دراسة أثرية تطالب بتسجيل قناة السويس كتراث عالمى
حددت دراسة علمية للدكتور عبد العزيز سالم أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة وخبير التراث العالمى بمنظمتي “اليونسكو” و”الإيسيسكو” خمسة معايير دولية لاستحقاق قناة السويس التسجيل كتراث عالمى طبيعى وثقافى.
وأكد الدكتور سالم اليوم الإثنين أن قناة السويس الجديدة بوابة ثقافية عالمية جديدة لمصر ستسهم في تفعيل دور مصر الثقافى في المحافل الدولية وتحويل ضفتى القناة لملتقى ثقافى عالمى بما يعزز فرص الحوار مع الآخر، وكذلك حوار الحضارات وإبراز مواقعها التراثية على الخريطة السياحية بتحويل قناة السويس لمتحف مفتوح يحكى قصة الحضارة المصرية عبر العصور التاريخية”.
وكشف عن اتفاق قناة السويس بمصر مع قناة “ميدي” بفرنسا في نفس المعايير الدولية المطلوبة من أجل تسجيل الممتلكات الثقافية في لائحة التراث العالمى وإن كانت القناة الفرنسية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسى فإن قناة السويس تربط بين البحرين الأبيض والأحمر من جهة وبين المحيط الهندى عبر مضيق باب المندب والمحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق من جهة أخرى، وهو ما يجعل من قناة السويس قيمة عالمية استثنائية تستوجب إدراجها في لائحة التراث العالمى.
وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان “إن الدراسة حددت المعايير الدولية لتسجيل قناة السويس كتراث عالمى، ومنها أن يكون الموقع المرشح للتسجيل يمثل أحد روائع العقل البشرى المبدع، وهذا المعيار متوفر في فكرة ربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر عبر قناة مصرية قديمة، وكذلك الإبداع في عمليات حفر القناة الأولى بأدوات أولية والقناة الثانية بأحداث الوسائل التكنولوجية”.
وأشار إلى أن المعيار الثانى الخاص بأن يتجلى في الموقع تأثيرات قوية متبادلة جرت على امتداد فترة من الزمن داخل منطقة ثقافية من العالم تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجية أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية، متوفر بوضوح في الأحداث التاريخية والسياسية المرتبطة بقناة السويس وفي الأبنية التاريخية والمدن المنتشرة في محور القناة.
وأوضح أن المعيار الثالث، الذي حددته الدراسة في أن يكون الموقع المرشح مثالا بارزا على نوعية من البناء أو المعمار أو مثال تقنى أو مخطط يوضح مرحلة مهمة في تاريخ البشرية، يتوفر في نوعية البناء في مدن القناة حيث تشتمل هذه المدن على العديد من الأبنية التراثية المحتفظة بخصائصها المعمارية المتفردة والمتمثل في التراث الثقافى في مدينة بورسعيد والإسماعيلية والسويس والتي تضم الطرز المعمارية الإيطالية والفرنسية والإنجليزية واليونانية والإسلامية مع تنوع المواقع الأثرية والمتاحف المنتشرة بمحور قناة السويس.
وأضاف أن المعيار الرابع الخاص بأن يكون الموقع المرشح في قائمة التراث العالمى مثالا رائعا لممارسات الإنسان التقليدية في استخدام الأراضى أو مياه البحر بما يمثل ثقافة أو ثقافات أو تفاعل إنسانى مع البيئة، والخامس بأن يكون الموقع المرشح مرتبط بشكل مباشر بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة، متوفران بقناة السويس التي تمتلك أيضا معايير السلامة والأصالة ولها نظام ملائم يكفل لها الحماية والصون والإدارة ومعيار الاستخدام المستدام ومعيار الإدارة والمتابعة ومعيار الأمثلة المشابهة، حيث تشبه قناة “ميدي” بفرنسا.
وأكد ريحان أن تسجيل قناة السويس كتراث عالمى سيسهم في تعزيز دورها الثقافى دوليا، بالإضافة لدورها كأهم وأعظم شريان ملاحى عالمى، واعتبارها من أعظم الملتقيات الثقافية عالميا ومساهمتها في نشر فكر السلام بين الشعوب بتلاقى الأفكار وحوار الحضارات، مما سيدعم بشكل كبير محاربة الأفكار المناوئة لذلك، والتي تشكل خطرا على السلام العالمى.
أ ش أ