
رئيس الوزراء العراقي : العراق كان على شفا حرب أهلية
قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اليوم الثلاثاء أن القوى السياسية فشلت بسبب اهتمامها بالسلطة على حساب المواطن وبناء البلد، مجددا دعوته لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للالتحاق بالحوار.
وحذر الكاظمي، خلال مقابلة مطولة مع صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية نشرت اليوم، من خطورة الصراع الذي بلغ أوجه أواخر أغسطس الماضي، مؤكداً أن البلاد كانت على شفا حرب أهلية، في إشارة إلى المواجهات العنيفة التي شهدتها بغداد حينها بين أنصار الصدر وخصمه اللدود الإطار التنسيقي (يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتحالف الفتح، فضلا عن أحزاب وفصائل أخرى موالية لإيران).
واعتبر الكاظمي أن تصريحات عدد من القادة السياسيين تسببت في إشعال الصراع بين الإطار والصدر، إلا أن بعض المساعي عادت وهدأت الوضع.
وأوضح أن رهان طرفي النزاع كان في حينه على أن الحكومة ستكون مع طرف ضد آخر، لكنها ظلت محايدة. وقال :”أعطيت توجيهات واضحة وصريحة وحازمة للقوات الأمنية لإبعاد شبح الحرب الأهلية”.
وشدد على أن العراق جرب مسار العنف لعقود طويلة بمختلف أنواعه من العنف العنصري إلى الطائفي والديني، لكنها كلها مرفوضة ولا تنتج سوى الخراب.
أما عند سؤاله عن هدف الصدريين وما إذا كانوا يريدون فعلا إجراء انتخابات أم الانقلاب على الحكم، فنفى الكاظمي سعيهم للانقلاب. وأوضح أن جميع الأطراف السياسية في البلاد أخطأت ولم تتعامل بحكمة وعقلانية، لأنها لم تقبل الرضوخ للقانون، وقال “على الصدر أن يلتحق بالحوار، لأنه الحل الأوحد في نهاية المطاف”.
كما أضاف “القوى السياسية لا تؤمن بالقيم الديمقراطية الحقيقية، بل بالقوة والسلطة فقط”، معتبراً أن قيم الديمقراطية جديدة على البلد.
وجدد التشديد على أهمية الحوار، قائلاً “على الصدر أن يلتحق بالحوار، لأنه الحل الأوحد في نهاية المطاف”.
يذكر أن العراق يشهد منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو 2022 مع نزول أنصار طرفي الخلاف الأبرز (مقتدى الصدر والإطار التنسيقي)، إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد.
فقد بلغ الخلاف أوجه مع بدء مطالبة التيار الصدري منذ أكثر من شهرين بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات في ظل رفض خصومه هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة بمرشحهم قبل أي انتخابات جديدة.
وتطور الخلاف أواخر أغسطس الماضي إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين في وسط بغداد، أدت إلى مقتل 30 شخصاً، وفتحت الأبواب حينها على احتمال عودة التصعيد بشكل خطير.