#
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شكري .. لافروف يشيد بعمق العلاقات والاتصالات الوثيقة مع مصر

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شكري .. لافروف يشيد بعمق العلاقات والاتصالات الوثيقة مع مصر

أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، بعمق العلاقات والاتصالات الوثيقة مع مصر.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري عقب مباحثاتهما في موسكو، إن “حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر وصل خلال العام الماضي إلى 6 مليارات دولار”، مشددا على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات الملائمة لتعزيز هذا التقدم التجاري بين البلدين.

وأكد لافروف أن بلاده تعمل على تعزيز التعاون مع مصر في ضوء الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين في سوتشي عام 2019، مشيرا إلى قرب الاحتفال بالذكرى 80 على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا.

وأضاف أن اللجنة الوزارية الروسية المصرية تعمل على تعزيز التعاون التجاري الاقتصادي بين البلدين، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية سامح شكري تناولت العديد من القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك من بينها سبل تعزيز آفاق التعاون في كافة المجالات.

وأشار إلى أن هذه المباحثات تطرقت أيضا إلى المشاريع الاستثمارية التي من ضمنها إنشاء محطة الطاقة النووية الضبعة في مصر، كما تم مناقشة مجال الصناعة والطاقة والتوريد الدائم والثابت للقمح والحبوب الروسية إلى مصر.

وشدد لافروف على أهمية العمل على تعزيز التعاون العسكري التقني بين البلدين، مشيرا إلى أنه تم التأكيد خلال المباحثات على نجاح التبادل الثقافي بين روسيا ومصر لعام 2021 ـ 2022.

وقال لافروف، خلال المؤتمر الصحفي، إنه “تم تبادل وجهات النظر في المسائل الإقليمية والدولية وتم التأكيد على ضرورة استمرار التعاون الوثيق في الأمم المتحدة وغيرها من الساحات الدولية وكذلك ناقشنا سبل حل الأزمة الليبية”.

وثمن لافروف جهود مصر لتنظيم الحوار “الليبي – الليبي” على أراضيها وشكلت قاعدة للتسوية الشاملة للأزمات الليبية، معربا عن دعم موسكو لتلك الخطوات للمضي قدما.

وأشار إلى أنه تم مناقشة الأوضاع في سوريا وتم التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها، واحترام حقوق مواطنيها في تقرير مصيرهم ومصير دولتهم، مضيفا أن بلاده تدعم تكثيف عمل جامعة الدول العربية وخاصة فيما بعد الأزمة السورية وعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.

وحول القضية الفلسطينية، قال لافروف إنه “تم مناقشة الأزمة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتم التأكيد على المواقف المشتركة للطرفين وضرورة حل الأزمة من خلال الحوار والتوصل إلى التسوية الشاملة على الأساس القانوني الدولي وتجديد عمل الرباعية الدولية والوسيطة، مشيرا إلى ان على مدى سنوات نعتبر أنه من الضروري أن تعمل الرباعية الدولية وهي الولايات المتحدة روسيا والاتحاد الأوروبي، ولكن لا نرى تقدما في عمل هذه الرباعية.

ولفت لافروف إلى أنه تم مناقشة التحضيرات لقمة “روسيا – أفريقيا” التي ستجرى في يوليو القادم في سان بطرسبرج والأساليب التي تجعل هذه الفعالية أفضل.

وحول الأزمة الأوكرانية، أوضح لافروف أنه تم مناقشة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن نظام كييف قوض خلال السنوات الماضية اتفاقية “مينسك” واستغلالها مع الدول الغربية لشن حرب ضد روسيا.

وأضاف لافروف أنه تم الاتفاق مع الجانب المصري على الاستمرار في العمل في كل الاتجاهات والإبقاء على تواصل دائم، معربا عن ثقته بأن ذلك سيصب في مصلحة البلدين.

وبسؤاله عن تسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية، قال لافروف إننا “نراقب كيف يتطور النقاش حول تسليح أوكرانيا بكم كبير من الأسلحة الثقيلة بما فيها الهجومية ونتخذ إجراءات للحيلولة من تحويل أوكرانيا إلى تهديد أكبر لأمن دولتنا وعدم السماح لنظام كييف بأن يتبع سياسة التمييز وتقويض الحقوق لمواطني أوكرانية”، مؤكدا أن القوات العسكرية الروسية الخاصة مكلفة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضرورية لعدم تحقيق مخطط الغرب في أوكرانيا.

وأضاف لافروف أن روسيا مستعدة لسماع أي اقتراحات جادة لتسوية النزاع في أوكرانيا بشكل كامل وشامل، مبينا أنه تلقى رسالة معينة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عبر نظيره المصري سامح شكري، ويتم تقييم الموقف المتوازن والمسؤول لمصر.

وتابع أن الوزير شكري قدم رسالة من بلينكن في القاهرة”، مؤكدا على أن روسيا مستعدة دائما لأي مقترحات جادة، تشمل جميع جوانب القضية.

وتابع لافروف “استمعنا مجددا من وزير الخارجية المصري إلى الرسالة بأن على روسيا أن توقف هذه الأعمال وهو ما سيؤدي إلى نجاح العمل، إلا أن هذه الدعوات هي الوحيدة التي قدمها بلينكن”.

ونوه لافروف بأن الجزء الثاني من الدعوة الأمريكية والأوروبية قدمها ستولتنبرج عندما تحدث عن أن على روسيا أن تنهزم، وأن الغرب لا يسمح لأوكرانيا بالخسارة والهزيمة لأن ذلك يعني أن أوروبا تنهزم، وأن العالم كله سينهزم، مشيرا إلى أن ذلك يعني أن الناتو سينفذ جميع مخططاته الكاملة في هذا المجال.

وأشار لافروف إلى أن الحديث هنا لا يدور حول أوكرانيا، ولا على نظام كييف الذي لا يتمتع بأي استقلالية، وإنما خضع لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يريدون أي أحداث يمكن أن تمس بهيمنة الولايات المتحدة. أطلب من نظيري بلينكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا.

وردا على سؤال حول دور الوساطة الإيرانية في تسوية الأوضاع بين تركيا وسوريا، قال لافروف إن “بلاده تدعم تسوية الأوضاع بشكل عام بين تركيا وسوريا”، مؤكدا العمل على كافة الجهود لإنهاء هذا التوتر الراهن بين البلدين الجارتين.

وأشار لافروف إلى التوصل لاتفاقية حول جذب إيران لهذه التسوية، مشددا على أهمية عمل الاتصالات القادمة والمباحثات على تطبيع العلاقات التركية ـ السورية بوساطة من روسيا وإيران.

وشدد على ضرورة العمل في هذا الاتجاه حتى لو أسفرت هذه الجهود عن نتائج وصفها بـ”الضئيلة”.

وردا على سؤال بشأن إمكانية اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط عقب الهجوم على منشأة عسكرية في إيران، أعرب لافروف عن قلق بلاده البالغ لمثل هذه الهجمات، منتقدا في الوقت نفسه قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بشكل أحادي مخالفة بذلك كافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وأكد دعمه الكامل لكافة الجهود التي تقوم بها دولة الصين لإعادة الولايات المتحدة مرة أخرى لهذه الصفقة النووية، متهما الغرب باتخاذ خطوات وصفها بأنها “غير عقلانية” في هذا الاتجاه.

وشدد لافروف على رفض بلاده القاطع الخطوات الغربية التي تهدف إلى استخدام الخيار العسكري للحيلولة دون حصول إيران على أسلحة نووية على الرغم من التأكيدات المستمرة لطهران أنها ليست لديها أي نوايا للحصول على أسلحة نووية.

2023-01-31