
عالم مصري يصنع خشب بلاستيكى من المخلفات باستخدام الإشعاع
فى ظل النقص الحاد فى المصادر الطبيعية للأخشاب أصبح الخشب البلاستيكى البديل للخشب الطبيعى.
الجديد هو أن يتم إنتاج هذا النوع من الأخشاب من المخلفات البلاستيكية والزراعية وفق الطريقة التي توصل إليها د.حسين النحاس
أستاذ الكيمياء الإشعاعية بهيئة الطاقة الذرية بعد سنوات من التجارب.
واستطاع النحاس إنتاج أنواع متعددة و مميزة من الأخشاب البلاستيكية باستخدام التكنولوجيا الإشعاعية، وتشبه الأخشاب الطبيعية
ويمكنها أن تخضع لعمليات التشغيل الخشبى مثل (النشر، الكشط ، الصنفرة ، اللصق ، الدهان… وغيرها) علاوة على أنها مقاومة
للمياه الراكدة وأشعة الشمس المباشرة والحريق وأعمال العزل الحرارى كما أنه قابل للتدوير اربع مرات باستخدام الطرق الحرارية.
يحكي لنا كيف بدأت رحلته مع إنتاج الخشب البلاستيكي؛ ويقول: بدأ عملي كبحث أكاديمي بالتعاون مع جامعة مانشستر بإنجلترا بالمعايير
التقليدية فى تصنيع الخشب البلاستيكى باستخدام بلاستيك البولى إثيلين ومادة الماليك انهيدريد المخلط حراريا بنسب مختلفة بالمخلفات
الزراعية مثل قش الأرز أو بقايا قصب السكر وأعطت النتائج الأولية مواصفات جيدة بعض الشىء عن الأخشاب المصنعة فى جنوب شرق
آسيا كالصين وكوريا، ولكنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لمنافسة الأخشاب الطبيعية وإيجاد قيمة تنافسية، وكان من الأفضل إيجاد طرق
تكنولوجية غير تقليدية تحقق طفرات إيجابية تصل بالخشب البلاستيكي لمستوى الخشب الطبيعي، حيث تم العمل باستخدام التكنولوجيا الإشعاعية
للتوصل إلى سبائك بلاستيكية فائقة الصلابة والمرونة فى آن واحد ومنعدمة اللزوجة عند درجة الصهر الحرارى وهذا فى حد ذاته يعتبر طفرة
لا يمكن تحقيقها بالطرق التقليدية حيث تم خلطها بطحن المخلفات الزراعية والحصول على سبائك خشبية بأنواع جديدة ومتطورة فمنها ما يشبه
الخشب الطبيعى وآخر يشبه الرخام الحرارى وايضا نوع جديد من الخشب المطاطى المرن المطابق لخشب البامبو.
ويؤكد د. حسين أن التكنولوجيات الإشعاعية تتميز بأنها آمنة بيئياً فى مجال التصنيع وتمتاز بسرعة فائقة فى التصنيع قد تصل إلى اختصار
وقت التصنيع إلى ثوان مقارنة بما يستغرق من ساعات بالطرق التقليدية كما فى دهانات البولى إستر.. واختزال نوعيات من الكيماويات لتقليل
النفقات وأيضا لتقليل أخطار استخدامها على العاملين وعلى كفاءة المنتج نفسه.. وآمل أن يكون هناك فى القريب العاجل برنامج قومى وإعلامى
لبث ثقافة إشعاعية عامة ومبسطة للتكنولوجيات الإشعاعية بطريقة تدريجية وتصاعدية تؤهل الرأى العام والمواطن العادى للبرنامج النووى القادم إن شاء الله.
ويشير النحاس الى انه تم عمل ورش عمل مشتركة بين هيئة الطاقة الذرية وهيئة اليونسكو عام 2010 من خلال مؤتمر اليونسكو اضافة الى
العديد من الدورات العملية للتعليم الفنى، وبعد 6 سنوات تم الوصول بالمنتج إلى حيز التطبيق حيث تم إنشاء ثلاثة مصانع لإنتاج الخشب البلاستيكى
وتدوير المخلفات الخشبية وإعادة تصنيعها كمقاعد وديسكات للمدارس.
وختم د. حسين النحاس حديثه قائلا: أتمنى ان أرى المستثمرين على أبواب معاملنا للاستثمار فى الأبحاث التطبيقية وأن أرى إعلاماً يتابع مولد
الأبحاث الابتكارية مع ايجاد تحالف بين التعليم الفنى والبحث العلمى لإنشاء الورش الابتكارية لإضافة واقع عملى وتطبيقى للأبحاث العلمية لعمل
منتجات بحثية ابتكارية بمهارة التعليم الفنى لإفراز منتج تصديرى تنافسى. وذكر: أتمنى أن يهتم الإعلام بطرح كل مشاكل مصر الصناعية والزراعية
والبيئية وطرحها كمسابقة قومية، يشارك فيها كل أبنائها.