خلال مؤتمر صحفي مع جوتيريش.. شكري: سنعمل خلال قمة القاهرة للسلام على التوصل لتوافق دولي لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار
قال وزير الخارجية سامح شكري اليوم إننا سنعمل خلال قمة القاهرة للسلام والتي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي وتنعقد بعد غد السبت، على التوصل إلى توافق دولي اتساقًا مع المبادىء الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم الخميس مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في ختام مباحثاتهما بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير.
ورحب شكري، في مستهل المؤتمر الصحفي، بسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي يقوم حاليا بزيارة إلى القاهرة.
وقال إنه عقد مباحثات مع جوتيريش أعقبها مباحثات موسعة وتركزت حول التصعيد غير المسبوق منذ السابع من أكتوبر الجاري وتبعاته الإنسانية والسياسية الواسعة على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وسائر دول المنطقة.
وأشاد بالنداء الدولي الذي أطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار حقنًا لدماء المدنيين في ظل المنعطف الخطير الذي تتخذه الأزمة وسقوط العديد من الضحايا الفلسطيينيين الأبرياء في بيوتهم ومستشفياتهم.
وقال شكري إنه أبلغ السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش باقتناع مصر بأولوية وقف العمليات العسكرية وتأمين النفاذ الإنساني وإتاحة الفرصة لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة، مضيفًا أنه وفي هذا الإطار قد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قمة القاهرة للسلام وسنعمل من خلال القمة التي تعقد بعد غد على التوصل إلى توافق دولي اتساقًا مع المبادىء الدولية والإنسانية لخفض التصعيد وصولًا لوقف إطلاق النار والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأشاد شكري بالجهود التي تضطلع بها الأمم المتحدة لمحاولة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشيرًا إلى أنه يضم صوته لصوت جوتيريش في أن استهداف المقرات الأممية والإنسانية والعاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وينبغي أن يتوقف فورًا وأن يسمح بنفاذ الاحتياحات الإنسانية العاجلة.
وأكد حرص مصر على استمرار عمل معبر رفح فضلًا عن تسخير إمكانيات مطار العريش لاستقبال المساعدات الموجهة لقطاع غزة، لافتًا إلى أنه على الرغم من تعرض الجانب الفلسطيني من المعبر لقصف تسعى مصر بصورة حثيثة لإعادة تشغيل المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة من الجانب المصري ليتم توزيعها بالقطاع، وأن يكون هذا الدخول دائمًا ومتواصلًا ودون انقطاع.
وقال إن مصر طالما حذرت من مغبة إمعان إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في ممارساتها العنيفة ضد الشعب الفلسطيني وغياب الأفق السياسي لحل القضية وعدم الاعتداد بقرارات الشرعية الدولية، وهو ما نرى تبعاته اليوم في كل جولة تصعيد واشتعال للموقف، ولا نرى بديلًا سوى عودة الأطراف لطاولة المفاوضات لتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود خطوط يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد شكري أن مشاركة السكرتير العام للأمم المتحدة في قمة القاهرة للسلام، المقرر انعقادها بعد غد، يضفي المزيد من الزخم لهذا الحدث في ضوء الجهود الحثيثة التي يبذلها لتحقيق السلم والاستقرار والعمل على احتواء الأزمات وتواصله المستمر لتحقيق هذا الهدف وهي جهود محل تقدير من جانب مصر.
وقال الوزير شكري إن جهود جوتيريش في الإشراف على عملية الإغاثة الإنسانية والإشراف على الأجهزة الأممية العاملة في هذا الشأن، يعد دليلًا آخر على الاهتمام الذي يوليه للمكون الإنساني لهذه الأزمة واهتمامه بحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال شكري إن مصر تشدد على أن الاعتقاد بإمكانية تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري لسكان قطاع غزة والضفة الغربية لدول جوار يعد أمرا غير واردا، فالشعب الفلسطيني صامد على أرضه كما صمد العقود الماضية.
وأضاف “اننا نناشد الجميع بتغليب صوت العقل والعمل على وقف التصعيد الجارى وعدم إضافة المزيد من عوامل عدم الاستقرار بالمنطقة، والاقرار بالمخالفة الجسيمة التي تمثلها مثل هذه المحاولات للقانون الدولي الإنساني”.
ومن جانبه، قال سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال المؤتمر الصحفي، “اسمحوا لي أن أثمن عاليا قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
وأضاف أنه هنا في مهمة سلمية في أزمة حالكة لم ترها المنطقة منذ عقود.
وأكد أن القانون الدولي الإنساني يجب أن يتم احترامه وحماية المدنيين وهو أمر له أهمية قصوى وأن أي هجوم على منشأة تعليمية أو طبية أو مقرات للأمم المتحدة هو هجوم على القانون الدولي.
ووجه أمين عام الأمم المتحدة الدعوة لحماس لإطلاق سراح المختطفين، وأن تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول المعونات إلى غزة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الشكوى والمعاناة التي يعاني منها قطاع غزة خلال السنوات الماضية ولكن هذه المعاناة لا ترقى إلى مستوى المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الآن.
ودعا لوقف إطلاق النار على أسس توفير الإغاثة الإنسانية وتوصيل قوافل الإغاثة من المياه والطعام والأدوية، مشيرًا إلى أن الأمراض تنتشر والناس تموت “وقد هالني ما رأيته من صور الدمار والموت في المستشفى الأهلي المعمداني”.
وقال إن المدنيين في غزة يحتاجون إلى مساعدات طبية عاجلة، ونحتاج إلى توصيل الماء والغذاء والوقود لهم بحجم كبير وبشكل مستدام وهي ليست عملية صغيرة ندعو إليها، ولكننا ندعو لجهد مستمر لإيصال المعونات الإنسانية لشعب غزة، وعلينا أن نتأكد من دخولها بأمان ويتم توزيعها.
وأوضح أنه يزور القاهرة لكي يقوم برعاية توزيع الخدمات والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وشدد على أن المعبر مع غزة ومطار العريش هما قناتان أساسيتان لحياة من يعيشون في القطاع.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن مصر تثبت لنا من جديد أنها عماد السلام والمسؤولة بل والوحيدة القادرة على نزع فتيل العنف، مؤكدًا أنه كلما زادت الحروب كلما زاد العنف والخسائر الإنسانية.
وأضاف أن وقف إطلاق النار يعد جزءًا لا يتجزأ وأساسي وذلك للعمليات الإنسانية، مشيرًا إلى أننا سنقوم بتفعيل هذه المبادرة الإنسانية من الآن من مصر.
وشدد على أهمية الوصول إلى الحل الدائم والعادل، مضيفا أنه لا يمكن الوصول إلى حل دون إقامة دولة فلسطينية حرة بجانب دولة إسرائيل تتمتع كل دولة بالأمن والأمان داخل حدودها إعمالًا بالمواثيق والمقررات الدولية والأممية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)