خلال زيارته الرابعة لكوريا الشمالية.. بومبيو يبحث إمكانية مراقبة أمريكا للخطوات بيونجيانج صوب نزع السلاح النووي
قالت مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية، اليوم الأحد، إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتفقا على الترتيب لقمة ثانية بين زعيمي البلدين ”في أقرب وقت ممكن“، وبحثا إمكانية مراقبة الولايات المتحدة للخطوات التي تتخذها بيونجيانج صوب نزع السلاح النووي.
وقال بومبيو إن زيارته الرابعة لبيونجيانج تمثل ”خطوة أخرى للأمام“ صوب نزع السلاح النووي، وإنه أجرى ”محادثات جيدة وبناءة“ مع كيم لكن الحاجة تقتضي بذل مزيد من الجهد.
وأجرى رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن محادثات مع بومبيو في سول بعدما اجتمع وزير الخارجية الأمريكي مع كيم لأكثر من ثلاث ساعات خلال زيارة قصيرة لبيونجيانج تهدف إلى كسر الجمود في المفاوضات الخاصة بالأسلحة النووية.
وذكر بومبيو أنه ناقش مع كيم الخطوات التي ستتخذها كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي ومسألة المراقبة الأمريكية لتلك الخطوات التي تعتبرها واشنطن ضرورية، إلى جانب الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة في المقابل.
وقال يون يونج-تشان السكرتير الصحفي لرئيس كوريا الجنوبية إن بومبيو وكيم اتفقا أيضا على تشكيل مجموعة عمل ”في وقت مبكر“ لبحث عملية نزع السلاح النووي والقمة الثانية التي اقترحها كيم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة الشهر الماضي.
وأضاف يون في بيان ”الوزير بومبيو قال إن الرئيس كيم وافق على عقد القمة الثانية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في أقرب وقت“.
وتابع ”اتفق الجانبان أيضا على مواصلة المناقشات لتحديد تفاصيل موعد القمة الثانية ومكان انعقادها“.
وقال بومبيو لرئيس كوريا الجنوبية ”كما قال الرئيس ترامب، هناك الكثير من الخطوات التي يتعين اتخاذها، وأخذنا إحداها اليوم… كانت خطوة أخرى للأمام. ومن ثم أعتقد أنها نتيجة جيدة لنا جميعا“.
وعبر مون عن أمله بأن تؤدي زيارة بومبيو والقمة الثانية المقترحة بين كيم وترامب إلى إحراز ”تقدم حاسم لا رجعة فيه فيما يتعلق بنزع السلاح النووي وعملية السلام“.
وكان كيم قد تعهد خلال اجتماعه مع ترامب في 12 يونيو حزيران في سنغافورة بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي لكن الخطوات التي اتخذتها بيونجيانج منذ ذلك الحين لم تف بمتطلبات واشنطن الخاصة باتخاذ خطوات لا رجعة فيها للتخلي عن ترسانة أسلحتها.
وقال مسؤول أمريكي يرافق بومبيو إن تلك الزيارة إلى الشمال ”أفضل من سابقتها“ لكنه أشار إلى المفاوضات قائلا ”سيكون الطريق طويلا“.
وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى كوريا الجنوبية عقب زيارة الشمال، نشر بومبيو على تويتر صورة له وهو يسير برفقة كيم وقال ”قمت برحلة جيدة إلى بيونجيانج للقاء الرئيس كيم. نواصل إحراز تقدم بشأن الاتفاقات التي توصلت إليها قمة سنغافورة. شكرا لاستضافتي أنا وفريقي“.
وأفاد تقرير صحفي بأن كيم التقى بومبيو لنحو ساعتين، ثم تناولا الغداء في دار الضيافة الرسمية في بايخواون التي تعني حديقة المئة زهرة على مدى ساعة ونصف الساعة.
وقال كيم عبر مترجم لدى جلوسه إلى طاولة الغداء مع بومبيو ”إنه يوم رائع جدا يبشر بمستقبل جيد للدولتين“.
وقال بومبيو ”شكرا لك على الاستضافة… الرئيس ترامب يرسل لك تحياته. لقد حظينا بنهار ناجح جدا… لذلك شكرا لك وأنا أتطلع للوقت الذي سنقضيه هنا على الغداء أيضا“.
ولم تحقق آخر زيارة قام بها بومبيو لكوريا الشمالية نتائج طيبة. وغادر بومبيو بيونجيانج في يوليو تموز مشيدا بالتقدم الذي تم إحرازه إلا أن كوريا الشمالية نددت به لتقديمه ”مطالب على غرار رجال العصابات“. ولم يلتق بومبيو خلال زيارته السابقة بكيم.
وكان بومبيو قد زار طوكيو يوم الجمعة ومن المقرر أيضا أن يزور بكين قبل عودته إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين.
وقال بومبيو وهو في طريقه إلى آسيا إنه يهدف إلى ”التأكد من فهمنا لما يحاول كل طرف تحقيقه في واقع الأمر“. وعبر عن أمله في الاتفاق على ”موعد ومكان عام“ لعقد قمة ثانية.
وامتنع بومبيو عن التعليق عندما سئل عما إذا كان سيوافق على مطالب كوريا الشمالية بإصدار إعلان بانتهاء الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 أو على اقتراح كوريا الجنوبية بضرورة أن يتجنب الضغط من جديد للحصول على قائمة بأسلحة كوريا الشمالية النووية.
وبدا أن ترامب حريص على عقد قمة ثانية مع كيم على الرغم من أن تصريحات صدرت مؤخرا عن كوريا الشمالية تشير إلى أن الجانبين لم يضيقا بعد الهوة بينهما.
المصدر: رويترز