خبير آثار: قوافل التجارة ورحلات التقديس للمسيحيين نقشت على صخور سيناء
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار, عن مضمون النقوش الصخرية المسيحية والعربية على جبل الناقوس الذى يقع على بعد 13 كم شمال غرب مدينة طور سيناء, و10 كم شمال جبل حمام موسى, ويشرف على خليج السويس ويفصل ببينه وخليج السويس مدق صغير يمر عليه المشاه والسيارات حاليا ويتراوح ارتفاعه ما بين 224 إلى 302م فوق مستوى سطح البحر الأحمر.
وأشار إلى أن نقوشه الصخرية تشهد بتلاحم الحضارات على أرض الفيروز, وتسجل كتابات المقدسين المسيحيين فى رحلتهم المقدسة من أوروبا عبر سيناء إلى القدس, وكتابات القوافل التجارية العربية فى رحلاتهم بين الشرق والغرب خاصة مع وجود ميناء أبو قفص وميناء أبو صويرة واستخدم هذا الطريق لنقل التجارة برا من الطور إلى السويس.
وأوضح الدكتور ريحان أن جبل الناقوس صغير وشديد الانحدار وسمي بهذا الاسم لظاهرة طبيعية فيه هى أنه كلما انهالت الرمال على سفحه أحدث صوتا كصوت الناقوس, وكثرت الأقوال فى تعليل ذلك, وأشهرها أن الرمال تمر على صخور مجوفة فى باطن الجبل فتحدث ذلك الصوت, وهو جبل من الصخور الرملية الرسوبية والذى يسهل النقش عليها باستخدام أي آلة حادة أو حجر صلب.
وأضاف أن المقدسين المسيحيين والقوافل التجارية قد استغلوا جبل الناقوس ذى المستويات التى تشبه المدرجات كمكان للراحة والتزود بالطعام, وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسماءهم وأدعيتهم وبعض أسفارهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل على مدى الأجيال المتعاقبة وكانوا يحصلون على طعامهم من خليج السويس القريب من هذا الجبل بدليل العثور على بقايا أطعمة لبعض المارة والقواقع والتى ربما كان يصطادها المقدسون أو الزائرون كطعام لهم.
وتابع أن هناك بعثة آثار يابانية برئاسة الدكتور كاواتوكو كشفت عن نقوش هذا الجبل عام 2001 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وأن النقوش العربية هى الأكثر انتشارا على مستويات الجبل وهى بالخط الكوفى سواء البسيط أو المورق وبعضها مؤرخ وتنحصر الكتابات المؤرخة فى الفترة الإسلامية المبكرة من القرن السابع حتى العاشر الميلادى وهى كتابات دينية بحتة من آيات قرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام وطلب المغفرة والرحمة من الله وبعض الحكم والأمثال والأدعية ومن الكتابات العربية أيضا توقيعات لأشخاص مسيحيين مروا على هذا المكان وسجلوا أسماءهم وتاريخ حضورهم ويرجع بعضها للقرنين 18, 19م.
وأوضح ريحان أن الجبل يحوى رسوم صلبان ورسوم مراكب كما توجد رموز خاصة للقبائل ويطلق عليها (وسم) ونقوش للجمال والأسماك التى كانت تمثل غذاء رئيسيا فى المناطق الساحلية بالطور ودهب ونويبع, وقد عثر على الكثير من بقايا الأسماك بتل الكيلانى وميناء راية وميناء دهب وقلعة نويبع المطلة على خليج العقبة علاوة على النقوش النبطية العديدة لمرور تجارة الأنباط عبر الطريق كما تضمنت الكتابات أسماء علماء عاشوا فى الطور لسنوات مثل ألفريد قيصر عالم الطبيعة ويحوى الجبل توقيعات باللغة الإنجليزية لأفراد سجلوا أسماءهم فيما بين القرنين 16 , 19م.
ولفت إلى أن مدلول هذه النقوش تؤكد أن المقدسين المسيحيين كانوا يتوجهوا لهذه الأماكن للتبرك بها ووجدت على جبل الناقوس أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور ويشغل بعضها مراكز مرموقة بها كوكلاء لدير سانت كاترين بالطور ومن هذه العائلات عنصرة, وبراميلى, وبولس, وغريغورى, وديمترى استورو كما كشفت عن مهن بعض المارين بهذا الطريق فمنهم الصايغ والدباغ والعطار والصرافى والبواب كما سجل البعض اسم قبيلته كالقرشى والمخزومى والأموى .
أ ش أ