خبير آثار: فلسفة بناء هرم زوسر تمثل أول خط رسمه الإنسان إلى السماء

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار, إن فلسفة بناء هرم زوسر بسقارة تمثل أول خط رسمه إنسان إلى السماء والذي بدأ بالخطوط الهندسية الأفقية ومسطحاتها المستوية,  والتي عبر عنها بالمصاطب التي اعتلت المقابر تحت الأرض ثم ارتفعت عن سطح الأرض في طبقات متراصة فوق بعضها البعض لتصنع الأهرامات المدرجة. وأضاف ريحان – في تصريح له اليوم الجمعة بمناسبة الانتهاء من مشروع ترميم هرم زوسر بعد 14 عاما – أن مصاطب هرم زوسر تمثل سلم الصعود إلى السماء , وهي فلسفة دينية إيمانية وذلك طبقا لما جاء في كتاب ” لغز الحضارة المصرية” للدكتور سيد كريم. 
وأوضح ريحان أن هرم زوسر هو أول بناء حجري في التاريخ  حيث أمر الملك زوسر المهندس إمحتب, ببنائه ثم انتقلت العمارة بالحجر إلى أهرامات الأسرة الرابعة ومعابدها والتي اشتملت على العديد من الأمثلة للبناء بالحجر في العقود والأقبية. وأشار الى أن ظهور الأعمدة وهياكل الإنشاء المرتبطة بها هي صناعة مصرية أصيلة منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت من الطابع المميز لمدينة “أون” (عين شمس) أقدم عاصمة في تاريخ الحضارة المصرية  ,خاصة وأن اسم “أون” يعني “ذات العمدان “, باعتبارها واحدة من أقدم مدن الدنيا. 
ولفت الخبير الأثري إلى أن العمارة المصرية القديمة تطورت من الجدران الصماء والحوائط العالية إلى الدعامات والقوائم والأعمدة التى تحمل الأعتاب والكمرات والأسقف لتضع أسس الهياكل الإنشائية بتعدد نظريات تكوينها التي تغيرت أبعادها ونسبها تبعا لتغير مواد البناء ونظريات إنشائها فحددت طرز العمارة المصرية القديمة ومراحل تطور معالمها عبر التاريخ. 
وأكد  حرص المصري القديم على تطبيق فلسفة الخلود في كل شيء فحرص على الاحتفاظ بذكريات حياته الدنيوية ومعيشته في إطار مجتمعه فزين حوائط مقابره بالنقوش والرسوم والصور والنماذج المجسمة التي تمثل حياته وعاداته وتقاليده وأعياده والحرف الصناعية المختلفة , كما حرص على تخليد تصميماته الهندسية وروائع فنه المعماري فسجلها واحتفظ بها في خزائن عمارة الخلود ومقابر أصحابها في شكل مخططات وتصميمات رسمها على صفحات أوراق البردي ولوحات “الأستراكا وألواح الأردواز” ونقش عليها مساكن وقصور أصحاب المقابر ونحت نماذجها على حوائط المقبرة. 

أ ش أ