خمس مسابقات وهي مسابقة الأفلام الوثائقية الرسمية، مسابقة الأفلام الروائية الدولية، مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، مسابقة الأفلام العربية، ومسابقة أفلام الطلبة، كما يشمل المهرجان عدة ورش وندوات خاصة بصناعة السينما.
وتتكون إدارة المهرجان من محمد محمود رئيسا، موني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام بمدينة الإسكندرية تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، هيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب والرياضة، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن ، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية.