دراسة تؤكد تسامح المسلمين مع اليهود بمنحهم مقابر البساتين فى القرن التاسع الميلادى
القاهرة – أ ش أ
أكدت دراسة أثرية للدكتور محمد مهران رئيس الإدارة المركزية للآثار اليهودية بوزارة الآثار تسامح المسلمين مع اليهود بمنحهم مقابر البساتين فى القرن التاسع الميلادى , حيث منحهم الأمير أحمد بن طولون أراض أقاموا بها مقابرهم الموجودة حتى الآن .
وأشار مهران الي أن أشهر من دفن بتلك المقابر يعقوب بن كلس الذى عهد إليه الخليفة المعز لدين الله 341- 364 هـ, 952- 974م بولاية الخراج …موضحا أن درجة التسامح وصلت بين المسلمين واليهود إلى تعيين الخليفة الحاكم بأمر الله لطبيب خاص يأتمنه على حياته من اليهود وهو صفير اليهودى.
ومن جانبه.. قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن الدراسة أشارت لكرم الضيافة المصرى من استقبال اليهود من شتى بقاع الأرض ليجدوا الملاذ الآمن بمصر , وأقاموا فى عدة مناطق منها الفسطاط وحارة اليهود والجمالية والعباسية والزمالك وجارن سيتى.
وأشار الي أن معابد اليهود فى مصر كانت حسب الطائفة فمنهم طائفة الربانيين وهم من يؤمنون بالتوراة كتاب الرب والتلمود كلام البشر ومن معابدهم معبد بن عزرا بمصر القديمة, وطائفة القرائين وهم من يؤمنون بالتوراة فقط وصلاتهم بها ركوع وسجود ومعابدهم مفروشة بالسجاد ويخلعون أحذيتهم خارج المعبد , وطائفة الأشكناز وهم اليهود من أصل أوروبى.
وأضاف أن الدراسة أشارت لوجود 10 معابد يهودية مسجلة , 9 بالقاهرة ومعبد بالإسكندرية وتعامل شأنها شأن الآثار المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية كجزء من التراث الحضارى المصرى , ومنها معبد بن عزرا بمصر القديمة المسجل عام 1984 , وموسى بن ميمون بحارة اليهود بالموسكى مسجل عام 1986 , وحاييم كابوسى بحارة اليهود والمسجل عام 1987 , وشعار هشمايم بشارع عدلى ومسجل عام 1987 , ومعبد نسيم أشكنازى بشارع الجيش مسجل عام 1995 .
وتابع ان المعابد اليهودية المسجلة تشمل كذلك معبد اليهود الأشكناز بشارع الجيش مسجل عام 1999 , ومعبد كرايم بالظاهر مسجل عام 1996 , ومعبد موسى الدرعى بالعباسية مسجل 1997 , ومعبد حنان بقنطرة غمره مسجل عام 1997 , ويوجد بالإسكندرية معبد واحد مسجل وهو معبد إلياهو النبى بشارع النبى دانيال ومسجل عام 1987.
وذكر أن الدراسة أشارت للمقبرة الوحيدة المسجلة كأثر وهى حوض موصيرى المسجل عام 1989 والمدفون به عائلة موصيرى الشهيرة بمقابر اليهود بالبساتين , كما كانت مقبرة ” للجنيزاه ” وهى الوثائق الخاصة بطائفة اليهود فى مصر والتى تكشف عن حياتهم الاقتصادية والاجتماعية فى مصر وكانت هناك حجرة بالدور الثانى بمعبد بن عيزرا تخزن بها الأوراق غير المستخدمة والتى تحتوى على اسم الله لأنها لا تحرق وبعد إمتلاء هذه الحجرة تؤخذ الجنيزاه لتدفن فى مقابر البساتين فى احتفال كبير .
وأوضح انه قد بدأ تسريب هذه الوثائق خارج مصر منذ عام 1890 حين سقط سقف الحجرة التى تخزن بها بمعبد بن عيزرا وجاء أحد كبار اليهود من أوروبا إلى مصر وحمل معه كمية كبيرة إلى أوروبا..مشيرا الي ان أكبر نسبة من هذه الوثائق توجد حاليا بجامعة كامبريدج بإنجلترا